You are here:   Home  /  الإذاعة  /  076 – داوود حسني 1

076 – داوود حسني 1

enar

 

169-AHH-2-A, Abdul Hay Helmi, Sallemt Rohak I

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”

أصدقاءنا المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، وحلقة اليوم عن داوود أفندي حسني، أو من يا عم فريديريك؟

داوود أفندي حسني أو دافيد حاييم ليفي أو داوود بن خضر حسنا يا سيدي هل تذكر عندما كنا في سيرة سليمان أبو داوود، وكنا نعاني من انعدام المعلومات عنه، مشكلة داوود حسني هي العكس تماما غزارة المعلومات، ولكن كيف نستطيع أن نفرز هذه المعلومات ونميز ما بين الصالح والطالح، هذه أكبر معضلة تواجهنا بخصوص داوود حسني، بحيث أن الكثير من هذه المصادر والمراجع التي تمدنا بمعلومات عن داوود حسني تتميز بما يسمى بالعامية المصرية (الفتي).

“فتي يا معلم غزارة وتناقض”

غزارة وتناقض تماما، سواء إعتمدنا كتاب محمود كامل  الصادر تقريبا في أواخر الستينات أو بداية السبعينات، هو كتاب “بدون تاريخ”، أو كتاب أحمد الجندي السوري الصادر سنة 1984، أو كتاب رزق وهو أقلها فتيا.

لأن الرجل كان وقتها حيا.

بالضبط، أو موقع على الإنترنيت والسيرة التي كتبها عبد العزيز متاتيا ويوسف مرزوق وإبراهيم مراد وبروخ مراد وألبير زكي بروخ جميل، كل هذه المصادر تتميز بأنها تأخذ عناصر عن بعضها وتكرر نفس المعلومات التي قد تكون مشكوك فيها، لأنها تبدو إلى حد ما متناقضة. على العموم الشيء المجمع عنه هو أن داوود حسني ولد إما سنة 1870 أو 1871 وأنه قاهري المولد، وأن والده كان جواهرجي من اليهود القرائيين، وولد في حي “وكالة الصنادقية” في القاهرة،. بعد ذلك تبدو المعلومات متناقضة، يقال أنه التحق بمدرسة “الفرير”Frères”  des “Collège    في “الخرنفش” وأنه تعلم اللغة الفرنسية، يعني كل هذه المعلومات تصب في خانة انه كان ينتمي إلى الطبقة الوسطى أي الميسورة إلى حد ما، ليسوا أغنياء ولا من الطبقة الأرستقراطية ولكن لنقل من الطبقة الميسورة، ولكن المعلومات تأكد بقدر ما تستطيع أن تأكد ذلك أنه عمل بعد ذلك لاحقا كعامل في مكتبة أو مطبعة تابعة للشيخ علي سكر، وكان متخصصا في تجليد وتغليف الكتب، فقد يكون هناك تناقض بين “الفرير” ووالده الجواهرجي وأنه عمل كعامل في مطبعة.

“هو يعني بصراحة “فرير” ومطبعة دونت مكس (don’t mix)”.

فعلا.

داوود حسني

داوود حسني

أنا أرجح رواية “الفرير” على رواية المطبعة، لأننا بعد ذلك سنعرف أنه كان يستطيع التواصل مع الخواجات اللذين أتوا من أجل مؤتمر الموسيقى سنة 1932، فهم لا يعرفون التحدث بالعربية، ويقولون بأنهم تواصلوا مع اثنين فقط دون مترجم هما داوود حسني وسامي الشوا، فبصراحة أنا لست مقتنعا بقصة المطبعة، أنا أصدق قصة “الفرير”.

غالبا وعلى حسب رواية محمود كامل أنه بسبب معارضة والده لفكرته امتهان الغناء فر من القاهرة واتجه إلى المنصورة، حيث تتلمذ على يد المعلم محمد شعبان، لكن المعلم شعبان هو اسم سمعناه قبل ذلك.

عند عبده الحامولي صحيح؟

بالضبط، هو نفس المعلم شعبان أم معلم شعبان آخر، أم كل اللذين كان يعلمون الموشحات اسمهم المعلم شعبان، شيء غريب نوعا ما. استقطبته أضواء القاهرة، وعاد إلى القاهرة إن كانت هذه الرواية صحيحة ربما في العقد الثاني القرن التاسع عشر، وبدأ حياته كمطرب وكملحن، يقلد ليس فقط أسلوب بل يقلد صوت محمد عثمان، فمحمد عثمان بحد ذاته اعترف في دوره الأول “الحق عندي”، كان داوود حسني يعتبر محمد عثمان معلمه، ويقال بأنه كان يحييه في بداية كل حفلاته، وعبده الحامولي حسب قسطندي رزق قد يكون غنى من أدواره، مثل “حبك يا سلام” “وعزيز حبك”، والغريب أن محمد كامل يعارض هذه المقولة، ولكن هناك إثباتات.

أنا أعارض محمود كامل.

عارضه كما تشاء، ولكن ما هي إثباتاتك؟

“كباية” لعبده الحامولي يغني فيها دور “عزيز حبك” كاملا.

طبعا سيكون الصوت صعب جدا، ولكن يمكننا أن نسمع نبذة صغيرة من هذا التسجيل.

حسنا…

خلاف عبده الحامولي من مطربي الصف الأول اللذين سجلوا أدوار داوود حسني، نذكر في المرتبة الأولى يوسف المنيلاوي وعبد الحي حلمي، فعلا سجلوا الكثير من تلاحينه، وأظن ربما أن أشهر دور وهذا رأي شخصي طبعا لحنه داوود حسني تقريبا أخذه كل المطربين، وكل واحد منهم أضاف شيء شخصي إلى هذا الدور هو “سلمت روحك”

“ودع العذول” أيضا.

فعلا “دع العذول” كان من الأدوار الناجحة جدا، أحلى صيغة “لسلمت روحك” سمعتها في حياتي هي عبد الحي حلمي “لأوديون”، لأن هناك طابع مأساوي مؤثر للغاية في هذا التسجيل. أما بالنسبة “لدع العذول” فلا أظن أن هناك شيء يتفوق على الشيخ يوسف المنيلاوي في هذا الأداء التاريخي العبقري “لدع العذول”.

إلى هنا أصدقاءنا المستمعين نكون قد وصلنا إلى ختام حلقة اليوم من برنامج “من التاريخ”، نتقدم بخالص الشكر للأستاذ الدكتور فريديريك لغرونج، على أمل اللقاء بكم في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن داوود أفندي حسني نترككم في الأمان.

“من التاريخ”، فكرة وإعداد: مصطفى سعيد      

 

001-DHS-A, Dawud Husni,  Sallemt Rohak I015-YMN-1-A, Manyalawi, Day El Azoul I

 

  2014  /  الإذاعة  /  Last Updated سبتمبر 4, 2014 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien