You are here:   Home  /  الإذاعة  /  060 – 2 محيي الدين باعيون

060 – 2 محيي الدين باعيون

enar

 

057-MDB-A Moheddine Bayoun, Taksim Siguah I 037-MDB-1-A Moheddine Bayoun, Taqsim Ajam Ouchayran I

 

كنّا قد تحدّثنا في الحلقة السابقة من هذا البرنامج عن جزءٍ من سيرة حياة محيي الدين باعيون وقد ركّزنا الحديث عن الغناء عند محيي الدين، في هذه الحلقة نتناول محيي الدين باعيون كعازفٍ على آلة الطنبور البغدادي المعروفة في زماننا بالبُزُق.

يبدو أنّ آلة الطنبور كانت دارجة الاستخدام في قطاعٍ كبيرٍ من برّ الشام أكثر من بري مصر والعراق، حتّى أنّ صاحب الرسالة الشهابيّة في الصناعة الموسيقيّة مخايل مشّاقه قد استشهد بهذه اللآلة كونها آلةٌ ذات دساتين، ليبرهن صحّة نظريّته في القياس ويضحد ما جاء به أستاذه محمّد العطّار من قياس الأرباع المتساوية. كما جاء على لسان الكثير من رحّالة القرن التاسع عشر أنّ العود أكثر ذيوعاً في مصر والعراق من بلاد الشام وأنّ الطنبور أوسع انتشاراً في بلاد الشام عن مصر والعراق، وبالطبع هذا لا يلغي وجود استخدام العود في برّ الشام أو الطنبور في برّي مصر والعراق.
على أنّ التسجيلات الأولى في بلاد الشام لا تعكس كلام الرحّالة المذكورين، فإنّنا لا نكاد نسمع صوت الطنبور البغداديّ الذي هو البُزُق، قبل عام 1921 مع محيي الدين باعيون وكلّ التسجيلات السابقة تحوي تخوتاً بها عود وكمان وقانون فقط حتّى دون العود، والحال نفسه كان في مصر، فهناك علامة استفهام على عدم استخدام الطنبور في بلاد الشام في التسجيلات قبل عام 1921.
من تسجيلات أبو سعيد محيي الدين باعيون في القاهرة نستمع إلى تقسيم سكاه والتسجيل على وجهٍ واحدٍ قياس 27 سم لشركة بيضافون التي احتكرت التسجيل لمحيي الدين منذ هذا التاريخ التسجيل يحمل رقم B-082703.

محيي الدين باعيون

محيي الدين باعيون

ذكر المحدّثون أنّ محيي الدين في حفلاته كان يغنّي ماسكاً طنبوره، على أنّ هذا لا ينعكس أبداً في تسجيله، فالتسجيل الوحيد الذي به غناءُ محيي الدين وعزف في نفس الوقت، لا يحوي حتّى مصاحبةً لحاله، إنّما عزفٌ فغناءٌ فعزف، وهذا أمرٌ أيضاً يضع علامة استفهام، على أنّ تبريره المباشر أنّ ضعف تقنيات التسجيل في هذا الزمن يمكن أن يكون له عاملٌ في حرماننا من سماعِ محيي الدين مصاحباً نفسه على طنبوره.
شهد الكثيرون لعزف محيي الدين كما شهدوا لغنائه، على أنّ محمّد القصبجي في حوارٍ إذاعيٍّ له في بيروت في خمسينات القرن المنصرم، قال أنّه وجد عند محيي الدين طريقةً في استعمال الريشة كانت جديدةً عليه، وهي طريقة الرشّ الإبراهيميّ، هذه الطريقة عندما يعزف على أوتار الطنبور مجتمعةً دون إحداث ضجّةٍ أو نشاز، وحين سألنا بعض العازفين المخضرمين في برّ الشام عن تلك الطريقة نسبها الكثيرين إلى إبراهيم بن المهديّ الأمير العبّاسي أخو الخليفة هارون الرشيد وابن الخليفة محمّد المهديّ، على أنّ مثل هذا النسب لم يلق صداً بالمرّة في الكتب التي تحدّثت عن إبراهيم بن المهديّ.
ومن هذا النسق نستمع إلى تقسيم من مقام بيّاتي وهي من ضمن مجموعة الاسطوانات التي سجّلها أبو سعيد في بيروت بعد عودته من القاهرة، التسجيل عام 1924 على وجهين قياس 27 سم رقم B-084504 B-084505 ونذكر أنّ هذه الاسطوانة هي أوّل ما تُكتب فيها كلمة بُزُق بديلاً عن الطنبور على مُلصقها، يُرجى كذلك ملاحظة مقدّم الاسطوانة وهو يقول طنبوري محيي الدين.
سافر أبو سعيد إلى القاهرة مرّةً أخرى وسجّل فيها سنة 1925 ويلاحظ في هذه التسجيلات من ناحية العزف، التأثّر المتبادل في حركة الريشة وصياغة الجملة بين محيي الدين والقصبجي، وهذا يبدو جليّاً من حيث المؤثّر التركيّ والذي كان قد تأثّر بالموسيقى العسكريّة والكلاسيكيّة الأوروبيّة قبل الموسيقى العربيّة، فالموسيقى في تركية قد تأثّرت بالتقاليد الأوروبيّة المذكورة أقلّه منذ أوّل القرن التاسع عشر. ويلاحظ هذا جليّاً في اسطوانة تقسيم عجم عشيران، والمسجّلة على وجهين قياس 27 سم، وهي ما نستمع إليها، التسجيل لبيضافون رقم B-085771 B-085772

عاد أبو سعيد كما ذكرنا في الحلقة السابقة بمرضٍ أصاب ضمن ما أصاب حنجرته، فتوقّف محيي الدين عن الغناء، ويقال أنّه قد أصيب بنوبةِ إحباطٍ لازمته حتّى وفاته.
على أنّ مستمعي محيي الدين لم يتركوه بل أصرّوا عليه أن يستمرّ ف إنتاج النغم حتّى لو منعه المرض عن الغناء، فأقام العديد من الحفلات على طنبوره، وسجّل العديد من الأسطوانات بطريقة تسجيلٍ معاصرةٍ آنذاك وهي إنتاج الاسطوانات على الكهرباء، الذي كان يُعطي نقاءاً أكثر في الصوت، من هذه التسجيلات نستمع إلى تقسيم في مقام سكاه على وجهين قياس 25 سم بالطبع لشركة بيضافون، رقم B-090711 B-090712 حوالي عام 1928.

هناك اسطوانةٌ بها بعض الغرابة لمحيي الدين، هي الاسطوانة الآليّة الوحيدة التي نجده فيها يسجّل شيءاً آخر غير التقسيم المرسل، على وجهها الأوّل سماعي بيّاتي ثقيل، وعلى وجهها الثاني تقسيم على الواحدة في إيقاع البمب من مقام البيّاتي، ، وهذه الأسطوانة لها رديفٌ لشركة الجراموفون قبلها بحوالي 4 أو 5 سنوات عزف سامي الشوّا وتخته، على أنّ التقسيم مختلف بالطبع، وطريقة أداء السماعي أيضاً،ـ ما يبرهن أنّ الرجل لم ينفصل عن محيطه رغم مرضه وأنّه رغم مرضه كان مفعماً بالطموح والأمل. الاسطوانة من نفس حملة التسجيل، على وجهين قياس 25 سم تحميض على الكهرباء رقم B-090886 B-090887

إلى هنا نأتي إلى تمام حلقة اليوم من مرنامج من التاريخ، وإلى أن نلقاكم في حلقةٍ جديدةٍ، نترككم في الأمان.

 

027-MDB-1-A Moheddine Bayoun ,Taqsim Bayati Bouzouk I005-MDB-1-A Moheddine Bayoun, Tambour Mehyiddine I

 

  2014  /  الإذاعة  /  Last Updated مايو 15, 2014 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien