You are here:   Home  /  الإذاعة  /  017 – زكي أفندي مراد 2

017 – زكي أفندي مراد 2

enar

 

أهلاً وسهلاً بكم أصدقاءنا المستمعين في حلقةٍ جديدةٍ من برنامج من التاريخ التي نواصل فيها مع الأستاذ الدكتور فردريك لاغرنج الحديث عن المطرب المصريّ الأصيل زكي مراد:

 

كنّا قد توقّفنا عند دور زمان الوصل الذي استمعنا إليه بصوت زكي مراد وقلنا أنّه من ألحان الشيخ محمّد عبد الرحيم المسلوب الذي تزوّج إبراهيم القبّاني الملحّن الشهير في مطلع القرن العشرين من كريمته، فما هو الدور الثاني يا سيّدنا؟

الدور الثاني فعلاً لإبراهيم القبّاني وهو دورٌ في الراست سازكار الجميل المطرب للغاية، “الفؤاد مخلوق لحبّك”.

 

المحاور: هذا الدور اشتهر به زكي مراد، هل غنّاه أحدٌ غيره؟

لا أظنّ.

هذه الحلقة لا يمكن أن تكتمل دون سماع سي زكي مراد في الطقاطيق، زكي مراد، في معظم الحالات، كان يغنّي بالمذكّر لكن هناك حالات شاذّة فمثلاً قد غنّى:

يا نينا وصّي شيخة الزار     تعمل لي دقّة بالطار

شيءٌ من هذا القبيل، على أنّه يدافع عن القيم الذكوريّة في بعض الأحيان بل الرجعيّة فمثلاً يقول:

توت حاوي حاوي توت ماتجوّز غير بنت بنوت.

من أحلى الطقاطيق التي سجّلها زكي مراد طقطوقة “هاتيلي يمّا عصفوري”، ونلاحظ في هذا التسجيل أن سامي الشوّا يُلَعْلِعُ على الكمان في هذه الطقطوقة.

زكي مراد

 

المحاور: أليس كذلك؟ نستمع إلى “هاتيلي يمّا عصفوري”.

بعدما سجّل زكي مراد هذه الحصيلة النهضويّة سافر عام 1928 ويبدو أنّه اتّجه نحو تونس فالجزائر ففرنسا ثمّ أمريكا ولم يعد إلى الديار المصريّة حتى سنة 1932، فإمّا أن يكون اسمه قد نُسِيَ تماماً أو أنّه لاحظ تغيّر الموضا في الغناء ولم يشأ أن يُجاري الموضا، فتوقّف.

ليس هناك أي دليل على أنّه شارك في حفلة أو أنّه قام بأيّ نشاط الموسيقيّ بين عودته عام 1932 ووفاته عام 1946 اللهمّ ربّما كما سبق أن قلنا تكريس نفسه لتدريب ليلى ومنير مراد.

وأذكر أنّني قد قابلت محمّد عبد الوهّاب منذ سنوات عديدة وذكر أنّه كان يذهب إلى بيت زكي مراد أثناء تصويره لفيلم يحيى الحبّ، مع ليلى مراد وأنّهم كانوا يسمّونها في البيت، لِيلَة، هذا النطق المغربيّ ربّما يؤكّد أصل هذه الأسرة المغربيّ. 

هناك لونٌ آخر لم نستمع إليه لزكي مراد يبدو فيه شديد التأثّر بأسلوب عبد الحيّ حلمي وهو الموّال.

 

المحاور: أ‘تقد أنّه متأثّرٌ بعبد الحيّ بشكلٍ عام، لكن حقيقةً في أداء الموّال، رغم أنّه غيرُ حافظ، فالموّال تامّ الارتجال، لكن وكأنّما لو قُدّر لعبد الحيّ أن يعيش أكثر لم يكن ليغنّي هذه المواويل إلا بهذه الطريقة.

تماماً.

 

المحاور: نستمع إلى تقسيم ليالي وموّال الفجر أهو لاح بصوت زكي أفندي مراد ويصاحبه على القانون علي الرشيدي وعلى الكمان سامي الشوّا.

وقد سجّله لشركة كولومبيا، وهو من آخر تسجيلات زكي مراد وأوّل التسجيلات التي تمّ تحميضها على الكهرباء لذا نلاحظ لعب السرعة والأخطاء التقنيّة للتسجيل.

التسجيل حوالي عام 1927.

 

المحاور: قبلما نأتي على ختام الحلقة، نطرح سؤالاً! زكي مراد، هل هو أفندي أم شيخ؟

يقولون له زكي أفندي مراد، لكن، ألا يوجد عنده مسحةٌ من المشايخ فيما كان يغنّيه في المعبد أو الترتيل اليهودي إلخ؟

أزنّ أنّ تقنيّات التراتيل اليهوديّة تذكّر بالتراتيل المسيحيّة أكثر من أسلوب الترتيل القرآني أو الإنشاد الديني الإسلامي. زكي مراد ذا تقنيّات عربيّة تماماً في الغناء المدني، أمّا في الغناء الديني فكأنّما شخصٌ مختلفٌ تماماً يغنّي، رغم أنّه كما لاحظتَ بنفسِك، عندما نستمع إليه وهو يقول كلمة أدوناي وكأنّنا نسمع الشيخ علي محمود أو أيّ من المنشدين.

هناك اسطوانتان سجلهما لدى بيضافون لتراتيل يهوديّة يمكن أن نستمع إلى مقتطف قصير منها.

 

المحاور: طيّب أفندي أم شيخ؟

أفندي على حاخام على شيخ! هيّ فرقت؟

 

المحاور: الكلّ سواء! نستمع إلى جزء منها وبها نختم حلقة اليوم عن زكي مراد، وإلى أن نلتقي في حلقةٍ أخرى من برنامج من التاريخ، نترككم في الأمان.

  2013  /  الإذاعة  /  Last Updated أغسطس 22, 2013 by  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien