مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “سمع”
“سمع” برنامج يتناول ما لدينا من إرث موسيقي بالمقارنة والتحليل.
فكرة: مصطفى سعيد.
سادتي المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “سمع”، نواصل فيها الحديث عن أدوار المعارضة أو أدوار النظير، كنا قد توقفنا في الحلقة السابقة عند دور “من قبل ما اهوى الجمال” وأنهيناه تماما، اليوم حديثنا عن دور “كل مين يعشق جميل”، وهو الدور النظير “لمن قبل ما اهوى الجمال”، الشاعر هو نفسه الشيخ أحمد عاشور. الملحن مختلف، “من قبل ما اهوى الجمال” لإبراهيم القباني، ودورنا اليوم “كل مين يعشق جميل” لرفيق إبراهيم القباني وصديقه داود حسني، الدور بما إنه نظير سيكون من نفس المقام، مقام بياتي. أقدم تسجيل في حوزتنا حاليا الشيخ إسماعيل حافظ سنة 1903 على وجهين 78 لفة ليس “كباية” (بوق)، لم يصلنا إلى الآن مع الأسف بصوت داود حسني، وصلنا تسجيلات كثيرة جدا، أكثر من ثمانية تسجيلات، لدينا تسجيل كما قلنا سنة 1903 لإسماعيل حافظ، بعد ذلك بسنة وأكثر قليلا لدينا تسجيل لسليمان أبو داود، أي آخر سنة 1904 وأول سنة 1905 لشركة أوديون، ثم سنة 1905 لشركة فيفوريت، سجله الشيخ سيد الصفتي، وفي نفس السنة سجله الشيخ يوسف المنيلاوي لبيكا وهي نفسها سمع الملوك، الملصق الخاص بالشيخ يوسف المنيلاوي، ولدينا مرة أخرى الشيخ يوسف سنة 1908 لغراموفون، وبالمناسبة المصفوفة هذه هي التي قبل “من قبل ما اهوى الجمال” مباشرة، بعد ذلك بسنتين أو أكثر أسطوانة تقليد لاسطوانة الشيخ يوسف، ثلاثة أوجه أيضا لأوديون، سجلها إبراهيم شفيق. إبراهيم شفيق بعد ذلك عمل كمحفظ في الإذاعة المصرية وسمعنا في أكثر من حديث للشيخ سيد مكاوي إنه حُفظ هذه الأدوار من إبراهيم شفيق. فإذن يبدو إن إبراهيم شفيق حَفَظَ دور “كل مين يعشق” للشيخ سيد مكاوي، الشيخ سيد مكاوي، سجله مرتين، مرة في الإذاعة المصرية في الخمسينات، ومرة ثانية أيضا في نفس الفترة، لا نعرف إذا في الإذاعة أيضا، أو بروفة في مكان آخر، أو بروفة التسجيل الأول لا نستطيع أن نعرف بالضبط، ولور دكاش سجلت الدور في نفس الفترة في بيروت، أيضا هناك أسطوانة لبيضافون لإبراهيم شفيق في نفس الفترة سنة 12/1911، لكنها لا تفرق أبدا عن أسطوانة أوديون، وأسطوانة أوديون هي نفسها تقليد كما قلنا لأسطوانة غراموفون للشيخ يوسف.
نسمع المذهب من أقدم تسجيل لدينا، تسجيل الشيخ إسماعيل حافظ… رائق الشيخ إسماعيل حافظ، ليس كدور “من قبل ما اهوى الجمال” يعاد لحن المذهب نفسه، وهو عودة إلى تقليد الدور الطبيعي، قلنا إن إبراهيم القباني لحن لحنا آخر للتفريد الأول، وسنعود إلى ذلك على كل حال، لكن داود حسني هنا يعيد نفس لحن المذهب على كلام التفريد الذي لا يكون فيه دور للبطانة…
“يا سلام يا شيخ إسماعيل” الكلام يقول: “كم تخاطر وانت عليل ده الغرام ياما كوى”، يأخذ “ده الغرام ياما كوى” ويبدأ شغل الوحايد دون آهات… هذا تقريبا عندهم كلهم، عند إسماعيل حافظ وسيد الصفتي وسليمان أبو داود، وأحيانا يدخلون آهات للتسليم، نسمع قليلا… عندنا مثلا هنا إسماعيل حافظ يشير لوحدة لكنه لا يقولها وهي “لما انت مش قد الهوى بس تعشق ليه وتميل”، بعد ذلك الكل متفق عليها وهي “بس تعشق ليه وتميل” الجهاركاه، الشيخ يوسف لديه رأي آخر في تسجيليه، يبدأ “بلما انت مش قد الهوى بس تعشق ليه وتميل”، ثم يقوم بهنك آهات، ثم يعود إلى “الغرام ياما كوى”، ومنها ينتقل إلى الجهاركاه، نسمعها منه… وفي التسجيل الثاني أيضا لغراموفون نفس القصة. هناك أحد ما ربما صليبا القطريب قام بوحدة ليست موجودة في الدور إطلاقا من الشوري للست لور دكاش نسمعها… ثم تعود وتكمل بشكل عادي آهات الشيخ يوسف المنيلاوي، لكن بشكل آخر، إنما واضح إنها مأخوذة من الشيخ يوسف المنيلاوي… نسمع كيف كل واحد يستلم الجهاركاه…
تقريبا كلهم ينتقلون إليها إما من النوى أو من الجهاركاه، إما من ثالثة المقام أو من رابعة المقام، إلا سليمان أبو داود إسمعوا من أين ينتقل…. ينتقل من الخامسة أي الحسيني “الله يسامحك يا سليمان، يعني مش معقول”، كيف خطرت له! لا أفهم، حاجة بديعة جدا جدا جدا”. بعد ذلك صيحة الدور نسمعها من الكل على الكلام، إلا عند سيد الصفتي، سيد الصفتي كان دائما يحب أن يبقي صيحته على شكل آه، آهات أي هنك، يترك الهنك للآخر للصيحة، الصيحة هنا من ثابتة المقام من العجم عشيران، جهاركاه من ثابتة المقام ، نسمعها من الشيخ سيد الصفتي…. إذن نحن لدينا دور متكامل العناصر تماما، كل واحد يقوم بما يريده فيه، نسمع هذا الدور كاملا من الشيخ يوسف المنيلاوي، سنسمع تسجيل غراموفون، الذي صدر ضمن المجموعة الكاملة للشيخ يوسف المنيلاوي لمؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية سنة 2011، يصاحبه تخت محمد أفندي العقاد، وهو نفس الذي يعزف على القانون، أي محمد أفندي العقاد، إبراهيم سهلون على الكمان، علي عبده صالح على الناي، محمد أبو كامل الرقاق على الإيقاع، ومعه في البطانة علي أفندي عبد الباري وابنه حسن يوسف المنيلاوي وغيرهم… “يا سلام يا سلام يا شيخ يوسف”، سمعنا الليالي في البداية والتقاسيم، شيء جميل جدا جدا جدا، لن نسمع أسطوانة إبراهيم وهي تقليدها، نسمع إبراهيم شفيق وقد حَفَظَهُ لسيد مكاوي على حد الروايات، سجله بعد حوالي خمسة عقود من هذا التسجيل. بعض الملاحظات في هذا التسجيل، سيد مكاوي لديه موهبة التلحين، فبالتالي مع إنه يلتزم تماما ببنية تسجيل الشيخ يوسف المنيلاوي، إلا إنه في الوسط يغني أشياء جميلة جدا في الارتجالات والوحايد، وفي الآهات أيضا والحوار بينه وبين المجموعة، أستطيع أن أميز من يعزف معه، ربما حسين فاضل على الناي وربما فهمي عوض على القانون، وهناك كمنجة لبيب حسن، شبه متأكد إنه موجود، وعلى الإيقاع ربما حسين معوض، أيضا لست متأكدا، وأكيد سيد مكاوي الذي يعزف العود، ومعه كمنجتين أخرتين أنا لا أعرف من هما صراحة، وطبعا مجموعة البطانة هي مجموعة بطانة الإذاعة المصرية, عذرا ولكن فعلا أنا لا أحب أن أقول شيئا لا أعرفه، وبالتالي أنا لست متأكدا من يعزف معه، وهذا غير موثق أبدا.
إذن نبقى مع الشيخ سيد مكاوي ودور “كل مين يعشق جميل”، وإلى أن نلتقي بكم في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن أدوار النظير أو أدوار المعارضة، والحلقة القادمة سنلاحظ أوجه المقارنة، الشبه والاختلاف في هذين الدورين، نترككم في الأمان مع الشيخ سيد مكاوي.
قدمت لكم مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية “سمع”.
الحلقات الأخيرة
- 221 – زكريّا أحمد – 12 (1/9/2022)
- 220 – زكريّا أحمد – 11 (1/9/2022)
- 219 – زكريّا أحمد – 10 (11/25/2021)
- 218 – زكريّا أحمد – 9 (10/26/2021)
- 217 – زكريّا أحمد – 8 (9/24/2021)
- 216 – زكريّا أحمد – 7 (9/4/2021)
- 215 – زكريّا أحمد – 6 (8/28/2021)
- 214 – زكريّا أحمد – 5 (8/6/2021)
- 213 – زكريّا أحمد – 4 (6/26/2021)
- 212 – زكريّا أحمد – 3 (5/27/2021)
- 211 – زكريّا أحمد – 2 (5/1/2021)
- 210 – زكريّا أحمد – 1 (4/28/2021)
- 209 – والله لا أستطيع صدك 2 (4/6/2017)
- 208 – والله لا أستطيع صدك 1 (3/30/2017)
- 207 – بشرف قره بطك 7 (3/23/2017)