You are here:   Home  /  الإذاعة  /  135 – المقام العراقي 4

135 – المقام العراقي 4

enar

 

يوسف عمر

يوسف عمر

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسسة الشارقة للفنون تقدم: “دروب النغم”.

أهلا وسهلا بكم سادتي المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “دروب النغم”، نواصل فيها الحديث مع الأستاذ حسين الأعظمي عن المقام في العراق.

كنا قد توقفنا في الحلقة السابقة عند العناصر الخمسة للمقامات في الشكل الموسيقي، لكن هل هناك أكثر من صنف للمقامات؟ أم جميهم صنفا واحدا؟ هل هناك مقامات أصلية ومقامات فرعية إلخ؟

– من هذه الناحية نحن نريد أن نتكلم عن المقامات وما هي مضامينها وأشكالها. هناك مقامات رئيسية، وهناك مقامات فرعية، المقامات الرئيسية غالبيتها أو كلها، أقصد المقامات السبعة الرئيسية، أخذت قيمتها بأصول وتحشيدات من المحطات ومن “القطع والأوصال” التي مر ذكرها في مقام البنجكاه، أي الانتقالات السلمية من سلم إلى سلم ومن جنس إلى جنس. حُشد فيها الكثير في هذه المقامات الرئيسية، وأصبح لها كيان وهيبة كبيرة في غناء المقامات العراقية، مثل مقام الراست، فيه محطات كثيرة تختلف عن أي راست موجود في الوطن العربي، أصوله في المقامات العراقية كبيرة جدا وتحتاج إلى مطرب محترف لغناء هذه المقامات الرئيسية. ليس أي مطرب يستطيع أن يتقن هذه المقامات الرئيسية، ما لم يكن صوته مصقولا ومدربا وجاهزا لغناء التسلسلات الموجودة في الانتقالات للمسارت اللحنية في المقامات الرئيسية، مثلا مقام الراست، مقام السيكاه، مقام البياتي، مقام الحجاز ديوان، مقام العجم عشيران، أي المقامت السبعة الرئيسية، هذه تقريبا ثابتة الأصول. صحيح هناك في التفاصيل مجال لإبداع المغني ليتميز عن أي مغني آخر، المجال الحر موجود في تفاصيل ما بين هذه “القطع والأوصال”. “القطع والأوصال” ثابتة في المقامات الرئيسية ويستطيع المغني أن يؤديها بشكل آخر، بمسار لحني مختلف قليلا عن غيره، وهذا أمر طبيعي فتعابيري تختلف عن تعابير غيري بالتأكيد، على الأقل هذه التعابير هي هذه التغيرات، هي هذه الاختلافات هي هذه الأمور المغايرة للآخر. هذه المقامات الرئيسية. المقامات الفرعية وهي أصغر فيها مجال حر للمغني كثيرا، هناك بعض القطع التي قد تكون ثابتة في المقامات الفرعية، هذه يؤديها المغني، ولكن في تفاصيل المقام يمكن أن يتصرف كثيرا ويدخل أشياء من عندياته، فمجال الحرية موجود في المقامات الفرعية أكثر بكثير مما موجود في المقامات الرئيسية. هناك مقامات مقيدة ومقامات غير مقيدة مررنا بها قبل قليل، المقيدة هي العناصر الثابتة سواء في المقامات الفرعية أو المقامات الرئيسية، يمكن للمغني أن يتصرف ولكنها ثابتة، هو حر في أن ينوع ولكن هناك عناصر ثابتة يجب أن يقوم بها أي مطرب، هذه نسميها مقامات مقيدة، والمقامات غير المقيدة هي التي بها مطلق الحرية أن يدخل “قطع وأوصال” أخرى من عنده.

– ياليت لو تعطينا مثال على المقام الثابت ومثال على المقام المقيد.

– المقام الرئيسي مثلا الآن لنلاحظ التحرير، أعطيني سيكاه على مي بكار أو مي نصف بيمول أو سي نصف بيمول أو دو، مقام السيكاه هو أحد الثلاث مقامات التي ترافقها موسيقى موزونة ذات إيقاع، والإيقاع الذي يرافق مقام السيكاه هو ضمن ثلاثة مقامات هي مقام السيكاه ومقام النوى ومقام الممنصوري وهو الصبا، هذه المقامات الثلاثة يرافقها إيقاع السماح 4/36… هذا المقام الرئيسي هو السيكاه.

 

يوسف عمر

يوسف عمر

 

– هذا من المقامات الثابتة.

– نعم تقريبا فالأصول الرئيسية طبعا كلها ثابتة، الانتقالات التي سأمر بها يجب أن يمر بها كل مغني. نأتي مثلا إلى مقام الراست الرئيسي، أعطيني راست على الدو (Do) وإن يكن منخفض، أعطني على الدو (Do) ولاحظ التحرير أي  البداية…. الكلام مثلا يبدأ…  هذا مثلا تحرير مقام الراست الرئيسي، والأوصال الباقية فيه ثابتة.

– حسنا لنتوقف هنا في الحديث، ونستمع إلى مقام من المقامات الأصلية وهو مقام الراست، الذي ذكرته حضرتك الآن، نسمع المقام كاملا كما استمعنا إلى مقام الخنابات للقبنجي في الحلقة السابقة، لكن المقام هذه المرة مختلف تماما، هناك علاقة أكثر عمقا بينه وبين الجالغي الذي معه، والمؤدي هو الأستاذ يوسف عمر وجوقه، هناك مقدمة موسيقية طويلة، هناك حوار، وهناك مقطوعة صغيرة تُعزف على الأيقاع في الوسط، ثم هناك البستة، هناك فصل بين عناصر المقام بهذه القطعة التي تعزف على الإيقاع في الوسط، وهو طبعا في كل المقام لا يغني على إيقاع، ويعود ويغني البستة، نلاحظ أيضا أن الآلات مختلفة قليلا بخصوص الإيقاع، يستخدمون طبلة ورق عادي جدا، ليس مثلا كالآلات المستخدمة في تسجيلات مؤتمر الموسيقى العربية 1932. مع الأستاذ يوسف عمر على السنطور أستاذ هاشم الرجب وهو أيضاً قارء مقام وعازف سنطور من الطراز الأوّل وله تحقيقاتٌ لمخطوطاتٍ عبّاسيّةٍ وأعمالٍ كثيرةٍ في مجال البحث الموسيقيّ وعلى الكمنجة الجوزة أيضاً السيّد شعوبي. ملاحظة أخيرة فيها اعتذار لأن هذه الاسطوانة وجه 33 للأستاذ يوسف عمر، وأنا صراحة من قام بعملية الترقيم ولكن منذ حوالة ثلاث عشرة سنة، كانت الماكينة/الآلة التي أستعملها متواضعة، فلذلك سنلاحظ أن الإبرة ترتاح في بعض الأماكن، حاولنا معالجتها قدر المستطاع، فأي خطأ في هذا التسجيل أنا أتحمل مسؤوليته بشكل شخصي، فهو ليس تسجيل مقدم من أحد، ولا حتى تسجيل من مقتنيات مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية، لكن أعدكم أني إذا حصلت على هذه الاسطوانة مرة ثانية سأعذيها ثانية في مناسبة أخرى…

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية حلقة اليوم من برنامج “دروب النغم”، إلى أن نلتقي في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن المقام العراقي، نتقدم بخالص الشكر للأستاذ حسين الأعظمي، وننترككم في الأمان

“دروب النغم”.

 

  2015  /  الإذاعة  /  Last Updated يناير 12, 2016 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien