ولد الموسيقار داود حسني خَضر في القاهرة لعائلة يهودية مصرية عريقة وكان في بداياته يعمل في تسفير الكتب بإحدى المطابع حيث التقى الشّيخ محمّد عبده الذي أنصت إلى غنائه وشجّعه. تعلّم داود العود في المنصورة على يد المعلّم محمّد شعبان، أستاذ عبده الحمولي. وبدأ يغنّي أدواراً من ألحان محمّد عبد الرّحيم المسلوب والحمولي ومحمّد عثمان، قبل أن يلحن دوره الأول، دور “أسير العشق”، وهو في العشرين من عمره. هكذا بات ملحّناً متمكّناً للأدوار، واستحقّ مع إبراهيم القبّاني خلافة الحمولي وعثمان في هذا المجال. وبالفعل فقد لقب بالفنان ذي الأذن الذهبية واستحوذ على رعاية محمد عثمان الذي اعتبره ابناً روحياً وكان يسند اليه فرقته الكبيرة لإحياء حفلاته الخاصة.
أطرب داود حسني بألحانه آذان الملايين في مختلف أنحاء البلاد على مدى ما يقارب نصف قرن. ابتكر أساليب جديدة في فنّ الموسيقى واستخدم نغمات غير مألوفة من المقامات التّركيّة والفارسيّة والبيزنطية والأندلسية، فضاهت ألحانُه ألحانَ أسلافه ومعاصريه. قدّم حسني الكثير من الألحان لأشهر مطربي أوائل القرن العشرين مثل سيّد الصّفتي وزكي مراد، كما لحّن للكثير من مطربي الجيل التالي، مثل فتحيّة أحمد وأمّ كلثوم وصالح عبد الحي ونجاة علي وليلى مراد، بالإضافة إلى أسمهان التي اكتشفها في أواسط الثلاثينيات.
يُعتبر داود حسني أوّل مَن وضع في العالم العربي ألحان أوبرا كاملة ناطقة باللسان العربيّ ، وذلك من خلال رواية “شمشمون ودليلة”، وقد اعتبرها النّقّاد حدثاً فريداً في تاريخ الموسيقى العربيّة. وفي سنة 1906 مُنِح الجائزة الأولى لمؤتمر الموسيقى في باريس على لحنه الشّهير “أسير العشق”. كما احتُفِي به في مؤتمر الموسيقى العربيّ الأوّل الذي عُقد في القاهرة سنة 1932 باعتباره صاحب رصيدٍ خالدٍ من ألحان فنون الموسيقى المصريّة المتقنة.