You are here:   Home  /  الإذاعة  /  053 – 2 دور سلمت روحك

053 – 2 دور سلمت روحك

enar

 

 

169 AHH 2 A Abdul Hay Hilmi, Sallemt Rohak I3029 VOCC A, Bamba El Awwadah, Sallemt Rohak I

 

دور سلمت روحك

مؤسسة التوثيق و البحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “سمع”

“سمع” برنامج يتناول ما لدينا من إرث موسيقي بالمقارنة والتحليل، فكرة : مصطفى سعيد

داوود حسني

داوود حسني

أصدقاءنا المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “سمع”، نواصل فيها الحديث عن دور “سلمت روحك”، وكنا قد توقفنا في الحلقة السابقة عند المذهب، لم نخض مطلقًا في الدور، وقبل أن نبدأ في ما بعد المذهب، دعونا نتكلم قليلا عن داوود حسني، داوود حسني ولد حوالي عام 1872 ومات حوالي سنة 1939، وهو من الأشخاص اللذين ظلموا جدا في الموسيقى العربية، هو وإبراهيم القباني وهذا الجيل الذي تلى جيل محمد عثمان وعبده الحامولي، مع أن داوود حسني له باع في المسرح الغنائي لا يقل عن غيره من اللذين اشتهروا، لكن للأسف ظلم التاريخ للبعض، والعصبيات أيضًا عرقية كانت أم دينية أم كل أنواع العصبيات أدت إلى ظلم الكثيرين في كل مناحي الفنون والعلوم على مدار التاريخ. 

نعود إلى دور “سلمت روحك”، في هذا الدور كعادة أي دور جملة تلي المذهب، هذه الجملة تكون الركيزة التي يعلق عليها المؤدي تفريده، إلى أن يصل إلى “الهنك” أي الحوار مع البطانة، نستمع إلى جملة مدخل التفريد كما أرادها داوود حسني يعني كما سجلها داوود حسني.

حسنا سمعنا جملة صغيرة جدا، نسمعها الآن من الشيخ يوسف المنيلاوي في تسجيلي “غراموفون”  و”سمع الملوك”، تمام يسهل جدا أن يلاحظ أي مستمع أن جملتي الشيخ يوسف المنيلاوي هما نفس الشئ في تسجيل “سمع الملوك” وتسجيل “غراموفون”، تسجيل “سمع الملوك” سنة 1905 وتسجيل “غراموفون” 1907، يسهل جدا استنتاج أن الجملتين متطابقتين، يوسف المنيلاوي دائما يقول هذه الجملة كمقدمة للتفريد الذي سيفرده على الدور، وهي مختلفة عن جملة داوود حسني. ربما داوود حسني كان حاضرا أثناء أحد التسجيلين، أكيد قولا واحدا إن داوود حسني قد حضر يوسف المنيلاوي يغني الدور في أداء حي في حفلة من حفلاته، فبالتالي يبدو أن الرجل لم يغضب. حسنا نسمع هذه الجملة من المطرب الأمين للحن دائما سيد السفطي، قريبة  لجملة داوود حسني، ولكن على فكرة ليست هي تماما، فيبدو أن داوود حسني ربما عاد وغير رأيه بعد تسجيلها أو أي شئ لا أحد يعرف.

عبد الحي حلمي

عبد الحي حلمي

حسنا ننتقل الآن إلى آهات الدور أي “الهنك”، المجاوبة مع البطانة، سنسمع الآهات من داوود حسني ثم من الشيخ يوسف المنيلاوي. داوود حسني يختصر، يبدو أن شركة الأسطوانت كانت قد فرضت عليه وجهين للدور لا أكثر، ولأن التسجيلات كانت في بدايتها. الشيخ يوسف المنيلاوي مرتاح جدا “ويتعفرت” في الآهات، أشخاص آخرون أدوا هذا الدور ولغوا فقرة الآهات تماما كعبد الحي مثلا، وحتى عندما عزفه سامي الشوا  لم يعزف الآهات، فيبدو أن فقرة الآهات لم تكن قد نبتت بعد في الدور، مع أن قالب الدور مع داوود حسني كان قد أخذ الشكل الأكاديمي التنظيري البحت للدور الذي يبدأ بمذهب ثم  فقرة تفريد ثم آهات مجاوبة مع البطانة ثم سؤال وجواب أي فقرة الوحايد ثم الخاتمة، الذي استمر به لاحقا سيد درويش و زكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب وغيرهم. فإذن من الغريب أن يعود الناس إلى قديمهم ويحذفوا فقرات من الدور، كعبد الحي حلمي مثلا، على كلٍ ألغى عبد الحي حلمي الفقرات التي لم تكن تعجبه أو ترق له، أو ربما  مجرد أنه فقط لم يرغب أن يؤدي الآهات في هذا التسجيل ؛ لا أحد يعرف فعبد الحي حلمي من أكثر الناس مزاجية، هناك حركة عفرتة يقوم بها الشيخ يوسف في “روحي في إيدك وهبتهالك”، نسمعها أولا من الشيخ يوسف في تسجيلين ، تسجيل “سمع الملوك” “وغراموفون”. واضح جدا أن الشيخ يوسف قصدها وثبتها وربما متفق مع داوود حسني، لا نعرف ذلك، نسمع ترجمة سي سامي لمقطع “وهبتهالك” و تقطيع “وهب- تهالك”، ثم يغنيها من فوق بكامل صوته كما سمعناها مع الشيخ يوسف، نسمعها نفسها من سامي على الكمنجة وكيف يترجمها.

“الله الله مش معقول عفريت يا سي سامي عفريت”، نعود ثانية إلى نفس قصة ترجمة الآلة للمغنى وأن المقدرات  التقنية يمكن أن تستغل في التعبير والسلطنة أيضا وليس فقط في الاستعراض التقني. أما الآن لننتقل إلى فقرة “الأمان من دي المذلة”،”الأمان من دي المذلة” مثلا الشيخ يوسف يقول: “الأمان من دي المذِلة” ربما بعض اللهجات المحلية كانت تستوجب ذلك، لنستمع إلى “الأمان من دي المذِلة” من الشيخ يوسف ثم من الست بمبة العوادة، الست بمبة العوادة تقوم بحوار عظيم جدا وتقوم باستعراضات صوتية، يبدو أنه كانت لها علاقة أكثر بغناء النساء لأنني لم أرى أي مغني رجل يقوم بمثل هذه الاستعراضات بالصوت، وفي نفس الوقت ليست موجودة إلا عند السيدات اللواتي كنّ يغنين الأدوار، مثل أسمة الكمسرية وبمبة العوادة، وغير موجودة عند العوالم اللاتي يغنين الطقاطيق. لنستمع إلى الشيخ يوسف أولا ثم نسمع بمبة العوادة. 

الشيخ يوسف المنيلاوي

الشيخ يوسف المنيلاوي

لاحظتم الست بمبة، غريب استعراضها، نوع من الزخارف الغريبة غير معهودة عند الغناء النسائي قديمه وحديثه، إلا عند السيدات اللاتي كن يغنين الأدوار. ننتقل الآن إلى الخاتمة، نسمع الخاتمة من الشيخ يوسف أولًا،

لاحظنا أن الشيخ يوسف لا يختم لمجرد الختام، خاتمه عفاريتي جدا علشان يكمل،

نسمع الخاتمة من سيد االسفطي كخاتمة نموذجية،

لاحظوا أنه ينزل بالتدرج وبهدوء إلى أن يقفل وهذه خاتمته، فعلا يغني كما يقول الكتاب، ولكن عنده تصرفات في الوسط تبين لنا أنه شخص أمين للحن ولكن لديه قدرات فائقة لإيصال نفس اللحن بنفس النغم، بوجهة نظر ليس مجرد تقليد ببغائي وإنما وجهة نظر إبداعية أيضَا. 

قبل أن نختم الحلقة نسمع الدور ليس كما سمعناه في الحلقة السابقة بشكل نموذجي وإنما نسمعه بشكل عفاريتي، سنختار تسجيل الشيخ يوسف المنيلاوي “لغراموفون” سنة 1907، وهو من أول تسجيلاته مع “غراموفون”، يصاحبه فيه تخت مكون من إبراهيم سهلون على الكمنجة ومحمد العقاد على القانون وعلي عبده صالح على الناي ومحمد أبو كامل الرقاق، وبطانة فيها علي عبد الباري وابنه حسن يوسف المنيلاوي الذي سجل أدوار في ما بعد ما بعد مع “أورفيون” في مراحل لاحقة وغير “أورفيون”، ونلاحظ سوية الشيخ يوسف وهو يغني الليالي التي تسبق الدور ومسار الدور والتقاسيم والحوارات الموجودة في الدور بينه وبين الآلات وما بعد الدور، نترككم مع الشيخ يوسف المنيلاوي ودور “سلمت روحك”، نظم الشيخ أحمد عاشور لحن داوود حسني، وإلى أن نلتقي في حلقة جديدة من برنامج “سمع” نترككم في الأمان.

قدمت لكم مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية “سمع”.
          

 

 

  2014  /  الإذاعة  /  Last Updated أبريل 2, 2014 by  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien