You are here:   Home  /  الإذاعة  /  221 – زكريّا أحمد – 12

221 – زكريّا أحمد – 12

مؤسّسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربيّة تقدّم: 

من التاريخ 

أهلاً بكم في برنامج من التاريخ. 

و: أنت أعدتنا إلى التواشيح ولكننا كنّا نتكلم عن السمَات المُميّزة للنقلة التي حدثت فور عمله مع بيرم. 

(نموذج مسجَّل) 

م: بيرم نفسه في البداية كان يكتب أوبريتات كعمله في شهرزاد مع سيّد درويش ثم عملوا سويّاً في السينما، 

أبسط مثال، فيلم سلّامة، ثم صنعوا مسرحيات، آخر عمل مسرحي عزيزة ويونس وبه اللحن الشهير، يا صلاة الزين. 

ألحان بسيطة لكن هذا اللحن البسيط المأخوذ من قاعدة شعبيّة يكون في منتهى الفصاحة، والشيخ زكريّا يلعب على مزاجه!! 

حتّى أن بعض هذه الألحان صارت على ألسن الناس بغير علمهم أنها لزكريّا أحمد.

و: دون أن تنسب له. 

م: شُبيكِ لُبيكِ، يا صلاة الزيْن، آدي وقت البُرنيطة، ألحان صارت على ألسن الناس، 

وأيضاً البحر نايم، هذه الألحان صارت على ألسن الناس وأصبحت أمثلة، والشِعر جميل! 

غاص الرجل في أعماق الناس!  لم يقولوا حقوق ملكيّة وما شابه، فقط ما يَصل للناس!

والألحان الخفيفة الأخرى كهتجنن ياريت ياخوانّا مروحتش لُندُن ولا باريس، أعتقد لها علاقة بمنفى بيرم التونسي! 

الكثير من الناس تغنّوا بهذا اللحن، حتى الملحنين كالشيخ سيّد مِكَّاوي، والشيخ إمام عيسى، وسي إبراهيم الحجّار. 

كلهم تغنّوا بهذه الألحان وهم ملحنون! 

القصد، أن هذا التعاون بين الشيخ زكريّا أحمد وبيرم التونسي على الصعيدين وصل للناس دون حِجاب شركات الأسطوانات أو 

الراديو، الإذاعات أو حقوق الملكيّة بسائر أشكالها، وصل للناس فقط بصفته عملاً شعريّاً موسيقيّاً، 

لم يعد هناك فَرق عند الناس بين ما كان مسرحيّاً وما كان خارج المسرح الغنائي، ألحان منها المسرحي لكن من يَعلَم أن يا صلاة الزين كانت لحن مسرحي!! 

و: يا صلاة الزين، ويا حلاوة الدنيا، والورد جميل، يتغنون بهم بإعتبارهم موروث فقط. 

 

م: الورد جميل من فيلم أيضاً، من يعلم أنها كذلك! لا أحد يعلم! 

و: إشارة شديدة الأهميّة، يُنسب له إحياء أوزان عربيّة مهجورة، لم تُستخدم لفترة طويلة. 

م: على أساس الموشّحات التي صنعها من المحجَّر وهكذا، معاصريه كالشيخ درويش الحريري، 

عمر البَطش وعلي الدرويش وغيرهم، كانوا يلحنون بنفس الضروب. 

و: يستشهدون بأغنية، بعد ما ضحّيت حياتي في الغرام، ويقول قائلهم أنها إحياء لأوزانٍ عربيّة غير مستخدمة. 

م: وياللي تشكي من الهوى، بنت كَرمٍ، كلها أوزان،

من زمن ونحن نُركّز على الواحدة بكل أشكالها، سائرة أو متوسطة أو طويلة، خصوصاً في مصر والشّام، 

أشكالها المقسوم والواحدة الشفتتلي والبامب، الإيقاعات الرباعيّة والمصمودي.. إلى آخره، 

الشيخ زكريّا مِن قلائل مَن كثّفوا إستخدام ضروب غير مألوفة، دارج، دور هندي، نواخت، محجَّر.. 

و: الشيخ سيّد درويش؟ 

م: الشيخ سيّد درويش وبعده الشيخ زكريّا أحمد، 

الشيخ سيّد درويش في موشّحاته فقط، إنما الشيخ زكريّا في أغانيه أيضاً، الأدوار وحتّى الطقاطيق. 

الله أعلم ما كان ليفعل الشيخ سيّد درويش إذا عاش أكثر ولكنّه لم يستخدمها سوى في الموشحات. 

زكريّا أحمد! لا! كانت وسيلة من وسائل التطور عنده، أنّه يستخدم في الأغنية الخفيفة إيقاعاً غير مألوف. 

و: هذا ما يسمّونه تطويراُ للأغنية الخفيفة والذي أرشَد فيه القصبجي والسنباطي ومحمد عبد الوهاب وهذا المسار. 

م: أرشد وما شابه! لا أدخل في هذا المسار أبداً. 

و: أريد المَلمَح، المقصود بفكرة تطوّر الأغنية القصيرة سواء أرشَد أو لم يُرشِد. 

م: يصنع اللحن الخفيف على نغمة غير مألوفة أبداً وعلى ضرب غير مألوف أبداً وتَصل للناس!! 

و: هذه الخلطة السحريّة تُنسَب له. 

ما يتعلق فيها بالنّغم هو إختيار أوزان. 

م: شُبيكِ لُبيكِ، طقطوقة خفيفة وضربها دارج، الثلاثة، غير مألوفة وقتها. 

و: أتضَحَت الفكرة، نعم! 

( نموذج مسجَّل) 

كان يتجرأ ورغم هذا التجرء، 

عكس مَن يتجرأون مِن المُلحنين ويصنعوا وارشتاتيفو وأوبرا، ويمدحون النُقّاد الأغنية، والعالميّة في الموسيقى وما شابه!! 

ولا يسمعها أحد!! 

و: هو يتجرّأ من داخل الحقل نفسه ويطوّر من داخل النسيج نفسه، بينما هم يستوردوا. 

م: أنظر، كم من الألحان للشيخ زكريّا تُعزَف بالمزامير، خمستين وخميسة ولا أحد يعلم أن هذا اللحن للشيخ زكريّا. 

إلى الآن تُعزَف بالمزامير! غنيلي شويّ شويّ إلى الآن تُعزَف بالمزامير في الزفف، صح؟ 

و: صح. 

م: يا صلاة الزين إلى الآن تُعزف بالمزامير في الزفف. 

و: الليلة عيد! 

م: الليلة عيد، حبيبي يسعد أوقاته، إلى الآن تُعزف بالمزامير في الزفف. 

ما تريد أكثر من هذا!! 

مَن مِن المُلحنين هكذا!! إذا وصل لملحن لحن واحد يقيم عيداً!! 

هذا كثير!! 

و: تقول أن هتجنن ياريت ياخوانّا لها علاقة بمنفى بيرم في باريس، ممكنٌ إرتباطه بسفر الشيخ زكريّا أحمد نفسه إلى باريس

وكان يرتدي الثياب الأزهريّة إلى أن سافر باريس عام 1932م ثم عاد وارتدى الطربوش. 

م: أعتقد أن له صوراً في شركات التسجيلات قبل 1932م بالبزّة لكن لا أُفتي في هذا أبداً، لا أعلم. 

إنما القائل بيرم، وبغير تسجيل مع شركات الأسطوانات، كل تسجيلاته إذاعيّة في الأربعينات،

فيبدو أنّها أُلِفَت بعد عودة بيرم من المنفى لا قبل. 

(نموذج مسجَّل) 

و: لنلخص القصة الجميلة التي لا تنتهي مع شيخ الملحنين، نتحدث عن أواخر ألحانه

وكيف تراها في مسار تطوّره الزّمني. 

م: مثلاً لحّن أضحى التنائي، نَظم ابن زيدون للسيّدة فتحيّة.. 

و: أكانت لفيلم؟ 

م: لا! ولحّن لعبد المطلب آخر حياته، لحن من الألحان القليلة جداً غناها بالفصيح، 

لم أسمَع موشحاً آخر غناه عبد المطلب بالفصيح غير بنت كَرمٍ يتّموها أهلها للشيخ زكريّا،

نادرة أمين معروف غناءها للموشحات، غناءها لبنت كَرمٍ طبيعي، إنما عبد المطلب يُغنّي بنت كَرمٍ يتّموها أهلها، فعلاً غريبة! 

(نموذج مسجَّل) 

 تلحينه لتواشيح للشيخ النادي وغيره، نفس الروح الأولى، وطبعاً هو صحيح، عندما عاد ولحّن لأم كلثوم. 

وهو نفسه سجّل بعض الألحان كالورد جميل، ويا صلاة الزين سجّلها قبل موته بأشهر. 

و: ما سبب تسجيل هذه الألحان تحديداً؟ 

م: أعتقد كانوا يرومون اللحاق بظهوره في التليفزيون، التسجيل مصوّر في مسرح التليفزيون. 

و: هتجنن ياريت أيضاً أعتقد كانت مرّة بحفلة في التليفزيون.

م: فعلاً! 

و: نعم! 

م: هتجنن ياريت ياخوانا، أدّاها في حفلة في التليفزيون وكان ينسى الكلمات أحياناً لكن كان يُداعب الناس بشكل لطيف عندما ينسى الكلمات. 

و: أي نعم! كان هناك جمهور! لأن التسجيل المعروف ليا صلاة الزين والورد جميل بغير جمهور. 

لا أعلم إذا هو نفسه ولكن هناك تسجيل في معهد الموسيقى العربيّة به جمهور،

يُغني فيه فعلاً هتجنن ياريت ياخوانا لكنّه في الخمسينات لم يكن هناك تصويراً تلفزيونيّاً. 

و: ليس لديّ معلومة دقيقة في هذا، مجرد قراءات سريعة هكذا، 

عالَم لا ينتهي لكن حاولنا الحديث عن البدايات والإنتقالات الرئيسيّة وعن النهايات وملامح التطوّر، 

فلنشارك المستمعين لحن من أواخر ألحانه، إما أواخر ألحانه أو أواخر ما اختاره ليُغنّيه أو ليُسجّله قبل رحيله. 

م: إذاً نختم بعمل من جلسة خاصة، فعلاً من آخر ما سجل في حياته، وعلى فكرة هذه الجلسات الخاصة بحضور الشيخ زكريّا أحمد

تُثبِت لك كم كان سميعاً!!! ليس فقط موسيقي وملحن وإنما سمّيع!! يسمع ويُقدّر جداً صاحب النّغَم الجيّد، 

كالأعمال التي كان يغنّيها الشيخ محمد حسن النادي في حضرته وغيره. 

نسمع من الجلسات الخاصة ونَختِم هذه الحلقة. 

و: عظيم. 

(نموذج مسجَّل) 

كان دائماً شعوري عندما أسمع الشيخ زكريّا أحمد، شعور أن هذا الرجل يلعب، هذا الرجل طفل يلهو بألعابه فيستمتع أولاً 

ثم يقول لنا هيّا إستمتعوا مثلي.

م: نعم! هو يتسلى. 

و: وفي هذه الجلسة مع الموسيقار والباحث في علم النّغَم مصطفى سعيد، تأكّد لي هذا الشعور، 

أرجو أن نسمع الشيخ زكريّا أحمد ونحاول أن نستمتع ونصل إلى حالة السّمع الجميلة التي كان يستمتع بها هو شخصيّاً. 

شكراً ونلتقي في مرات أخرى، 

قدّم لكم هذه الحلقة/ وليد علاء الدين.

(نموذج مسجَّل) 

من التاريخ، 

فكرة وإعداد/ مصطفى سعيد.

  2022  /  الإذاعة  /  Last Updated يناير 9, 2022 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien