You are here:   Home  /  الإذاعة  /  164 – دور عهد الأخوة 1

164 – دور عهد الأخوة 1

enar

153-AHH-B, Abdul Hay Helmi, Ahd El Oukhouwwa I 082-AHH-1-A, Abdul Hay Helmi, Ahd El Oukhouwwa I

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “سمع”.

“سمع برنامج يتناول ما لدينا من إرث موسيقي بالمقارنة والتحليل.

فكرة: مصطفى سعيد.

سادتي المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “سمع”، نتحدث في هذه الحلقة عن دور “عهد الأخوة”.

عبد الحامولي

عبد الحامولي

دور “عهد الأخوة نحفظه” نظم إسماعيل باشا صبري لحن عبد الحامولي، مقام بياتي حسيني حسب تصنيف المحدثين، وهو ليس مقام الحسيني إنما هي حركة تضاف إلى مقام البياتي تسمى “بيا حسيني” أو “بياتي حسيني”، وسيتضح ذلك خلال حديثنا عن الدور، “عهد الأخوة” دور ذو معانٍ كثيرة، كلامه يخفي بين سطوره ما لا يقال صراحةً فيه، إسماعيل باشا صبري كان من رجال الخديوي المقربين، كان متعاطفًا في نفس الوقت مع عبد الله النديم، وهذا الدور يشرح عن مجموعة أشبه بنادي ثقافي أو أدبي أو فني أو صحبة، صحبة الإخوان كان فيها الإمام محمد عبده والسيد عبد الله النديم وعبده الحامولي وإسماعيل صبري وقراعة، كان فيها أناس كثيرون كان فيها محمد الدرويش، كان فيها أناس يجتمعون في أماكن كثيرة يتجاذبون أطراف الحديث ويتكلمون في موضوعات كثيرة، أيضا كان فيها موسيقيون مثل محمد العقاد كما كانوا يقولون، هذا ليس موضوعنا، المهم في مرحلة لاحقة لما أصبح عبد الله النديم هاربًا ومطاردًا ومطلوبًا للسلطات كتب إسماعيل باشا صبري هذا الدور: 

عهد الأخوة نحفظه بالروح      وما لنا غير كده

واجب علينا نلحظه              بعين صفانا الود ده

حسن الوفا أحسن                بكل ما أمكن

والصب لو أعلن                حبه يكيد به العدا

كان هذا المذهب الدور يقول:

عيد البشاير والفرح            لاح لي بوجهك يا قمر

لما الحسود شاف المِنَح         من سعدنا قلبه انفطر

طالع سعودك جد                 بالنصر فاق الحد

ما فيش خلافك حد               أسمع كلامه إن أمر.

هذا الكلام يبدو عاطفيا ولكن كما قلنا وفي أول المذهب نلاحظه يقول عهد الأخوة نحفظه” هذه الجماعة هذه الصحبة يجب أن تبقى محفوظة، يقال إن عبد الله النديم اختبأ فترة في بيت عبده الحامولي من يعلم!

الدور لحن عبد الحامولي ليس كما كُتِب في بعض المصادر محمد عثمان، أكاد أجزم إن هذا من بعض الأحاديث الشفهية وبعض الأمور التي لها علاقة بالأسلوب. تُركت مساحات كثيرة للإرتجال ليس كأدوار محمد عثمان، هذا في الدور. ثانيا إذا نظرنا إلى الدور سنجد إنه ملحن بشكل بسيط جدا بمعنى إن يمكن للدور أن يغنى بنفس لحن المذهب، أو بمعنى آخر إن تصاعد الدور مبني في الأصل على لحن المذهب، لنسمع المذهب من صاحبه من سي عبده…

عبد الحي حلمي

عبد الحي حلمي

“يا سلام يا سي عبده”! أعتذر عن جودة التسجيل، التسجيل على “كباية” أي أسطوانة إيديسون، على الأرجح في حملة 1898. نسمع الآن بعد أن مات سي عبده بسنتين، فقد مات سنة 1901 والتسجيل تقريبا آخر 1903 أو 1904 لأوديون، هو أول تسجيلات أوديون على الإطلاق لعبد الحي حلمي الذي كان في بطانة سي عبده….

هذا التسجيل مختلف عن التسجيل الذي سمعناه في ترجمة المذهب، لا يفرق كثيرا ولكن ليس فيه ليالي، أقصد أنه قد أخذه من عبده الحامولي يبدو في الحفلات، وليس من التسجيل الذي سمعناه. ويبدو إن عبده الحامولي كان يغير لأنه لم يكن يثبت على حال يحب دائما أن يغير ويرتجل على أكثر من حال. وهذا واضح لأن عبد الحي حلمي سجل خمس مرات، سنشتغل على أكثر من تسجيل لعبد الحي حلمي لهذا الدور في هذه الحلقة،. تسجيل آخر لأوديون بعد سنة وأكثر سنة 1905 تحديدا، وبعد ذلك لدينا تسجيل لغراموفون سنة 1908، وبعد ذلك تسجيل لبيضافون سنة 1909، بعد ذلك لدينا تسجيل للشيخ علي الحارث مع غراموفون/هيزماسترزفويس حوالي سنة 1928، طُبع على الكهرباء بعد تسجيل بيضافون لعبد الحي حلمي بتسع عشرة سنة، بعد ذلك لدينا تسجيل لإذاعة البي بي سي ولكن يبدو إنه سُجل في القاهرة في الأربعينات لصالح عبد الحي، ولدينا أيضا تسجيل في الخمسينات لإذاعة القاهرة، هناك تسجيلات كثيرة لصالح عبد الحي وأيضا لعبد الحي حلمي لكن اخترنا هذين التسجيلين لصالح عبد الحي، لأن هناك تسجيلان لا يفرقان عن التسجيل الذي سنشتغله لصالح. نفس القصة مع عبد الحي حلمي فقد اخترنا التسجيلات الأربعة للسبب نفسه. سمعنا المذهب مرتين، لنسمع المذهب من صالح عبد الحي… 

سمعتم! هو والبطانة يأخذون نفس في منتصف “الأخوة”، يجزأونها “أخو- و- و- و- وة نحفظه”، نسمع الآن من شيخ، من علي الحارث… 

لأنه شيخ! لن يجزأ كلمة على نفسين، حتى لو أن الكلام لا يهمه، لا يهمه الكلام هو يغني لحن ليس مثل غناء التوشيح، لا هو الآن يغني لحن ويستخدم صوته كآلة، لكن أيضا لن يدخل في رأسه أن يقسم كلمة على أكثر من مد أي على نفسين. أنا أرجح قبل أن نكمل الشغل على الدور أن نسمعه كامل بصوت عبد الحي أفندي حلمي، وأرجح أن نسمع تسجيل أوديون سنة 1905 ليكون لنا فكرة عن الدور وبعد ذلك نعود ونكمل…

“الله الله الله يا سي عبد الحي يا سلام يا سلام يا سلام“! سمعنا المذهب المختلف عن مذهب عبده الحامولي،. لكن واضح إنه أخذه منه، سمعنا الهنك الذي بدأ على مقام الراست من رابعة المقام، “لاح لي بوجهك يا قمر”، وبعد ذلك يستلم الخامسة لأنه كما قلنا “بياتي حسيني”، يجب التركيز على الحسيني وهي خامسة المقام، وغنى أيضا تفريد على “لما العذول شاف المنح  من سعدنا قلبه انفطر” إلى آخر الدور، والخاتمة الجميلة والليالي الرائعة والمراسلة العظيمة من محمد إبراهيم في الليالي، طبعا مع إبراهيم سهلون على الكمنجة، فرقة أوديون المعتادة مع عبد الحي حلمي التي سجلت معه في أوديون وبعد ذلك في غراموفون، علي عبده صالح على الناي ومحمد أبو كامل الرقاق على الإيقاع بعد ذلك في غراموفون، لكن هنا هما الاثنان فقط، إبراهيم سهلون ومحمد إبراهيم، لاحظنا المراسلة التي قام بها محمد إبراهيم معه، والمحاسبة على القانون شيء جميل في الليالي في آخر التسجيل.

إلى هنا نصل إلى ختام حلقة اليوم من برنامج “سمع”، إلى أن نلتقي في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن دور “عهد الأخوة نحفظه”، نترككم في الأمان.

قدمت لكم مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية “سمع”.

 

  2016  /  الإذاعة  /  Last Updated مايو 19, 2016 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien