You are here:   Home  /  الإذاعة  /  141 – الحوارات الغنائية 1

141 – الحوارات الغنائية 1

enar

 

2371-VOCC-A, Almaz w Rahmeen, Zaffet El Aroussa I

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: دروب النغم”

أهلا وسهلا بكم سادتي المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “دروب النغم”، نتحدث فيها مع مصطفى سعيد في موضوع شيق ومثير هو الحوارات الغنائية.

الحوارات الغنائية أعرفها في مسرح البولفار في الأوبرا بوفا، وفي الفن الغنائي الغربي، ليس لدي فكرة إذا ما كان هذا الفن دخيل على الموسيقى العربية أم أصيل!

-مما قرأت وجدت إن معظم اللذين كتبوا في هذا الموضوع سواء كتابات صحفية عادية، أو كتابات تنظيرية موسيقية يقولون إن هذا الفن نابع من المسرح الغنائي، وبما أن المسرح الغنائي كقالب هو قالب مستورد، فإذن بالتالي الحوارات الغنائية قالب مستورد بالضرورة. هذا الكلام به نصف الحقيقة ونصف عدم الحقيقة، بمعنى أني لا أستطيع أن أقول إن الحوارات الغنائية بشكلها في تسجيلات مطلع القرن العشرين مثلا التي سنسمع الكثير منها خلال حديثنا هي حوارات  وليدة فن الكراكوز والأدباتي والحكواتي أو الأفيجية إلخ، والتي كانت أحيانا تكون مكتوبة وأحيانا مغناة، وحتى في بر الشام كان أحيانا يكون هناك زجل مشترك، شخص يغني والثاني يرد عليه. لا نستطيع ان أقول إن هذا الموضوع وليد هذه التقاليد الشعبية، أقصد الحوار بشكله في تسجيلات مطلع القرن العشرين، ولا أستطيع أيضا أن أغفل هذا الجانب، لا أستطيع أن أقول أن أحمد شريف لم يتأثر بتقاليد الكراكوز، حتى سلامة حجازي نفسه وسيد درويش أكيد تأثرا بهذا الفن، لكن أيضا المسرح الغنائي بشكله أول القرن العشرين عند سلامة حجازي وسيد درويش وزكريا أحمد وداود حسني، وحتى قبلهم القباني ومارون النقاش  هم أخذوا المسرح الغنائي بشكله الموجود في الغرب، لم يستندوا تماما إلى مسرح خيال الظل أو الحكواتية إلخ، لا هم أخذوا القالب الموجود في الغرب وطوعوه لما ارتأوه مناسبا. حتى مسرحيات أبو خليل القباني وسلامة حجازي، أو حتى مارون النقاش قبلهم هي إما ترجمة مباشرة لتراجيديا وكوميديا الغرب، أو تمصير أو تعريب يمكن تسميتها كما نريد لهذه الأطر المسرحية. فبالتالي بما أنهم لم يستندوا إلى القوالب الموجودة لإيجاد مسرح غنائي عربي، فبالتالي ستكون حوارتهم مستندة إلى هذا الشكل.

-أنا أتذكر من حديث إبنة نجيب الريحاني السيدة جينا، إن نجيب الريحاني كان كل سنة يذهب إلى باريس ويشاهد المسرح هناك، كان صديق لويس جوفيه الذي كان أهم ممثل في فرنسا، كان يذهب ليشاهد ويقتبس لا شك.

زكريا أحمد

زكريا أحمد

-وهذا واضح جدا حتى في التسجيلات التي من المفترض إنه يجرب من خلالها أن يقوم بدعاية لمسرحياته مع بديعة مصابني، إذا سمعنا مثلا لحن “بريه من الأفندية”. هو سجله وزكريا أحمد سجله، يبدو إن من لحنه داود حسني على الأرجح، زكريا أحمد سجله مع رتيبة أحمد، طبعا نجيب الريحاني سجله مع بديعة مصابني، مع هيز ماسترزفويس، وزكريا أحمد سجله مع رتيبة أحمد مع بوليفون في نفس الفترة تقريبا، ليست فترة متباعدة. قد يكون أحدهما أحدث من الآخر ببضعة أشهر لا أكثر، نفس الفكرة “بريه من الأفندية” وهي عن شاب يعاكس فتاة، نجيب الريحاني يدخل على الموضوع كلمات فرنسية واستعارات من روايات فرنسية إلخ، زكريا أحمد يطبعه بالطابع الشرقي تماما، شاب فعلا يعاكس فتاة ثم يعتذر منها لأنه عاكسها وما إلى ذلك. بالتالي سنلاحظ إن نجيب الريحاني المصاحب له، ما تسميه حياة صبري في مؤتمر الموسيقى العربية 1932 بالأوركيسترا، وهو ما كان يستخدمه سيد درويش وهي كمنجة، بيانو وفلوت، وطبعا مع زكريا أحمد باستثناء بعض التجارب دائما معه تخت، إذا سمعنا لحن مثل “بوريه من الأفندية” بالنسختين، نسخة نجيب الريحاني المسجلة على وجه واحد ونسخة زكريا احمد المسجلة على وجهين، سنلاحظ الجدلية الموجودة دائما من منتصف القرن التاسع عشر إلى وقتنا هذا وهي التطويع والتطوير وكل ذلك، نجيب الريحاني فعلا يطبق حرفيا القصة التي تحدثت عنها الآن، وزكريا أحمد يطبق النظرية الأخرى، وعلى فكرة الاثنتين ليستا عيبا.

-لنستمع إلى الاثنتين.

-حسنا…. 

-حسنا مصطفى، موضوع الثنائيات تعرفنا عليه من خلال الأسطوانة ومن خلال ما كتب في الصحافة وفي الكتب عن هذا الموضوع، ما هو أول تسجيل ثنائي لدينا؟ 

بديعة مصابني

بديعة مصابني

-أول تسجيل موجود لدينا هو تسجيل  سخرية، أكيد هو لا يقصد أن يهين الشيخ سلامة حجازي أو أي شيء من هذا، ولكن عادي يقوم بكوميديا على روميو وجولييت، التي هي من المفترض قمة التراجيديا. من المفترض إن شخص واحد يغني وهو روميو، والأخرى جولييت لكنها لا تغني هو فقط يغني، معظم التسجيل هو تشخيص أي تمثيل وليس غناء، هذا أول تسجيل ثنائي فيه مغنى.

-بين من ومن؟

-أحمد فهمي الفار وشخص لم يكتب اسمه.

-أي سنة؟

-سنة 1905 مع زونوفون…. بعد ذلك هناك تسجيل مع مشيان قبل الحرب العالمية الأولة بسنتين للست ألمظ وراحمين، أو ألمس كما كتب على ملصق الأسطوانة، الست ألمظ وراحمين يغنيان زفة بشكلها التقليدي جدا عند العوالم، بشكل ثنائي “يا طلعة البدر”، وهذا لا علاقة له بالمسرح الغنائي أكيد.

-ولكن هل هو حوار؟

-لا ليست قصة هي زفة، ولكن زفة يردان على بعضهما فيها، في النهاية نحن نتكلم عن القصة في الحوار أو الحوار بشكل عام؟ إذا كنا نتكلم عن الحوار بشكل عام، إذن هذا حوار، قد يكون هذا مأخوذ من الفرق الشعبية التي كانت تزف العرائس والتي كان فيها عوالم ومغنين مع بعض ربما، لكن المغنى في الأسطوانة التي أقصدها على تخت.

-هل يمكن أن نسمعها؟

-نعم…

3007-VOCO-B, Najib El Rihani & Badiaa Masabni, Bourreh Mel Afandiyya 003-ZAM-1-A, Zakaria Ahmad, Borreh Men El Afandia I

إلى هنا نصل إلى ختام حلقة اليوم من برنامج “دروب النغم”، إلى أن نلتقي بكم في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن الحوار الغنائي نترككم في الأمان.

قدم هذه الحلقة الأستاذ كمال قصار.

“دروب النغم”.  

 

  2015  /  الإذاعة  /  Last Updated ديسمبر 10, 2015 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien