بدأ سيّد الصّفتي حياته قارئاً للقرآن ومنشداً قبل أن ينتقل إلى الغناء الدّنيويّ المتقن في السّنوات الأولى من القرن العشرين. عمل مذهبجيّاً في فرقة الشّيخ إبراهيم المغربي، ممّا أتاح له فرصة تعلّم الأوزان المركّبة الّتي تختصّ بها الموشّحات، فتميّز بذلك عن سائر مطربي المدرسة الخديويّة. كان الصّفتي من القلائل بين كبار مطربي المدرسة المصريّة الذين حفظوا وسجّلوا عدداً هامّاً من الموشّحات بمجرّد دخول صناعة الأسطوانة مصر. كما أنّه المطرب الوحيد الذي سجّل آنذاك صيغاً غير مختصرة من موشّحات لُحِّن بعضها على أوزان مركّبة في حين كان غيره من المطربين، مثل يوسف المنيلاوي وأبو العلاء محمّد ولا سيّما عبد الحي حلمي، يفضّلون اختزالها.
يتّسم فنّ الصّفتي بالدّقّة والحرص على الإتقان من خلال ما سجّله من أدوارِ زعماء جيله مثل الحمولي وعثمان ومِن بعدِهما حسني والقبّاني. وقد لُقِّب بإمام الدّور و”المطرب الأمين” لتقيّده بالإطار اللحنيّ الذي يضعه الملحّن وعدم انسياقه وراء النزوع إلى إعادة صياغة ما يقدّمه من ألحان على نحو مُلهَم على غرار عبد الحي حلمي أو سلامة حجازي. كما لم يساير المنيلاوي في منحاه اللاّهي في أداء الأدوار وميله إلى إضافة أقسام جديدة كاملة إليها. وُهِب الصّفتي صوتاً قويّاً ورقيقا في آن، يبثّ حَبيس الأحاسيس ومشاعر الحنان كما هي الحال في دور محمّد عثمان الخالد “كادني الهوى”.
كان الصّفتي أحد أغزر الفنّانين إنتاجاً وأكثرهم شعبيّة. وأغلب الظنّ أنّه أصدر ما يزيد على ثلاثمائة أسطوانة بين أسطواناته الأولى التي سجّلها لـ”زونوفون” سنة 1903 وأسطواناته الأخيرة التي طبعتها شركة “بوليفون” في أواخر العشرينات. وقد عمل خمس سنوات متتالية (من 1905 إلى 1910) بلا انقطاع دون أن يستريح ولو ليلة واحدة. وكان إلى جانب سلامة حجازي من الفنّانين الذين سافروا في رحلات فنيّة طويلة إلى سوريا ولبنان حيث ترك أثراً عظيماً، حتّى إنّ جلّ ما بلغنا من معلومات عن هذا الفنّان قد ورد في المصادر السورية المكتوبة.
كان سيّد الصّفتي شديد الإدمان على الكحول، وأحياناً ما كانت تأخذه سِنة من نوم أثناء أداء الدّور في بعض حفلاته. وقد آوته شقيقته في آخر أيّامه في قريتهما واشترطت عليه عدم العودة إلى الظهور في المناسبات العامّة، فلم ينل حظّ الظّهور في أيّ برنامج يذكر من برامج الإذاعة المصريّة، ولم يفكّر أحد في دعوته إلى تسجيل تراث المدرسة الخديويّة في مؤتمر القاهرة سنة 1932.