بدأ زكي مراد المنحدر من أسرة يهوديّة لعلّها مغربيّة الأصل (اسمه الأول زكي مردخاي أسولين) حياته تاجر قماش في الإسكندريّة حيث التحق بمعهد سامي الشوا للموسيقى العربيّة في سنة 1907. وأصدر بعض الأسطوانات سنة 1910. تتلمذ مراد على يدي عبد الحي حلمي وتعلّم منه العديد من الأدوار وتلقّن تقنيات الغناء. وقد لقي نجاحاً كبيراً لدى الجمهور، فتعدّدت أسطواناته. وكان زكي مراد يعيد غناء رصيد المدرسة الخديويّة من الأدوار والقصائد من ناحية، وينتج طقاطيق وألحاناً خفيفة يغنّيها على المسرح من ناحية أخرى، وكانت له فرقة موسيقية تجوب أقاليم مصر. ولعب دور سيف الدين في اوبيريت سيد درويش “العشرة الطيبة” عام 1920. كما حل محل عبد الوهاب في مسرحية كليوباترا إلى جانب منيرة المهدية. ولحن زكي مراد للعديد من المطربين منهم سيد شطا ومنيرة المهدية وفتحية أحمد.
ولمّا سئم اضطراب الأحوال في مصر سافر حوالي سنة 1928 في رحلة فنيّة طويلة قادته إلى تونس والجزائر وفرنسا وأخيراً إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة حيث مكث عند شقيقه مدة أربع سنوات ونيَف، وكان يغني للجاليات العربية. وهكذا جمع ثروات وبدّدها، وعاد إلى وطنه صفر اليدين سنة 1932، فاكتشف أنّ ذوق الجمهور قد تغيّر وأنّ اسمه كاد يُنسى، فتفرّغ لتدريب ابنيه المطربة ليلى مراد والملحّن منير مراد اللذين عرفا منذ الثلاثينات نظير ما عرفه والدهما من مجد في سنوات 1915-1920.