You are here:   Home  /  الإذاعة  /  128 – منيرة المهدية 5

128 – منيرة المهدية 5

enar

 

069-MMD-A, Mounira El Mahdia, Samahat Bi Irsel Al Doumoua Iمؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”

أهلا وسهلا بكم سادتي المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، نواصل فيها الحديث عن الست منيرة المهدية، ونسأل عمنا الأستاذ الدكتور فريديرك لغرانج عن أنماط أخرى من الطقاطيق، هل كل الطقاطيق يكون مضمونها غرامي؟ أظن لا أليس كذلك؟

أحيانا يكون هناك مصمون سياسي أو وطني، مثلا يعني سنة 1922، 1922 بالضبط بعد سنتين بعد اكتشاف قبر توت عنخامون في وادي الملوك في الأقصر، غنت طقطوقة مقام جهاركاه، أيضا تلحين القصبجي، “ما يجبش زيي إن لف الكون ده احنا أبونا توت عنخامون”، وهي سياسيا مهمة، لأنها تدل على أن الخطاب السياسي والرواية التي تربط بين تاريخ مصر الإسلامية وبين مصر الفرعونية، هذه الرواية وهذا الخطاب الآيديولوجي كان قد نفذ على قلوب الناس، بحيث أن الكل كان لديه استعداد أن يرى في الفراعنة أجداده.

هو خطاب حزب الوفد إذا جاز التعبير، ما بعد ثورة 1919.

فعلا هو الخطاب الوفدي.

الذي هو على عكس خطاب الحزب الوطني، لا أقصد الحزب الوطني المعروف، إنما أقصد الحزب الوطني لمصطفى كامل، الذي هو أيضا خطاب أممي إذا جاز التعبير، وليس خطاب قومية مصرية.

تماما….

منيرة المهدية

منيرة المهدية

أما بالنسبة إلى ميولها الوفدية، أو مساندتها أو دعمها للقضايا الوطنية، بعد نفي سعد زغلول غنت منيرة المهدية “شال الحمام حط الحمام”.

بعد نفيه الثاني غنت له “شال الحمام حط الحمام”….

ولكن منيرة المهدية أحيانا كانت تفتقر إلى الذكاء السياسي اللازم، كما وقع سبتمبر 1927 عند وفاة سعد زغلول، نشرت أفيشات في القاهرة كلها تعلن فيها أنها كانت ستغني رثاء لسعد زغلول، وفي ليلة الحفلة غنت أمام الجمهور المنبهر طقطوقة “يا بلح زغلول”، وفي نفس السنة كانت المبتدئة أم كلثوم تغني قصيدة أحمد رامي “إن يغب عن مصر سعد”.

نعم.

منيرة المهدية أحيانا تفتقد الذكاء الغنائي، أو الذكاء الفني، هي وصلت القمة.

لم تستطع أن تحافظ عليها حقيقة.

الدليل على ذلك أن منيرة المهدية كادت تُنسى في أواسط الثلاثينات، ومنيرة المهدية صارت منسية تماما في الأربعينات، لدرجة أنها عندما حاولت العودة إلى المسرح في مايو 1948، باءت الحفلة بفشل ذريع. يقال أن أم كلثوم حضرت الحفلة، ليست شماتة أو نكاية فيها، على الأقل أم كلثوم يروى أنها قالت أن صوتها في وادي والفرقة في وادي، ومع ذلك ذهبت لمنيرة المهدية لتهنئها على الحفلة. ولكن عادت إلى العوامة التي كانت تعيش فيها منذ العشرينات، حجّت سبع مرات وتوفيت سنة 1965.

أنا لدي وجهة نظر في مسألة الحفلة تحديدا سنة 1948، أعتقد أن اختيار التوقيت أيضا كان نوع من عدم الذكاء الفني، فكما قلنا هي لم تستطع أن تحافظ على القمة، فلم يقع اختيارها إلا على شهر مايو 1948، وفي وقتها كانت مصر بمجهودها وحكومها وشعبها وجيشها مبذولة في حرب فلسطين آنذاك، فاختيارها للتوقيت حقيقة غير مناسب على الإطلاق

غير موفق.

منيرة المهدية

منيرة المهدية

خصوصا وأن الموضوع لم يكن مفاجئاً، فحرب فلسطين لم تكن أمرا مفاجئاً، كانت شيء يعد له مسبقاً، أشك تماما أن المسألة أنها نسيت فقط، آخر كتالوج ظهرت فيه أو آخر عمل جديد قامت به كان أول الثلاثينات 31/1930، وهذا ما يجعلني أقول أن الفيلم ليس سنة 1935، لأنه لو كان الفيلم سنة 1935 حقيقة كنا سنرى ولو بشكل رمزي أسطوانة أو أسطوانتين لأغاني الفيلم، وهذا لم يحصل، فبالتالي الفيلم ليس سنة 1935.

الشيء اللافت للنظر أيضا أن منيرة المهدية لا تظهر في برامج الإذاعة المصرية في الثلاثينات.

لا تظهر في برامج الإذاعة المصرية، اللهم برنامج قدمه حسين رياض، كان يتكلم فيه عن سنة 1921، وقُدم فيه لقاء لمنيرة المهدية لمدة سبع دقائق، وغنت فيه بدون فرقة “صبحة الزبدة”.

يا سلام.

نعم، ثم أعدوا برنامج عنها، وكانت ما زالت على قيد الحياة، مطول جدا حوالي ساعتان، أيضا في الإذاعة المصرية في منتصف الخمسينات، ثم لقائها التلفزيوني الصغير سنة 1961.

من ضمن تسجيلاتها الأخيرة، ما هو أجمل ما غنته في تسجيلات 1931؟

كلها جميلة، ولكن أنا أحب “الجفا بعد الوفا”، جميلة جدا.

فلنستمع إلى “الجفا بعد الوفا”….

هل منيرة المهدية أعلنت اعتزالها، أم رحلت في صمت؟

منيرة المهدية

منيرة المهدية

أنا لا أظن أنها أعلنت اعتزالها، إذا كان هناك فترة غير موثقة تماما في حياة منيرة المهدية، هي الفترة ما بين أواسط الثلاثينات وحفلة 1948، أنا أرى أن نودع منيرة مع تسجيل مشرف لصوت منيرة المهدية، منيرة الحجازية.

سلامة حجازي!

سلامة حجازي “سَمَحَت بإرسال الدموع محاجري”

على الوحدة!

على الوحدة…

إذن رحلت منيرة المهدية تقريبا في صمت سنة 1965.

الشكر الجزيل جدا جدا جدا “لعمنا وعم عيالنا” الأستاذ الدكتور فريدريك لغرانج، هكذا ينتهي حديثنا والحديث موصول عن الست منيرة المهدية، إلى أن نلقاكم في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، نترككم في الأمان.

“شكرا يا سيدي، وفضلك يا سيدي غطى عالكل”.

“صباح الفل”.

“من التاريخ”، فكرة وإعداد: مصطفى سعيد.

 

 

  2015  /  الإذاعة  /  Last Updated سبتمبر 10, 2015 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien