You are here:   Home  /  الإذاعة  /  178 – الطريقة القبانجية 6

178 – الطريقة القبانجية 6

enar

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”.

أهلا وسهلا بكم سادتي المستمعين في حلقة من برنامج “من التاريخ”، نواصل فيها الحديث عن أتباع الطريقة القبانجية، المنسوبة للأستاذ محمد القبانجي، ويواصله معنا الأستاذ حسين الأعظمي.

محمد العاشق

محمد العاشق

  • من أيضا من أتباع الطريقة القبانجية ستخبرنا عنه يا سيدي؟
  • محمد العاشق وعبد الرحمن العزاوي و عبد الجبار العباسي، محمد العاشق، رجل أدركناه وهو كبير السن، يقال إنه سجل بعض الاسطوانات في الثلاثينات، وقد ولد عام 1905 وتوفي عام 1984.
  • ملحوظة: هو مختلف تماما عن محمد العاشق السوري الذي سجل مطلع القرن العشرين.
  • يختلف بالتأكيد! محمد العاشق لم يكن في نظر الأكثرية الجماهيرية مغنيا مقاميا بالمعنى المتداول، في بداياته على الأقل، إذ لم يكن قد أدى الكثير من المقامات، في بدايته مارس الأداءات  الدينية من خلال أجوائها كالمدائح والمناقب النبوية، أي الشعائر الدينية. أدرك الملا عثمان الموصلي واعتبر من تلامذته المتأخرين، وفي العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين شارك مع زملائه المغنين في تسجيل بعض المقامات لصالح الشركات الأجنبية، هذا حسب ما يقال، فنحن لم نسمعها حقيقة، وأنا إلى الآن لم أستمع إلى المقامات القديمة لمحمد العاشق. على كل حال بقيت نظرة الجماهير إلى كونه مغنيا “بستجيًا”، أي يغني “البستات” (بستة) أكثر منه مقاميا حتى نهاية مسيرته الفنية، لا لأنه لم يلبِ حاجة الاتجاهات الذوقية والفكرية لمطالبته بصورة عامة غناء الكثير من المقامات كي يحسب من المغنين المقاميين، بل لأنه كان أصلا فنانا يمتلك بعض صفات الاحتراف، ومع أن مستوياته الفنية كانت جيدة، تساعده على ذلك خامة صوته الجيدة، وهي من فصيلة “التينور” (tenor)، كذلك اهتمامه بعدد قليل من المقامات دون غيرها، إلا أنه نجح في أداء الكثير من الأداءات والأشغال الدينية، ويرى بعض النقاد إن هذه الأجواء الدينية والدنيوية عند ممارسته لها أمر لا يخلو من قيمة مقامية. تسجيلاته الغنائية، في إحدى المرات ظهر على التلفاز، وصادف أنه يغني وهو كبير في السن، فشاهده المرحوم أحمد حسن البكر رئيس الجمهورية، فأوصى بكتاب رئاسي أن يسجلوا له ما توفر عنده من مقامات وأغاني في التلفزيون، وفعلا سجلوا له عدة مقامات وأغاني، “بستات وأشياء أخرى في التلفزيون، وأصبحت هذه بادرة تأريخية له في أواخر حياته وعمره، فقد تجاوز السبعين وسجل هذه المقامات…. ننتقل إلى مطرب آخر وهو عبد الرحمن العزاوي، أكثر المغنين الذين لم ينصفهم التاريخ والمؤرخون، عبد الرحمن العزاوي ولد عام 1928 وتوفي عام 1983، كان في أواخر حياته جارا لي في منطقة الأعظمية، عبد الرحمن العزاوي في الحقيقة لي ذكريات معه في المتحف البغدادي، وفي الأعظمية عندما كنا نجلس في المقهى. رغم الشهرة التي اكتسبها وحققها كل من المطربين المقاميين عبد الرحمن خضر وحمزة السعداوي من خلال أدائهما للمقامات العراقية، والتي فاقت شهرة معاصرهما المطرب الكبير عبد الرحمن العزاوي، إلا أن كليهما لم يصلا إلى المستوى الفني والتقني في الأداء المقامي الذي وصل إليه المطرب عبد الرحمن العزاوي، عبد الرحمن العزاوي مطرب رائع ومطرب كبير، ولكنه كان شبه مجنون، هذا هو السبب المباشر الذي ضيع وأهدر الكثير من إمكانياته، وأبعد الكثير من النقاد والمعجبين عنه، رغم أنه كان له معجبين كثر. ولد مطربنا عبد الرحمن العزاوي في “محلة الخالدية” في بغداد، وأنا قد وضعته في كتاب آخر ضمن أحد الأربعة الكبار الإبداعيين من مغني المقام العراقي في القرن العشرين، بعد أستاذهم المبدع الأكبر ومثيرهم الأول محمد القبانجي، والأربعة الذين اخترتهم في هذا الكتاب وهو “الأربعة الكبار”، هم حسن خيوكة ويوسف عمر وناظم الغزالي وعبد الرحمن العزاوي، خصصت كتاب بهذا الصدد وسميته “الأربعة الكبار في المقام العراقي”، طبع في وزارة الثقافة في الجزائر. منذ أن
    عبد الرحمن العزاوي

    عبد الرحمن العزاوي

    كان صغيرا تعلم في الكتاتيب، مما ساعده على تقويم لغته النحوية ولفظه للكلمات والحروف العربية بصورة جيدة، وإدراكه لأهمية الشعر المغنى وتوضيح الكلام. تعلم من والده الذي كان يملك محلا للخياطة يجتمع فيه الكثير، عبد الرحمن العزاوي، في التلفزيون كان لدي برنامج عن المقام العراقي، كل حلقة مدتها ساعة، خصصت ساعتين أتحدث فيهما عن عبد الرحمن العزاوي، لأنني أشعر إنه غُبِنَ في حياته، فألقيت الضوء عليه بكل ما أستطيع وبكل ما أمتلك من معلومات، ألقيت الضوء على عبد الرحمن العزاوي لأنه مطرب فعلا، ولن أنسى تلك اللحظات الخالدة التي كنا نجلس فيها معا قرب الفرقة الموسيقية على مسرح المتحف البغدادي، أنا وبقية المغنين الذين يغنون في ذلك اليوم، كلٌ حسب دوره، فكنت مرة أجلس إلى جانبه وقد غنى مقام الحجاز ديوان، غناه بتعبير لا أستطيع أن أنساه ولا أستطيع أن أتصوره، نقلني إلى عالم حالم تماما بشكل غريب وعجيب، لن أنساه وكأني أسمعه الآن، تعابير رائعة وجميلة للغاية، مؤثرة بشكل كبير، هذا هو عبد الرحمن العزاوي.
  • هل يوجد تسجيلات له؟
  • يوجد بعض التسجيلات، لديه تسجيلات كثيرة من المتحف البغدادي، ولكن تسجيلاته في الإذاعة أفضل، للحصول على شيء نظيف.
  • سنحاول أن نجدها.
  • لنحاول، عبد الرحمن العزاوي مطرب حقيقي….
  • نصل بهذا إلى ختام حلقة اليوم من برنامج “من التاريخ”، إلى أن نلتقي في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ” نواصل فيها الحديث عن الطريقة القبانجية، نتقدم بخالص الشكر للأستاذ حسين الأعظمي ونترككم في الأمان.

“من التاريخ”، فكرة وإعداد: مصطفى سعيد.

 

 

  2016  /  الإذاعة  /  Last Updated سبتمبر 1, 2016 by  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien