You are here:   Home  /  الإذاعة  /  153 – دور فريد المحاسن 2

153 – دور فريد المحاسن 2

enar

 

067-SAD-A, Sulaiman Abu-Daoud, Farid El-Mahasen Ben I 024-AHH-A, Abdul-Hay Helmi, Farid-El-Mahasen Ben I

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “سمع”.

“سمع” برنامج يتناول ما لدينا من إرث موسيقي بالمقارنة  والتحليل.

فكرة: مصطفى سعيد.

داود حسني

داود حسني

أصدقاءنا المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “سمع”، نواصل فيها الحديث عن دور “فريد المحاسن بان”. نبدأ بالدور، مبدئيا الكل يغني نفس البداية نسمعها… والتي تشبه كثيرا مدخل مذهب الدور، وهو تقليد متبع في كثير من الأدوار بشكل عام، عند أحمد العجمي وعند سليمان أبو داود وعند داود حسني بعد تسجيل سليمان أبو داود بخمس وعشرين سنة، لديهم نفس المدخل من الدور على “يجيلي يشوف حالي” من نغمة راست مصورة من رابعة المقام نسمعها… طبعا عند أحمد العجمي لأنه يختصر الدور فلا يكمل، لكن سليمان أبو داود يقوم بشيء غريب جدا…. هنك من الراست آهات هذا لم يقم به أحد أبدا، بعد ذلك داود حسني يبقى على الراست قليلا ويرتجل إرتجالات جميلة جدا أيضا على النغمة المصورة لرابعة المقام…. عبد الحي حلمي، أريد أن أقف عند هذا الرجل قليلا، عبد الحي حلمي يا جماعة وأيضا مرة أخرى عبد الحي حلمي يقطع في البياتي تقطيع “الحبيب يا ناس يا ناس يا ناس يجيني يشوف حالي” نسمع هذه التقطيعة…  “لا لا لا مش معقول يا سي عبد الحي حاجة جميلة خالص خالص خالص حاجة هايلة ، يا نهار أبيض!”، نسمع كيف سليمان أبو داود ينتهي من الدور إلى الخاتمة… ونسمع عبد الحي… مع أن الإثنين كانا في مكانين مختلفين إلا أنهما انتهيا بنفس الطريقة، نسمع بعد ذلك داود حسني

ربما مصطفى بيه رضا أراد أن يعزف تقسيمة على بمب، لكن داود حسني عاد وغنى المذهب من جديد، وبما أننا مع داود حسني لنسمع الدور كاملا من داود حسني ونركز على الراست الذي يغنيه في الدور، ولدينا في النهاية تقسيمة قانون صغيرة  من مصطفى بيه رضا، وبعد ذلك دوزان الآلات والديابازون ليعرف الناس اللذين يريدون أن يقوموا ببحث على هذه التسجيلات، لنلاحظ هذه الملاحظات الصغيرة، لدينا دولاب راست ثم الدور ثم التقسيمة ثم الخاتمة المعتادة لتسجيلات المؤتمر وهي دوزان الآلات والديابازون…. “الله الله الله يا سي داود يا حسني ايه الخبرة الجميلة، عنده خبرة فظيعة”، تسجيلات المؤتمر على فكرة من وجهة نظري من أروع تسجلات داود حسني في الغناء، خبرة وبساطة، وهي طبعا التسجيلات الوحيدة التي سجل فيها أدوار ليست له، أو على أقل تقدير التي وصلت لنا، نحن لدينا علم إن داود حسني سجل دور “البلبل جاني” لكن لم يصلنا هذا التسجيل بعد. حسنا نحن بدأنا الدور مع قراءة الدور بشكل هارموني لنسمع مقطع من تسجيل البيانو لمحمد قدري…. أحببنا فقط أن نذكركم بنفس الورقة التي قرأت منها فرقة النحاس في الحلقة السابقة، وهي نفس الورقة التي قرأ منها محمد قدري في هذه الحلقة. حسنا لنسمع شخص آخر قرأ الدور بلهجة أخرى أو بشكل آخر…  هذا مذهب الدور من محمد زويد “الله الله الله يا سي محمد يا زويد يا حلو”!، الرجل غني الدور على طريقته في الموسيقى، جماعة الصوت يسمون اي أغنية وافدة بستة، هذا كلام بلغني من الأستاذ أحمد الصالحي وهو مرجع في هذا العلم، إذن أي أغنية عنده هي بستة، أي أغنية وافدة غير الصوت هي بستة، سواء كانت عراقية مصرية يمنية أو أي شيء هي بستة. والبستة هي طقطوقة، وهو فعلا حول الدور إلى طقطوقة، قرأ الدور بشكل طقطوقة، لكن ليس هنا بيت القصيد، بيت القصيد إنه قرأ دور الحجاز راست عن طريق قلب المظاهر، وانتظروا معي قليلا لأن هذا يحتاج لآلة العود، كل اللذين أدوه غنوه كذلك… الرجل أخذ مظهر الحجاز من هنا… كأنه سيقول… قلب المظهرين، بدل أن يكون مكان الراست هنا… ومظهر الحجاز هنا… أصبح مظهر الحجاز من هنا… والراست من الأسفل… فأصبحت… إلخ، قلب المظهرين غير معقول، هي فكرة ربما أخذها من الصوت أو ربما سمعها لا أعرف أين، لكنها فكرة جيدة. وربما كان سي عبده لحنه كذلك، كانوا يقولون أحيانا إن عبده الحامولي كان يغير مقامات الأدوار، هي فعلا قراءة جديدة للدور من وجهة نظر أخرى، لكن لم تفسد أي عنصر من عناصر الدور، فمثلا أحيانا نسمع… يقلب بياتي في الوسط، لديه عنصر الارتجال وعنصر التفريد، في كل منحى من مناحي الدور العناصر مكتملة تماما، حتى لو أنه حوله إلى طقطوقة، لكنه لم يخرجه عن الإطار العربي، لم يخرجه عن إطار نغمنا أبدا، ليس كما سمعنا مع فرقة النحاس أو البيانو، أبدا هو ما زال في النظام المقامي.

محمد زويد

محمد زويد

أدخله من باب مفتوح وقريب جدا إلى لهجته، وقام بعمل بديع لدرجة أنني أحيانا عندما أتذكر الدور أتذكر هذا اللحن، يعلق في رأسي هذا اللحن، هو فعلا لحن يعلق في الرأس. هذه التجربة هي فعلا نموذج على إن النظام المقامي في كل المنطقة له وحدة حال، الاستعانة بلهجات أخرى لتطوير موسيقى عربية أو موسيقى مقامية وارد جدا جدا وأنسب بصراحة وأقولها بكل تحيز أنسب من منهج الاستيراد أقله في عصرنا، مع أن الرجل قام بذلك في عصر كان الخيار السائد فيه الاستيراد، الاستيراد من الخارج. إذن نختم هذه الحلقة مع محمد زويد من البحرين وقراءة أخرى بديعة لدور “فريد المحاسن بان” الذي سيصبح “ظريف المحاسن بان”، أنا لا أعرف من يعزف معه إيقاع، لكن سنعود إلى الكلام قليلا “فريد المحاسن بان وكان احتجب عني” يمكن أن تُفهم فريد المحاسن ظهرأي تفضل علي بالزيارة وقد كان محتجبا عني منذ فترة، يمكن أن تفسر بهذه الطريقة، وبالتالي يكون دورا متفائلا كما سمعناه مثلا مع سليمان أبو داود، اما عند محمد زويد فقد جعلها “ظريف المحاسن بان  بان واحتجب عني، وهنا بان بمعنى فارق أو ابتعد “زي غراب البين يعني” هو غير معنى الكلام لما فهمه من الدور، هو طبعا يخطأ كثيرا في الكلام ويحاول ان يغنيه باللهجة المصرية ويظهر ذلك من خلال حرف الجيم، لكن هذا كله ليس غريبا، نسمع هذا الدور أو البستة أو الطقطوقة أو أي شيء نريد أن نسميه لكنه عمل جميل، نسمعه من محمد زويد من البحرين ونختم به هذه الحلقة وكلامنا عن دور “فريد المحاسن بان”، وختامها مسك مع محمد زويد…

إلى هنا سادتي المستمعين نصل إلى ختام حلقة اليوم من برنامج “سمع”، إلى أن نلتقي بكم في حلقة جديدة نتناول فيها عملا من الأعمال بالبحث والتنقيب والتحليل، نترككم في الأمان.

قدمت لكم مؤسسة التوثيق والبحث في  الموسيقى العربية “سمع”.

 

  2016  /  الإذاعة  /  Last Updated مارس 3, 2016 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien