You are here:   Home  /  الإذاعة  /  099 – دور “في البعد ياما” 1

099 – دور “في البعد ياما” 1

enar

 

079-AHH-1 A Abdul Hay Helmi, Fil Bouadi Yama Iمؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “سمع”

“سمع” برنامج يتناول ما لدينا من إرث موسيقي بالمقارنة والتحليل. 

فكرة: مصطفى سعيد

سادتي المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “سمع” نتناول فيها دور “في البعد ياما”، دور “في البعد ياما” نظم الشيخ محمد الدرويش لحن محمد أفندي عثمان، مقام سيكاه فرع الهزام.

 

 

مذهب: 

في البعد ياما كنت أنوح        والقلب ياما اتكلم على الحبيب

ومهجتي كادت تروح           لكن لطف ربي وسلم 

                          لفرح وأطير

دور:

آنست يا نور العيون          شرفت يا روح المهجة 

وقت الغياب كان               قلبي عليك كله شجون 

خاتمة:

شرفت يا روح المهجة              وقت الغياب كان قلبي عليك

في بعض النسخ التي سنستمع إليها يقولون بدل “وقت الغياب” “وقت البعاد”، ليس مهم التغيير فالكل يفعل ذلك، طبعا “قلبي عليك عليك قلبي”، على ذكر “قلبي عليك عليك قلبي”، دور “في البعد ياما” هو من أشهر الأدوار، ليس لأن الناس تستمع إلى الأدوار أو لأن الإعلام يقدم الأدوار ما عاذ الله ما عاذ الله… لا لا أبدا. ولكن لأن هذا الدور ارتبط بأحد أفلام الخمسينات للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، في هذا للفيلم مشهد من المشاهد المعتادة  لأفلام الخمسينات، يجب أن يكون هناك مشهد سخرية من الأغاني القديمة أي الأغاني التي تنتمي للموسيقى العربية الفصحى، أي نوع من السخرية لا فرق، فبالتالي هناك مشهد يقول فيه لا أعرف “يا سيدي أمرك أمرك يا سيدي” وفي المنتصف يقول: “أنا قلبي عليك عليك قلبي” ويغني القديم “وايه ذمبي” وهكذا، لا يهم المهم أن الناس لا تعرف الدور ولكن تعرف هذا الجزء من غناء العندليب الأسمر لهذا المشهد الساخر من الغناء القديم.

قلنا مقام سيكاه هزام، لماذا هزام تحديدا؟ لأن ثانية المقام تتغير، يعني الجهاركاه تفسد عندما تستقر على النوى، عندما تستقر على النوى تتحول إلى فرع كفرع الحجاز، فتستقر كدرجة حجاز وليس جهاركاه، يعني سيكاه جهاركاه نوى شوري نوى حجاز نوى جهاركاه سيكاه، (Mi demi bemol Fa Sol La bemol Sol Fa dieze Sol Fa Mi demi bemol)  يجب أن تظهر Fa# الحجاز، إذا لم تكن Fa# إذن ليس هزام، يجب أن تكون Fa# عندما تستقر على النوى أي Sol  باعتبار أن النوى Sol. لنستمع إلى مذهب الدور بشكله النموذجي من الشيخ سيد السفطي، سيد السفطي دائما عندما يغني الأدوار يؤدي المذاهب كما لحنت، الدور يغنيه بشكل مختلف فيه إبداع ولكن المذهب عنده هكذا إذا أردتم أن تحفظوا فاحظوا منه، نسمع مذهب الدور من الشيخ سيد السفطي.

حسنا لماذا اخترنا سيد السفطي! ونحن اليوم على فكرة لدينا تسجيلات كثيرة جدا، لدينا أول تسجيل سجل للدور على “كبايات” من سي عبده الحامولي عالجتها مشيان فنقلتها من أسطوانة cylinder إلى أقراص 78 دورة التي سميت خطأً أسطوانة. فإذن تسجيل عبده الحامولي وهو نقل شركة مشيان، ثم تسجيل محمد سالم الكبير  على ثلاثة أوجه أوديون  35 مم سجله على الأرجح سنة 1904، (ولل35 مم هي نوع من أسطوانات 12 بوصة نادرة جدا تسجيلاته في العالم العربي، الأرجح أنه لم تُسجل سوى حملة أوديون سنة 1904 فقط) ؛ ثم لدينا تسجيل للشيخ يوسف المنيلاوي بعد ذلك بعام لشركة سمع الملوك، ثم تسجل لعبد الحي حلمي لشركة أوديون على الأرجح أيضا سنة 1905، ثم تسجيل آخر للشيخ يوسف مع غراموفون سنة 1907، ثم سنذهب إلى تسجيلات متأخرة قليلا مع الشيخ سيد السفطي لبوليفون منتصف العشرينات يعني حوالي سنة  26/1925، ثم تسجيل على الكهرباء لهيز ماسترز فويس أثناء مؤتمر الموسيقى العربية الأول لعزيز عثمان إبن محمد عثمان ملحن الدور، وأخيرا تسجيل إذاعة منتصف الخمسينات لصالح أفندي عبد الحي.

بعد قليل من الثرثرة على التسجيلات لنستمع إلى الدور بشكله النموذدي فعلا، بشكله النموذجي التعليمي الذي نستطيع أن نقول مثلا أن شخص مثل الأستاذ عبد الحليم نويرة عندما أراد عناء جماعي للدور اعتمد اعتمادا كبيرا جدا على هذا التسجيل مع تسجيل الشيخ يوسف المنيلاوي لغراموفون، هذا التسجيل سهل للتدوين، فإذن نسمع تسجيل المؤتمر مع أنه من آخر التسجيلات ولكن سنسمعه في البداية لتأخذوا فكرة عن الشكل النموذجي لهذا الدور، إذن عزيز عثمان ومعه مصطفى بيه رضا على القانون وشخص على الإيقاع لا نعرفه، على الأرجح أنه محمود رحمي.هم كانوا يريدون ذلك في المؤتمر، أرادوا أن تسجل الأدوار بهذه الطريقة النموذجية. الوحيد ربما الذي لم يلتزم بذلك في هذا المؤتمر هو داود حسني، لأنه أعتقد أنه من الصعب على شخص مبدع مثله أن يكون مقيدا بالثبات. نعود ثانية إلى المذهب، فقد سمعنا المذهب من الشيخ سيد السفطي بشكله النموذجي وسمعنا أيضا شكل نموذجي مبسط من عزيز عثمان، لنستمع الأن إلى المذهب من يوسف المنيلاوي وعبد الحي حلمي…

عبد الحي حلمي

عبد الحي حلمي

لاحظنا الشيخ يوسف: قوة واستعراض يصعد ويهبط معه محمد العقاد، رائع بصراحة، عبد الحي حلمي أقرب لأداء الحامولي وهذا سنوضحه في الحلقات القادمة ونحن نتكلم عن متن الدور نفسه، ولماذا أنا متوقع أن عبد الحي أقرب لغناء عبده الحامولي من غيره، حسنا نكمل مع أول تفريدة، تفريد ما بعد المذهب نسمع قليلا من “آنست” للشيخ يوسف مع سمع الملوك…

 لاحظتم الآلات، لم تحضر تماما ما تترجمه، نسمع نفس القصة مع السيد السفطي مثلا… هناك حيوية أكثر في الإيقاع وواضح أنهم قد تمرنوا عليه، أو ربما أيضا عمل السنين ما بين سامي الشوا وعبد الحميد القضابي وسيد السفطي يبدو أنهم عملو كثيرا مع بعضهم فاعتاد أحدهم على الآخر، حسنا نستمع إلى أشخاص يبدو أنهم لم يعملوا مع بعضهم كثيرا، مع محمد سالم نسمع عفرتة إبراهيم سهلون وعفرتة عازف العود الحاج سيد السويسي….

تمام لاحظنا عندما صعد إبراهيم سهلون جواب جواب السيكاه على نفس الوتر، وكأنها “غليساندو” “Glissando” وصل من خلالها إلى جواب المقام، ولاحظوا العود كيف يترجم بالرش “Tremolo” بالريشة المستمرة لمحمد سالم، نكمل قليلا في نفس تسجيل محمد سالم في نفس التفريد، نرد مع عبد الحي حلمي في مقطع البياتي، نستطيع القول بأن محمد سالم العجور ليس له في غناء الأدوار بشكلها المطول، هو يبدع في ادوار مثل “أنا السبب في اللي جرى” في أدوار ما قبل محمد عثمان، لكن عندما يغني أدوار مثل “في البعد ياما” أو “سلمت روحك” مثلا لداود حسني طبعا هو قامة عملاقة ولكن هو قادر على تطوير الدورالبسيط أكثر من قدرته على الإبداع في الدور المركب، أي دور محمد عثمان وعبده الحامولي التابع لمدرسة النهضة، يغنيه حفظا أكيد مع إبداع وارتجالات وكل شيء، ولكن الحفظ هو الغالب.

نختم حلقة اليوم مع عبد الحي حلمي يغني الدور كاملا لأوديون على ثلاثة أوجه، معه إبراهيم سهلون ومحمد إبراهيم، إبراهيم سهلون على الكمنجة طبعا ومحمد إبراهيم على القانون، وسنعرف لماذا ختمنا مع عبد الحي في الحلقة القادمة من برنامج “سمع”, إلى أن نلتقلي في الحلقة القادمة من برنامج “سمع نترككم في الأمان على أمل اللقاء بكم لاستكمال ما بدأناه عن دور “في البعد ياما” نترككم مع عبد الحي أفندي حلمي.

 

  2015  /  الإذاعة  /  Last Updated فبراير 19, 2015 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien