You are here:   Home  /  الإذاعة  /  079 – داوود حسني 4

079 – داوود حسني 4

enar

 

086 CON, Daoud Housni, Tiff Bi Kas El Rah I002-LMR-A, Laila Murad, Hayrana Leih I

 

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”

أهلا وسهلا بكم سادتي المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، نواصل فيها الحديث ويواصله معنا الأستاذ الدكتور فريديريك لغرانج عن داوود أفندي حسني.

هناك فارق بين داوود حسني وإبراهيم القباني، بحيث أن إبراهيم القباني تخصص في الدور فقط لا غير، قلنا إن إنتاج داوود حسني في الموسيقى هو إنتاج يشمل ليس فقط  الدور، بل إضافة إلى الدور القوالب الخفيفة كالطقطوقة والألحان المسرحية، نبدأ بالطقطوقة ما هو الفرق بين الطقطوقة البدائية، الطقطوقة التي سجلتها الاسطوانة في السنوات الأولى للقرن العشرين، والطقطوقة في طورها التجاري الذي نشأ تقريبا مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى، ووصل إلى أوجه في أواسط العشرينات، ثم تطور مرة أخرى مع زكريا أحمد تقريبا وحتى صارت الطقطوقة بذرة ما كان سيسمى الأغنية، ما هو التطوير الذي أتى به داوود حسني، وربما جيل داوود حسني، أقصد اللذين عاصروه في التلحين في بداياة العشرينات، كالقصبجي على سبيل المثال؟ ربما الفارق أن هذه الطقطوقة البدائية في بداية القرن العشرين، التي كانت تتمثل وتتلخص في جملة لحنية واحدة، أو ربما جملتين على الأكثر، هذه الطقطوقة تطورت أولا على صعيد المساحة الصوتية المستخدمة في الطقطوقة، فالطقطوقة لم تعد قالب يغنى على جنس فقط بل على مقام، يعني جنسين أو ثلاثة أجناس يكون هناك مساحة ويكنون هناك تنويع في الجمل الموسيقية، ولكن تبقى طقطوقة بحيث أنه يكون هناك لحن معين أو جملة لحنية أو جمليتين في المذهب، وهناك أربع غصون أو ربما خمس غصون، وتكون هذه الغصون دائما على نفس اللحن، لا يوجد أي تغيير بين الغصن الأول والغصن الثاني والغصن الثالث، فنحن لا زلنا في قالب الطقطوقة (التقليدية)، لا أعني الطقطوقة البدائية أعني طقطوقة العشرينات، من ضمن هذه الطقاطيق الجميلة هناك على سبيل المثال ” سيد العصاري” “وهتيلي يما عصفوري”، “هتيلي يما عصفوري” جميلة حدا خاصة بصوت زكي مراد، وهناك أيضا سامي الشوا الاثنين أجمل من بعضهما في هذا التسجيل…

هذا حقيقي.

داوود حسني

داوود حسني

هناك طقطوقة مشهورة لأنها صارت من ضمن هذه القطع الموسيقية التي تم أدائها من قبل الفرق الكبيرة، كفرقة عبد الحليم نويرة، ولكن أقترح أن نبتعد كل ما استطعنا عن ذلك.

هناك بعض الأغاني في السبعينات والستينات وكأنهم  يقولون من خلالها أنكم إذا كنتم تريدون سماع القديم فخذوا ” قمر له ليالي” وخذوا “يمامة حلوة” وهكذا. 

بالضبط، أنت فعلا ذكرت “قمر له ليالي”، يعني إن أردنا أن نستمع إلى طقطوقة “قمر له ليالي” ولكن بالأداء الجميل الرزين والمفرح البهيج الأصلي، نسمع صوت مطرب مغمور ولا أظن أنه سجل أشياء كثيرة اسمه فريد المصري… إلى جانب الأصوات الرجالية هناك عدداً كبيراً من الاصوات النسائية من المطربات، كأم كلثوم وأيضا كل المغنيات الخفيفات، كل هذا الجيل خاصة من المطربات اليهوديات في القرن العشرينات كخيرية السقا وسهام، ولكن إلى جانبهم نادرة أمين ونجاة علي، وربما واحدة من أهم هؤلاء المطربات ليلى مراد، لأن ليلى مراد بدأت مع داوود حسني.

ربما كان لداوود حسني دورا في اكتشافها.

هي كانت ابنة زكي مراد، وهما كانا ينتميان إلى نفس الوسط الفني، كانا يعرفان بعضهما، وأكيد أنه سمع ليلى مراد في بيت زكي مراد.

أكيد أكيد، نستمع إلى طقطوقة أيضا.

“حيرانة ليه”      

“حيرانة ليه” بصوت ليلى مراد بديعة، كأنها طقطوقة تميل إلى الدور… حسنا سمعنا الابنة لنستمع إلى أبيها. 

بالضبط نعم، ومثلا مع أنه والدها، ولكن نسمع “العزوبية طالت علي”.

“أنا مش عارف مع إنه كان متجوز ساعتها  أكيد صح”؟

مش مشكلة مش مشكلة ما يجراشي”

فإذن نسمع لحن “العزوبية” “الحصار” الجميل بصوت زكي مراد. 

ننتقل الأن إلى القسم الثالث من أعمال داوود حسي الموسيقية، ما قام به من تلحين الأوبيريتات” (operettes) والألحان المسرحية، حيث تكثر “الدويتوهات” (duets) والغناء الكورالي والبحث عن التعبيرية، يعني كل هذه الألوان وكل هذه الجماليات الموسيقية التي يبدو أنها تتنافى تماما مع روح داوود حسني في التقسيم وفي الأدوار بالذات، فكيف نشرح أنه جرب حظه في هذين الاتجاهين المختلفين تماما، شأنه في ذاك شأن سيد درويش على فكرة.

صحيح. 

مع أن سيد درويش ربما تأثر بالتعبيرية بالمعنى الغربي للكلمة حتى في أدواره، والدليل على ذلك قسم الآهات الملحنة في بعض أدوار سيد درويش، بينما داوود حسمي يبقي على الطابع الارتجالي الصميم في أدواره، ولكن عندما يلحن للمسرح يلحن بما يقتضيه هذا القالب من تأثر بالأنماط الموسيقية الغربية، تعاون داوود حسني أولا مع فرقة زكي عكاشة في عمله الأول “صباح”، ثم مع فرقة منيرة المهدية، ولحن لمنيرة المهدية مسرحية “الغندورة”، وعلى فكرة قاموا بعمل فيلم “الغندورة”.

هو الفيلم الوحيد لمنيرة المهدية ولكنه ضائع للأسف.

ضائع مع الأسف، وكذلك تعاون مع فرقة نجيب الرحاني وبديعة مصابني .

“كش كش بيه”

“كش كش بيه” مثلا مسرحية “الليالي الملاح”، وبديع خيري هو أيضا الذي ألف أغاني “الليالي الملاح” تماما كما ألف لمنيرة المهدية في “الغندورة”، أظن أننا لا بد من أن نميز ما بين الألحان المسرحية التي لحنها لمطربات أو لأصوات حقيقية، كصوت منيرة المهدية وصوت فاطمة سري، والألحان التي لحنها للمؤدين من غير صوت إطلاقا، سواء أكانوا من ذوي إمكانيات صوتية محدودة كبديعة مصابني، أو انعدام تام للإمكانيات الصوتية كنجيب الرحاني، وهو كفؤاد المهندس ولكن قبل فؤاد المهندس بخمسين أو أربعين سنة، ولكنه مضحك وخفيف الظل، ولكن طبعا ليس لديه صوت إطلاقا، إنما هذا شيئ وذاك شيئ آخر، أقترح أن نستمع إلى قطعة من “الغندورة” ونرى بما كان يفكر داوود حسني عندما كان يلحن لمنيرة المهدية، ليس لدور أو لطقطوقة إنما لمنيرة المهدية في أداء الألحان المسرحية.

لنقل لمنيرة المهدية الممثلة.

بالضبط منيرة المهدية الممثلة، وبعد ذلك نستمع إلى نجيب الرحاني في “الليالي الملاح”.

حسنا… داوود حسني رحل في صمت 1937.

حسب المصادر إما أشهر إسلامه قبل وفاته إما بقي على يهوديته حتى وفاته، المصدر الذي ذكرته في البداية أي موقع الإنترنيت الذي قام به إبراهيم مراد بروخ مراد وزكي بروخ جميل، هما يريان أنه دفن في المقبرة اليهودية القرائية في البساتين في القاهرة، الشيء المؤكد أن تقريبا أولاده من زيجته الأولى بقوا على الديانة اليهودية، وأولاده من زيجته الثانية أشهروا إسلامهم، سواء هو أشهر إسلامه أو أولاده هم اللذين أشهروا إسلامهم، وأظن أن هناك أحفاد أو أحفا أحفاد داوود حسني لا زالوا مقيمين في مصر حتى يومنا هذا.

هذا حقيقي، لكنه رحل في صمت جدا. 

هو فعلا رحل في صمت جدا لذلك لا بد من أن نعطي له فرصة لكي يسمعنا صوته، وآخر تسجيلاته هي تسجيلات مؤتمر الموسيقى في سنة 1932، ونستمع إليه في قطعة فريدة ويتيمة لم يسجلها غيره، لا نعرف بالضبط من يكون الملحن، قد يكون داوود حسني أو قد يكون ملحن سابق له ، دور يبدو دور يتميز بهذه الهندسة المتينة التي أشرنا إليها، أما الكلمات فهي كلمات تشبه كلمات الموشحات، لأن فيها هذه اللغة الوسطى التي تميز الموشحات، وأظن أنه في منتصف هذا الدور يغني ” والذي ولاك ملك”

“طف بكاس الراح يا هذا الجميل”، فاللغة فعلا لا نعرف إذا هي عربية فصيحة أو عامية.

هي  لغة وسطى ليست  فصحى ولا عامية، هي هذه اللغة الوسطى غالبا ما نجدها في الموشحات، أما كلمات الدور فتميل إلى العامية أكثر من ذلك، طبعا نستطيع أن نرى اللغة الفصحى واللغة العامية ليس كفصيلتين منفصلتين تماما، إنما كقطبين فقط ، وقد تكون كلمات الأغاني في موقع معين من هذا المتصل أو هذا الطيف الذي يوصل ما بين هذين القطبين الفصيح والعامي. فكلمات هذا الدور هذه الكلمات الغريبة العجيبة فعلا هي تكون من جانب الفصحى أكثر من العامية، وهذا ما يميز غالبا كلمات الموشحات، ولكن قالبا هو دور، دور فيه هنك وانتقالات إيقاعية أيضا، فهذه الانتقالات تجعلنا نرجح فرضية أن هذا الدور يكون من أدورا داوود حسني نفسه، إذن مسك الختام دور “نوروز راست” “طف بكاس الراح”، تسجيل مارس 1932، وهي آخر تسجيلات داوود حسني… مسك الختام والشكر “لعمنا وعم عيالنا الأستاذ الدكتور الشيخ فريد أفندي أبو شونة”

“والشكر لداوود بن خضر إبن جواهرجي وعمل جواهر طول عمره”

“أيه والله”

وإلى أن نلقاكم في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ” نترككم في الأمان.     

“من التاريخ”، فكرة وإعداد: مصطفى سعيد

 

 

089-ZMR-A, Zaki Mourad, Elezobeya Talet Alaya I093-MMD-1-A, Mounira El Mahdia, Amana Ya Leil Btechki Lmeen

 

3058-VOCC-1-A, Farid El Masri, Amar Louh Layali I3058-VOCC-1-A, Farid El Masri, Amar Louh Layali I

 

  2014  /  الإذاعة  /  Last Updated سبتمبر 25, 2014 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien