You are here:   Home  /  الإذاعة  /  207 – بشرف قره بطك 7

207 – بشرف قره بطك 7

enar

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “سمع”.

“سمع” برنامج يتناول ما لدينا من إرث موسيقي بالمقارنة والتحليل.

فكرة: مصطفى سعيد.

سادتي المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “سمع”، نواصل فيها الحديث عن بشرف “قره بطك” سيكاه، لحن كِماني خضر أغا، تعريب موسيقي جميل وعظيم، لا نعرف من هو بالضبط، لكن قلنا إن

ابراهيم سهلون

ابراهيم سهلون

التعريب ربما تم في نفس القرن الذي لحن فيه هذا البشرف لعدة أسباب، السبب الرئيسي هو مراعاة هذا المعرب لأمرين: الأمر الأول المزاج المختلف بين لهجتي الأداء الموسيقي، فبالتالي لم يستخدم نفس السلم وهو سلم الراست، استخدم سلم سيكاه بشكله القديم وهو صنف سيكاه وصنف سيكاه. وقد قلنا هذا قبل ذلك، واعتمد في تعريبه على تقصير الركائز الطويلة وابتعد قدر المستطاع عن التسلسل صعودا أو هبوطا، دائما هناك تغيير مظاهر لا يرسي على مظهر واحد، وهذا من مميزات اللهجة عندنا. الشيء الثاني الذي راعاه وهو ما جعلني أعتقد بأنه ليس بعيدا عن زمن التلحين هو محافظته على الأصول، الأصول هنا بمعنى الضرب الإيقاعي الطويل وهو 32، محافظة المعرب على الأصول هي قبل أن يعتمد الناس على قصة الأداء على الشكل الرباعي، تصغير الأصول او الاستغناء عن الأصول بسبب وجود طرق أخرى للحفظ. الأصول كانت نوع من أنواع التذكير، تذكر الشخص باللحن، في عملية التعريب حافظ على الأصول تماما، حتى لو التسجيلات التي لدينا كلها أو معظمها تؤديه بشكل رباعي، لكن تقسيم الجمل يؤكد إن الرجل الذي عربه حافظ على الأصول تماما. كان هذا في زمن قبل هذا الزمن، قبل أن يعتمدوا على أشياء أخرى للتذكر، أيضا قلنا بأنه حول بسبب عملية المزاج هذه الحوارات إلى تقاسيم، وقد استعرضنا وحللنا الفروقات والإختلافات بين الحوارات والتقاسيم والعلاقة بينها، كل هذا استعرضناه في حلقات سابقة. سنبدأ هذه الحلقة بمفاجأة. كل التسجيلات لدينا تبدأ بالخانة الأولى كما هي وقد قلنا هذا الكلام سابقا، بعد ذلك تنتقل إلى تسليم الخانة الأولى بعد ذلك هناك تقاسيم، ثم التسليم أو ما تحول إلى لوازم بين الآلات، وهي اللازمة التي بين الخانتين الثانية والثالثة والثالثة والرابعة فقط، استغلوا هذه لتكون لازمة بين تقاسيم الآلات، وبعد انتهاء الآلات وعزف اللازمة ينتقلون إلى الخانة الأخيرة، وهي الخانة الرابعة خانة السماعي، وهي من المفترض محط حديث حلقتنا اليوم، لكن قبل أن نتكلم عن الخانة الرابعة، تسجيل وحيد فقط قياس 30 سم، ونحن لدينا أسطوانتين بشرف “قره بطك” سُجلتا 30 سم من الأسطوانات التي بحوزتنا، منها أسطوانة أمين البزري والأسطوانة التي سبقتها بسنة لمحمد أفندي العقاد وإبراهيم سهلون وعلي عبده صالح، في الوجه الثاني بعد تقسيمة محمد العقاد في هذا التسجيل نجد هذا… يا إلهي هذه خانة مختلفة تماما! ليست موجودة في أي تسجيل آخر، وهذا يؤكد لي فكرة إنه تعرب في زمن ليس بعيد عن تلحينه، ويبدو أن هذه الخانة سقطت بالتقادم، ربما سقطت مع الفونوغراف لأن العازفين يريدون التقسيم لا يهمهم عزف لحن ثابت، الفونوغراف لا يسمح وقته بذلك، حتى محمد العقاد لا يعزفها في بقية التسجيلات، فقط في هذا التسجيل وهو أول تسجيل موجود لمحمد العقاد، بعد ذلك شارك محمد العقاد في عدة تسجيلات لكنه لم يسجلها، مع أنه تخت العقاد في هذا التسجيل وغيره ولكن أيضا لا يعزفها، إذن يبدو أنها سقطت بالتقادم والذين ما زالوا يعزفونها قلة في سنة 1908 وهو وقت هذا التسجيل، إبراهيم سهلون وعلي عبده صالح سجلا البشرف في أكثر من موضع، إبراهيم سهلون لديه تسجيلين، وعلي عبده صالح شارك في ثلاثة تسجيلات غير هذا، إلا أنه لا يعزف هذه الخانة أبدا، ولكن محمد العقاد عزفها، ربما كانت تُعزف في الأداء الحي، تخت العقاد في هذا التسجيل بين الخانة واللازمة يخرج عن الإيقاع بنبضتين، عدلنا هذا الخلل بالتكنولوجيا وأعدنا الخانة إلى نفس الوزن، لأنه من الواضح إنهم ضاعوا وارتكبوا هفوة في هذا التسجيل، لم يكن هناك إمكانية لعمل أي تقطيع لهذه الغلطة، ولكن نحن قمنا بذلك لهم…. المهم هذه الخانة التي سمعناها هي بالضبط الخانة الثانية في الصيغة التركية… نفس المنطق، لنحللها وحدة بوحدة، الوحدة الأولى من المفترض أن الفرقة تعزفها، بالشكل التركي…. الشكل العربي… نفس الاختلافات المتعلقة بالسلم ونفس الاختلافات المتعلقة بتقصير النوطة الطويلة لا يوجد شيء جديد، هنا أيضا المعرب استخدم نفس الأسلوب وقد استخدمه في الخانة الأولى وهو تحويل الحوار ليس إلى تقاسيم وإنما نغم تعزفه الفرقة كلها، أخذ جزء من الحوار وهو…. واشتغل عليه لكنه لم يكمله، اشتغل على نفس الجزء حتى أنهى الخانة على الأصول وليس خارجها…. إذن استخدم في الخانة الثانية نفس طريقة التعريب التي استخدمها في الخانة الأولى، هناك سؤال هل كانوا يفعلون في الأداء الحي كما فعلوا في تسجيل العقاد؟ بمعنى أنهم كانوا يعزفون الخانة الأولى ثم يقسمون ثم الخانة الثانية ثم الرابعة أم كانوا يعزفون الخانة الأولى والثانية كفرقة والخانة الثالثة يستبدلونها بتقاسيم، نعود ونقول بأن الخانة الثالثة كلها حوار، وربما لأن الخانة الثالثة كلها حوار حولوها إلى تقاسيم، ربما كانوا يعزفون في الأداء الحي الخانة الأولى ثم الخانة الثانية ثم تقاسيم مكان الخانة الثالثة ويستخدمون نفس اللازمة التي بين الخانتين الثانية والثالثة أو الثالثة والرابعة، وبعد ذلك يعزفون الخانة الرابعة بالشكل الذي سنبدأ طرحه بعد سماع الخانة الثانية بشكلها التركي وشكلها العربي… الخانة الرابعة وما أدراكم ما الخانة الرابعة، هذه الخانة الرابعة بالشكل التركي… وهذه الخانة الرابعة بالشكل العربي…. للوهلة الأولى تبدوان وكأن لا علاقة لهما ببعض، حسنا نأخذ أول جزء من الخانة الرابعة بلهجة الأداء التركي…. نأخذها بلهجة الأداء العربي… أولا تغير الإيقاع وأصبح 8/10، غَيَّرَ الأصول وحولها إلى سماعي ثقيل لماذا؟ هل المطرب كان يغني بعده مثلا موشح “يا نحيف القوام”؟ هل أحب أن ينهي البشرف نهاية مرحة مثلا؟ الله أعلم ما الذي كان يدور في رأسه وقتها! ولكن أكيد خرج عن نظام البشرف، البشرف لا تتغير فيه الأصول، ليس كالسماعي، السماعي هو الذي تتغير فيه الخانة الرابعة ويصبح إيقاعها سريع وخفيف وليس ثقيل لماذا؟ غير مفهوم! غير مفهوم

لِمَ غير إلى 8/10، لكن يمكن أن يكون هذا التغيير لأي سبب، في النسخة التركية يكمل في نفس الأصول، بما أن البشرف كما قلنا ليس من تقليده تغيير الأصول في الآخر كالسماعي، هذا أول مقطع من الخانة الرابعة في النسختين…. هناك علاقة ما بينهما، ثاني مقطع في اللهجة التركية… وهذا باللهجة العربية… أيضا يبدو إن هناك تقارب ما، الرجل المعرب ماذا فعل؟ اتبع فكرة التقصير، كل وحدة 32 نقرة، هو حذف من كل ضلع نصف، للحصول على 30 يجب أن يكونوا 3 مازورات سماعي ثقيل، فبالتالي بدا وكأنه يكرر نفس الجملة… بعد ذلك يختم بنفس الخاتمة وهي… بعد ذلك يفعل الشيء نفسه عندما ينتقل إلى خامسة المقام…. هذا في النسخة

محمد العقاد

محمد العقاد

التركية والمعربة وهما…. نفس المنطق اشتغل به وهو تقصير نهاية الجمل لتلائم الأصول الجديدة التي اختارها له وهو السماعي الثقيل، وبعد ذلك يعود لأنه حول إلى سماعي ثقيل لن يعود ثانية إلى اللازمة…. لا ينفع لأنه يريد أن يقفل القفلة المرحة هذه، أو ربما تهيئا لبداية الموشح الذي سيغنيه المطرب. لا أحد يعرف وقد قلنا هذا قبل ذلك، ليقفل سيكاه على قرار المقام، ماذا فعل؟ رجع إلى أول الخانة من جديد وأصبحت هذه القفلة….. إذن قفل الخانة من حيث بدأت، برهنة للعلاقة بينهما لنستمع إلى الخانة بشكلها التركي وبخدعة تكنولوجية ما أسرعنا التسجيل التركي، لتتضح العلاقة بين الخانتين لمن ما زال لديه شك في مسألة تقصير نهاية الأصول أو نهايات الجمل في الأصول، أقصد الوحدات الصغيرة…. لاحظتم! غير معقول أنا فعلا مفتتن بمن عَرَّب هذا البشرف، هذا ليس اعتباطا أو اعتمادا عىل الفطرة، هذا شخص متمكن ومدرك تماما للفروقات بين الأمزجة، ومدرك أيضا لطبائع اللهجتين، لهجتي الأداء، مضطلع على عشرات ومئات البشارف التركية، واختار هذا البشرف لأنه ملائم، حافظ للكثير من المخزون العربي وممارس، وقمة الموهبة والذكاء في تعريب هذا البشرف. نختم هذا الحديث مع محمد أفندي العقاد وإبراهيم سهلون وعلي عبده صالح في تسجيل غراموفون الذي سمعنا منه جزء بداية الحلقة، لكن قبل أن نختم نحب أن نشكر كل الأشخاص الذين ساعدونا سواء بالتسجيلات التي استعارتها مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية، الأسطوانات التي استعرناها من مكتبات جامعة أخرى، شكرا للشيخ خالد بن حمد آل ثاني، شكرا أستاذ ِفكرت كراكايا الذي ساعدنا بمعلومات كثيرة عن هذا البشرف، شكرا أحمد الصالحي، فاضل التركي، ومحسن صوة.

إلى أن نلتقي في حلقة جديدة من برنامج “سمع”، نتحدث فيها بالشرح والتدقيق والتحليل عن عمل موسيقي جديد، نترككم مع تخت محمد أفندي العقاد وبشرف “قره بطك” سيكاه، لحن كِماني خضر أغا، تعريب هذا الموسيقي المجهول الجميل والعظيم في الأمان.

قدمت لكم مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية “سمع”.

  2017  /  الإذاعة  /  Last Updated مارس 23, 2017 by  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien