You are here:   Home  /  الإذاعة  /  166 – دور عهد الأخوة 3

166 – دور عهد الأخوة 3

enar

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “سمع”.

“سمع” برنامج يتناول ما لدينا من إرث موسيقي بالمقارنة والتحليل.

فكرة: مصطفى سعيد.

أهلا وسهلا بكم سادتي المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “سمع”، نواصل فيها الحديث عن دور “عهد الأخوة نحفظه”، نظم إسماعيل باشا صبري، لحن عبده الحامولي، وقلنا إننا نشتغل بثمانية تسجيلات. كنا قد ختمنا عند بساطة الدور وإن لكل شخص أن يشتغل على مزاجه تماما في التفريد والوحايد والقفلة. لاحظنا القفلة الغريبة التي قفلها علي الحارث في نهاية الحلقة السابقة. هذه المرة سنبدأ بمسألة السرعة، سرعة الدور. في معظم التسجيلات التي لدينا للأدوار نجد فيها فجوة غريبة بين تسجيلات الاسطوانات وبين تسجيلات مثلا فرقة الموسيقى العربية أو الفرقة القومية بقيادة الأستاذ عبد الحليم نويرة. نلاحظ في تسجيلات الأسطوانات أن التسجيل حيوي وسريع وفيه تجديد دائما، باستثناء بعض المطربين يكون التسجيل بطيئ ويحاول تقليد أسطوانة أخرى، ولكن بشكل بطيئ، نرى هذه القصة عندما يقومون بالغناء الجماعي في الفرقة القومية، تجد أن الدور أصبح بطيئا جدا وتم تقسيم الكلام بشكل مختلف تماما، والسرعة ميتة تماما، لا يوجد أي حيوية فيه،. ولأنه غناء جماعي والدور معتمد أصلا على المجاوبة، فبالتالي لا يكون فيه أي نوع من التجديد الآني واللحظي، لنتابع هذا في التسجيلات التي لدينا، نسمع تسجيل مثلا لعبد الحي ثم تسجيل علي الحارث…. 

صالح عبد الحي

صالح عبد الحي

لاحظتم! حيوية وسرعة، نسمع صالح عبد الحي في تسجيلين… 

لاحظنا التسجيل الثاني أبطأ من الأول، التفسير الشخصي هو إن الرجل كَبُر ولم يعد لديه طاقة كالسابق، والدليل إنه قد مات بعد سنتين أو ثلاثة من هذا التسجيل، أو أربعة بالحد الأقصى. كبر الرجل فخفف من سرعة الإيقاع لأنه أهدأ من قبل، ولكن الذي لا تفسير له هو قصة الغناء الجماعي والبطئ الزائد حتى عن البطئ الموجود في تسجيل صالح عبد الحي الأخير.

نعود إلى صالح عبد الحي وعلاقته بعبد الحي حلمي، نسمع مدخل التفريد إلى “لاح لي بوجهك يا قمر” من عبد الحي… 

وعند صالح… نفس الموضوع! ويبدو إن صالح يرد في تسجيل عبد الحي مع البطانة، ونفس القصة أيضا في “يا قمر”… 

لكن نسمع جملة عبد الحي ثانية لماذا؟ لأننا نريد أن نسمع الترجمة الآلية عند سامي الشوا ومحمد عمر، يقومان بإيقاع مقسوم جميل جدا، يا ليت لو أن فرقة صالح عبد الحي استفادت من هذا التسجيل… 

يا سلام يا سلام!، هناك حيوية في الترجمة، لنسمع جزء صالح عبد الحي الذي ينفرد به تماما “طالع سعودك جد بالنصر فوق الحد” إسمعوا الصبا الجميل جدا!… 

هذا مشترك في التسجيلين كما سمعنا، لكن في تسجيل البي بي سي وهو التسجيل الوحيد الذي يقوم بذلك فيه، نسمع “أسمع كلامه إن أمر” عندما يغنيها من راست الكردان، رابعة المقام إذا اعتبرنا إنه يغني بياتي النوى، فنسمعه في “أسمع كلامه إن أمر” عندما يصعد إلى جواب الراست، أي الكردان في هذه الحالة، يغنيها ويثبت عليها مرتين… 

عبد الحي حلمي

عبد الحي حلمي

يا سلام يا سلام يا سلام! طبعا لأن التسجيل الثاني بعد الأول بعقد من الزمن أو أكثر وكان قد تعب فلا يغني هذه الجملة أبدا، ولا في أي تسجيلات سجلها في الخمسينات، هي حركة انفرد بها هذا التسجيل، وأظن إن صالح عبد الحي ينفرد بها. باستثناء خاتمة علي الحارث، كل الخاتمات عند صالح عبد الحي وعبد الحي حلمي تقريبا نفسها، نسمع الخاتمات الثلاث… 

بعد أن استمعنا للخاتمات، نسمع الدور كما كان يغنى في الأداء الحي تقريبا من صالح عبد الحي، تسجيل الخمسينات هو وصلة فعلا يغني فيها موشح “إملالي الأقداح” وليالي، ويسبقها تقاسيم وسماعي بياتي العريان. ولكن أفضل أن نسمع التسجيل الذي سجله “للبي بي سي”، هذا التسجيل يبدأ بلحن من البياتي على شاكلة الدولاب، لكنه ليس دولاب، بعد ذلك ينتقل مباشرة إلى الدور ويأخذ وقته تماما. التسجيل أكثر من ربع ساعة، نسمع الجمال والعلاقة بينه وبين البطانة، شيء جميل جدا في التفريد وكيف ينتقل من أول البياتي إلى خامسة البياتي وهي الحسيني. وهنا نؤكد إنه دور من  مقام البياتي الحسيني، ولكن ليس الحسيني إنما البياتي الحسيني الذي يكون فيه صنف العشاق عادي جدا ويكون فيه التركيز على خامسة المقام مع وجود صنف العشاق. سيقوم بشيء أشبه بمقام الكرد، لكنه يؤكد على ذلك عندما يصل إلى الدرجة الخامسة فلا يكون كرد إنما بياتي. ينتقل إلى الحسيني تماما، ويقوم بذلك في التفريد ليسلم لاحقا للهنك، يسلم للمجاوبة مع البطانة من خامسة البياتي، ثم نلاحظ بعد أن يغني البياتي ثم الصبا ثم راست في “أسمع كلامه إن أمر” إلخ، نلاحظ كيف يرجع بطريقة جميلة في “طالع سعودك جد”، يا سلام شيء جميل جداجداجدا! نسمع صالح أفندي عبد الحي ومعه على الكمنجة لبيب حسن وعلى القانون محمد عبده صالح وعلى العود عبد الفتاح صبري، وربما في البطانة حامد مرسي ومحيي الدين العربي وأشخاص آخرين لا أعرف من هم، وعلى الإيقاع معه إبراهيم عفيفي. 

نسمع إذن صالح عبد الحي وبه نكون قد وصلنا إلى نهاية حلقة اليوم من برنامج “سمع”، إلى أن نلتقي في حلقة جديدة من برنامج “سمع” نتناول فيها عملا جديدا بالتنقيب والبحث والتحليل، نترككم مع صالح عبد الحي وفرقته في الأمان.

قدمت لكم مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية “سمع”.  

 

  2016  /  الإذاعة  /  Last Updated يوليو 14, 2016 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien