هو أوّل صوتٍ لنايٍ عربيٍّ سمعناهُ مسجّلا على اسطوانة، فقد سجّل في الحملة الثانية لشركة أوديون عام 1904 وآخر ما سمعناه له هو تسجيلٌ لبيضافون عام 1921. من الشائع أن علي عبدو صالح كان يعزف مع تخت عبدو الحمولي، مع محمّد العقّاد وأحمد الليثي وإبراهيم سهلون وأبو كامل الرقّاق، وهو من عائلةٍ موسيقيّة، فقد قال ابنه عازف القانون الشهير محمّد عبدو صالح في لقاءٍ إذاعيّ أنّه من عائلة موسيقيّة أشهر من فيها هو والده علي عبدو صالح.
لا يوجد تسجيلٌ واحدٌ لعلي افندي باسمه، فهو دائماً داخلٌ ضمن مجموعات، وكلّ ما لدينا من تقاسيمٍ مرسلةٍ أو على الواحدة هي ضمن أعمالٍ عزفت لتخوتٍ كتخت العقّاد أو تخت أوديون أو تخت الشوّا ومصاحباً لمطربين كالشيخ يوسف المنيلاوي وعبد الحيّ افندي حلمي والشيخ اليّد الصفتي وغيرهم الكثير.
أمّا عن عزفه، فهو دائماً يلتزم المجموعة، لا يميل إلى العزف الانفراديّ كما هو الحال مع أمين البُزَري مثلاً في الناي، كذلك هو قادرٌ على التحكّم في مستوى صوتِ آلته وهو أمرٌ نادرُ الحدوث في آلات النفخ وغالباً ما ينعي عازفوا الناي من عدم قدرتهم في التحكّم فيمستوى الصوت للناي خاصّةً في المناطق العالية، أمّا علي افندي فهو قادرٌ على خفض صوت الناي في المناطق المرتفعة أي الجواب ورفع صوته في القرار أي المناطق المنخفضة، ويبدو هذا التحكّم في مستوى الصوت واضحاً في عزفه مع المطربين.
يتّضحُ أمرٌ آخرُ من التسجيلات التي وصلتنا لعلي افندي على شحّها، يبدو أنّه كان يعزف على نايٍ تركيّ في بادءِ الأمر ثمّ تحوّل للناي العربيّ، أو لعلّه كان يعزف على كليهما ويبدّل بينهما، على أنّ فارق الصوت بينهما وطريقة العزف تكادُ تنعدم، فالفرق الوحيد هو الزائدة الموضوعة فوق قصبة الغاب المصنوع منه الناي، تلك التي تشبه الطربوش وتصنع من السنّ أو العظم وأحياناً من الخشب، تعطي النايَ صوتاً أقوى وتزيد صوت الهواء المصاحب كذلك، أمّا الناي العربي فهو القصبة الغاب ولا شيء آخر. فإذا استمعنا إلى أحد تسجيلاتها مع تخت أوديون مثلاً سيتّضح أنّ نسبة الهواء المصاحب أقوى بكثير منها عند تسجيل بيضافون مع تخت الشوّا عام 1921..