You are here:   Home  /  الإذاعة  /  126 – منيرة المهدية 3

126 – منيرة المهدية 3

enar

 

050-MMD-A, Mounira El Mahdia, Achki Limin Zull El Hawa Iمؤسسة التوثيق والبحث لي الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم “من التاريخ”.

أهلا وسهلا سادتي المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، نواصل فيها الحديث ويواصله معنا “عمنا وعم عيالنا” الأستاذ الدكتور فريديريك لغونج عن الست منيرة المهدية.

ونبدأ الحلقة مع “أسمر ملك روحي”، أشهر ما غنت الست منيرة على الإطلاق، أنا أقول بما أننا دخلنا في مقارنة، “أسمر ملك روحي نفسها هي سجلتها أكثر من مرة وأكثر من عصر، وهي يمكن أن تدلنا كثيرا على المراحل المتعددة عند منيرة المهدية، بمعنى أنه لدينا تسجيل لها سنة 6/1905، ولدينا تسجيل آخر لها سنة 1923، فما رأيك أن نسمع الأثنين، ونجعل المستمع يسمع منيرة المهدية في نفس الأغنية مع فرق 18 سنة؟

وهذه فعلا مقارنة تدل على نضج صوتها وعلى الفارق ما بين صوت العالمة وصوت المطربة، وإن كانت التقنيات الصوتية التي تستخدمها منيرة المهدية في أدائها هي تقنية عوالمية، أكثر منها التقنيات الصوتية التي نلاحظها مثلا عند أسما الكمسارية أو بمبة العوىدة، أو لاحقا فتحية وأم كلثوم.

هذا حقيقي منيرة أكثر قربا إلى العوالم وأكثر بساطة.

أكثر بساطة وأكثر استعمال لبعض الزخارف، كالعفق المتكرر، وهي تقنية مثلا نعثر عليها عند بهية المحلاوية.

منيرة المهدية

منيرة المهدية

هذا حقيقي وصهلة منيرة المهدية وهي فعلا ليست موجودة كثيرا….

ميرة المهدية لها أكثر من عصر ذهبي، هناك العصر الذهبي الأول وهو أول لقائها مع المسرح، وهناك العصر الذهبي الثاني وهو عصر بيضافون، لنقل بداية العشرينات، عادت إلى القاهرة بعد جولة طويلة في بلاد الشام، كونت فرقة وبدأت عصرها الذهبي الثاني، قدمت في إبريل 1925 أوبيريت داود حسني “الغندورة”، نفس الأوبيريت التي مثلتها للسنما سنة 1935، على ما أعتقد الفيلم مع الأسف مفقود.

أنا أشك تماما في تاريخ هذا الفيلم سنة 1935، أعرف أن رتيبة الحفني قالت هذا في كتابها، لكنني أشك تماما.

إذن في أي سنة؟ أول فيلم ناطق سنة 1932.

أحسب أنه أيضا سنة 33/1932 بالحد الأقصى.

ثم مثلت في مسرحيات كثيرة أخرى، هناك تلميحات وططنية كان طبعا الجمهور يفهمها أثناء أدائها، هذه التلميحات الوطنية أطفت على شخصية منيرة المهدية هذه الهالة من القدسية الوطنية، لدرجة أنه كان هناك شعار تجاري بقي مشهورا، “هواء الحرية في مسرح منيرة المهدية. 

نعم “هواء الحرية في مسرح منيرة المهدية” كان علامة تجارية ليس في سوق التسجيلات إنما في سوق الأداء الحي.

أقترح عليك أن نستمع إلى بعض أعمال منيرة المهدية المسرحية، وإن لم أكن أفضل هذا اللون من الغناء وأرى أنها تجيد أداء الطقطوقة والقصيدة إلى حد ما، وسنستمع إلى قوالب أخرى، ولكن هذا لا يمنع من أن نتذوق أداء منيرة المهدية في النوع المسرحي، أيضا في هذا اللون المسرحي لا بد من أن نميز بين منيرة المهدية في أداء مسرحيات سلاخة حجازي التي تبقى تماما في إطار وروح وجماليات التخت، وأداء منيرة المهدية في مسرحيات أخرى من تلحين داود حسني أو زكريا أحمد أو سيد درويش، “كلها يومين” مثلا…. نجاحها عرف أوجه في يناير 1927، عندما قدمت “كليوبترا ومارك أنطوان” مع محمد عبد الوهاب.

لكن تسجيلات “كليوبترا” كلها سنة 1925، اليس هذا غريبا؟

منيرة المهدية

منيرة المهدية

هذا شيء في منتهى الغرابة، يعني مرة أخرى دائما نجد أن هناك شيء من التضارب بين ما نجده في المصادر المكتوبة وما تثبته التسجيلات.

نعم  لأنه أيضا موجود في الكتالوج، وموجود أيضا من رواية “كليوبترا”، مثلا هي ليست قصيدة قررت إدخالها في الرواية أو شيء من هذا، لا مكتوب على الاسطوانة التي سجلت 12 سنة 1925 وهكذا، بالتالي أنا أشك تماما في حكاية 1927 أيضا.

احتمال أن تكون منيرة المهدية مثلت هذه الرواية مرة سنة 1925 ولاحقا سنة 1927 مع محمد عبد الوهاب، وأن عبد الوهاب قد أكمل بعض الألحان، ونسب غيرها إلى نفسه، 

لكن هي تقول أنها حاولت أن تحضر صالح عبد الحي ليمثل أمامها في “كليوبترا”.

نعم في دور أنطوان وهي كليوبترا، وفي مرات أخرى كانت هي تمثل دور أنطوان. 

وإنه كان يقول لها لا أستطيع أن أمثل أمامك لأنه كلما تغنين أقول “االه ويا سلام”، فاعفني من الدور، هذه رواية يبدو أنها كانت ترويها في اللقاء التلفزيوني الوحيد معها.

ومن ضمن الألحان المسرحية الغريبة ما غنته من تلحين زكريا أحمد، “ومع الأسف يا شيخ زيكو لازم أقلك ده مش أحسن لحن لحنته في حياتك معلش”، هو “إلى الكنيسة”.

“نحتاية يا بيه”….

بعد منيرة المهدية على خشبات المسرح، نعود إلى ما هو أهم من ذلك بنظرى، منيرة المهدية مطربة التخت، مطربة التخت التي تخصصت في لونين، لون الطقطوقة ولون القصيدة، الأجناس الأخرى هي مقلة فيها على الأقل على صعيد التسجيلات. 

نعم ولكن واضح أنها كانت عظيمة في أداء الموال، سنقول هذا فيما بعد، ولكن مسألة التسجيلات واضح أنها لا تعكس واقع أداء منيرة المهدية تحديدا.

بالنسبة لمنيرة المهدية بحيث أن شركة بيضافون كانت تحتكر تسجيلات منيرة المهدية، لا شك أن بيضافون فرضت عليها ما كان يجب أن تسجله، فلا نستطيع أن نأخذ صورة كاملة لأداء منيرة المهدية بسبب احتكار بيضافون لصوتها في العشرينات، هناك إعلانات في الجرائد في العشرينات تدل على أن منيرة كانت تحيي مثلا ليالي رمضان في الإسكندرية على تخت، ولا شك أنها كانت تؤدي الليالي والمواويل والأدوار إلخ، لكن بالنسبة إلى الأدوار يعني كمية الأدوار المسجلة بصوت منيرة المهدية قليلة جدا، هناك دور لداود حسني وهناك دور لسيد درويش، هذا تقريبا كل ما لديها في رصيدها من الأدوار المسجلة، يمكننا طبعا أن نستمع لدور بصوت منيرة المهدية، ما الأفضل بالنسبة لك داود حسني أو سيد درويش؟

“أشكي لمين ذل الهوى” لداود حسني جميل، تؤديه جيد جدا صراحة…

إلى هنا أصدقاءنا المستمعين نكون قد وصلنا إلى نهاية حلقة اليوم من برنامج “من التااريخ”، الشكر الجزيل للأستاذ الدكتور فريديريك لغرونج، وإلى أن نلتقي بكم في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن الست منيرة المهدية نترككم في الأمان

118-MMD-1-A, Mounira El Mahdia, El Jafa Baad El Wafa I 002-MMD-B, Mounira El Mahdia, Asmar Malak Rohi

“من التاريخ”، فكرة وإعداد: مصطفى سعيد.

 

  2015  /  الإذاعة  /  Last Updated أغسطس 27, 2015 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien