You are here:   Home  /  الإذاعة  /  218 – زكريّا أحمد – 9

218 – زكريّا أحمد – 9

enar

مؤسّسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربيّة تقدّم: 

من التاريخ 

أصدقاءنا المستمعين  أهلاً وسهلاً بكم في حلقةٍ جديدةٍ من برنامج من التاريخ نواصل فيها الحديث و يواصله معنا حضرة العالم الجليل وصاحب المقام الرفيع  فريْدريْك لاغرانج باشا عن الشيخ زكريّا أحمد،

نواصل الحديث  مع ثلاثي زكريّا، بيرم، ثومة ولحن سمعتُ له أكثر من عشرين تسجيلاً. 

ف: والوداع!! أغانِ أخرى مثل أنا في إنتظارك تستحق وقفة طويلة وحبيبي يسعد أوقاته لكنّي أريد سماع رأيك عن النهاية! نهاية التعاون بين أم كلثوم وبيرم وزكريا أحمد هو صحيح الهوى غلّاب.

م: بعد إنقطاع! الوداع بعد إنقطاع!! 

ف: الوداع بعد إنقطاع. 

م: أو عندما نقول كما في الأولة في الغرام “وكان وصاله وداعه من بعد طول إمتناعه” هذا ما حدث!

ف: بالضبط، نعم

م: هو صحيح الوصال والوداع بعد طول الإمتناع، لحن جميل!

ف: هذه الأغنية غُنّت 1960م، تعني التقرّب التدريجي بين أم كلثوم وزكريّا بالتأكيد أبتدأ حوالي 1959م 

م: ممكن من قبل أيضًا، من وقت ما أنتهت المحاكم. 

ف:  مُحتمَل لكن قرار العمل مع بعضهم مرة أخرى وأن يكون هناك مشروع، بالطبع لم يكن ممكناً عام 1959م أن يُقدّم زكريا أحمد لأم كلثوم لحن يتطلب نفس مجهود الأولة في الغرام، الإمكانيات الصوتيّة لم تكن كما كانت عام 1959م خاصةً أن صوت أم كلثوم تغيّر حوالي 1957م ، 1958م  بعد أن إشتدّ المرض عليها.

 الصوت أصبح أسمَك، في نفس القوة لكن أحيانًا يكاد يكون عنيف، رياض السنباطي لم يراعي هذا التغير الذي طرأ على صوت أم كلثوم في نهاية الخمسينات. 

م: إلا فيما بعد! 

ف: بينما زكريّا أحمد أعطى لذلك إهتماماً وصنع لحناً فعلاً يلائم هذا الإنحسار الذي حدث للمساحة الصوتيّة عند أم كلثوم ومع ذلك ترك لها مساحة كبيرة جداُ 

م: للتصوّر. 

ف: نعم للتصرّف، وعلى فكرة لم تتصرَّف في كل أغاني الشيخ زكريّا. 

على ما أتذكر الآهات بغير إرتجالات كتيرة. 

نعود إلى هو صحيح الهوى غلّاب، معروف إرتجالها في المقطع الأخير، ذكّرني. 

م: “يا قلبي آه” 

ف: “يا قلبي آه الحب وراه أشجان وألم وأندم وأتوب وعلى المكتوب ميفدش ندم” 

م: أرأيت ما قلت عنه شدة في الصوت ها قد ظهر في الكلام أيضاً!  

ف: صحيح! به قسوة! 

م: نعم! 

ف: صح! القسوة التي ظهرت في صوت أم كلثوم بل في خامة صوت أم كلثوم فعلاً تنعكس،

 ليس بيرم فقط بل شعراء آخرين نلمس هذه القسوة في نصوصهم. 

(نموذج مسجّل) 

نركّز على ثلاث تسجيلات في “هو صحيح” 

ثاني حفلة لهذه الأغنية فبراير 1961م، الحفلة الثانية أو ثاني مرّة غنتها أم كلثوم

قررت أن ترتجل في المقطع الثاني، “نظرة وكنت أحسبها سلام” 

قررت الإرتجال الموقّع على غُنّه نون كلمة “نظرة”

(نموذج مسجّل) 

ثم عادت للإرتجال فقط في المقطع الأخير.

(نموذج مسجّل)

عام 1965م عادت فكرة الإرتجال على “نظرة وكنت أحسبها سلام”  ففي حفل عام 1965م عادت تقول وتطوّر. 

(نموذج مسجَّل)  

المرة الثالثة كانت كبرت أم كلثوم، نحن نتحدث عن حفلات المجهود الحربي 1968م المغرب، أكاد أن أجزم أن حفل هو صحيح الهوى غلّاب 1968م في المغرب على الرغم من أن صوت أم كلثوم لم يكن كما كان 1961م و بالرغم من إنقضاء سبع سنوات أثروا على قواها الصوتيّة وعلى معنويّاتها بعد النكسة مع ذلك نستطيع أن نعتبر هذا الحفل هو آخر ظهور لأم كلثوم على المسرح، طبعاً المعروف أن الحفلة الأخيرة الحقيقة هي يناير 1973م لكنّي أتحدث عن أم كلثوم الحقيقيّة، أم كلثوم هذا الكائن الخرافي، المُعلّمة، المَعلّمة 

م: بالكسر وبالضّم من فضلك! 

ف: آخر ظهور للأسطى ثومة على المسرح فعلاً سنة 1968م في المغرب في الرباط عندما عادت لهذه الأغنية مستبدلة الخيال بالمساحة الصوتيّة، تتصرف تصرفات لم تفكر بها إطلاقاً عام 1961م حتّى أنّها أدخلت بها سيكاه، وذهبت ترتجل سيكاه في هذا المقطع. 

م: هي فعلاً أستبدلت الخيال بالمقدرة الصوتيّة، فعلاً الخيال هو المميز لهذا التسجيل. 

لا تفهم من أين أحضرت السيكاه، لا تفهم حتّى في المحيّر تحايلت على الموضوع وقالته من أسفل. 

ف: فعلاً سيّدة كانت واعية جدًا لقدراتها التقنيّة عام 1968م تعلم أن صوتها لم يعد صوت الخمسينات، هي واعية، تعرف نفسها، ممكن أن تصل إلى أين! وأستطاعت الغناء بطريقة تذكرنا بأيام زكريّا أحمد وبيرم التونسي في الأربعينات وبداية الخمسينات.

م: صح، على الرغم من أن التخت وسط الفرقة عناصره بدأت تتلاشى. 

ف: نعم بالطبع في الستينات أبداً لن نسمع مرة أخرى تحوّل التخت إلى فرقة مولد كما في تسجيل 1952م كانوا غير قادرين. 

م: نعم، الناس غير الناس. 

ف: لكن أيضاً هو صحيح في المغرب عام 1968م أسمع موسيقى عربيّة فصحى في وسط الستينات، ممكن أن أفاجئك لكن شبح أم كلثوم ظهر تاني في إبريل 1972م،  أراك تلتقط الشبشب وأخمن أنّي سأُضرب لكن المقطع الذي ترتجل فيه 

م: “يا مسهّر النوم في عينيا” نعم. 

ف: “يا مسهر النوم في عينيا سهّرت أفكاري ويّاك” 

ثلاث مرات متتاليات، لون مختلف، فكّرت في إرتجال لكن قولها ثلاث مرات متتاليات بشكل مختلف،

 في أول مرّة غنت فيها يا مسهرني ثم غنتها أي شئ لكن البريمير، أول مرة غنت يا مسهرني خلينا نقول نصف أم كلثوم، نقول شبح أم كلثوم، شئ كلثوميّ  ظهر على المسرح. 

م: تجرب أن تستدعي! 

لا يُمَل الحديث معك أبدًا، كله فائدة وكلّه جمال وكله نغم وطرب وجميل ملوش مثيل! كما في دور خدني الهوى. 

نستمع إذاً إلى آخر ظهور أم كلثوم تلميذة الشيخ أبو العلا والشيخ زكريّا والشيخ إبراهيم البلتاجي، 

نستمع إلى آخر تسجيل لهو صحيح في الرباط في قاعة محمد الخامس، 

هذا اللحن الذي كان محبوباً ومُقرّباً إلى قلبها وقلب جمهورها على السّواء حتى أن الملك الحسن الثاني طلب منها شخصاً أن تغنيه إبان جولتها في المغرب، نستمع “هو صحيح الهوى غلّاب معرفش أنا” 

بيرم، زكريّا، أم كلثوم، قاعة محمد الخامس، الرّباط، إبريل 1968م إلى أن نلتقي في حلقةٍ أخرى من برنامج من التاريخ.

نترككم مع الستّ أم كلثوم وفرقتها ومع بيرم وزكريّا في الأمان.  

(نموذج مسجّل) 

من التاريخ، 

فكرة وإعداد/ مصطفى سعيد. 

  2021  /  الإذاعة  /  Last Updated أكتوبر 26, 2021 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien