You are here:   Home  /  الإذاعة  /  015 – مقام البيّاتي

015 – مقام البيّاتي

enar

مقام البيّاتي:

هو أوسع المقامات انتشاراً دونَ منازِع، فهو مُستعملٌ من أقصى المغرب العربيّ بل وغرباً إلى شبه جزيرة أيبيريا الموجود بها دولتي أسبانيا والبرتغال وصولاً إلى هضبة الصين شرقاً ومن وسط القارّة الأفريقيّة حتّى اليونان وسقلّية.

يُعرف بالكثير من الأسماء تبعاً للحضارات، فهو البيّاتي والدوكاه والشور والحسين إلى آخر الأسماء.

يعتبره المنظّرون ثاني المقامات الأصليّة فهو الدوكاه أي المقام الثاني وهو بعد اليكاه أي المقام الأوّل وهو المعروف بالراست. هو أكثر المقامات الذي تفرّعت منه مقاماتٌ أخرى فرعيّة.

 

سُلّم مقام البيّاتي:

هو نفس سلّم الراست على أنّه يختلف عنه في البداية والمقرّ فهو من القرار إلى الجواب: دوكاه سيكاه جهاركاه نوا حسيني أوج كردان، والكردان جواب الراست فمقرّه عند الدوكاه يستبعد درجة الراست من تراتبيّته السلّميّة فيُستعاض عنها بالكردان. وعند محمّد زاكر بيه إذا أريد الصعود أو الهبوط في هذا المقام تُستخدم أراضي وأجوبة تلك الدرجات، وبحسب الاصطلاح التركي فيمكن إحلال بردة العجم محلّ الأوج في حالة الهبوط. غير أنّ هذا  حال معظم التقاليد وليسَ قاصراً على التقليد التركيّ.

طبع ومسار مقام البيّاتي:

وعن طبع ومسار مقام البيّاتي يحدّثنا مصطفى سعيد فيقول:

سامي الشوّا

مقام البيّاتي ذا طبعٍ معتدل بحسب كلّ الشهادات، وأحد المشايخ قال لي أنّه مقامٌ إلهيّ، وهو نفسه لم يستحي من أن يقول ذلك، لذلك كل مَن يقرأ القرآن يبدأ من مقام البيّاتي. أيضاً مقام البيّاتي ذا طابعٍ شعبيّ فمعظم الألحان الشعبيّة في الشرق من مقام البيّاتي وهو الأوسع انتشاراً على الإطلاق. كما يأتي في كتب التنظير فإن مسار البيّاتي يبدأ باستعراض فرع العشّاق من النوى ثمّ النزول إلى مظهر الدوكاه والاستقرار عليه،، غير أنّ هذا في كتب التنظير، لا يمكن لنا أن نؤكّد أنّ كتب التنظير هي عكسٌ للمراس الموسيقيّ الحيّ فهناك بعض الألحان من يستعملون عقداً واحداً من البيّاتي كما هو الحال في ألحان كالدلعونة والسيرة الهلاليّة إلى آخر هذه الألحان في التقاليد الشعبيّة. يبدو أنّ مقام البيّاتي هو الأقدم على الأطلاق، فكلّما سمعنا عن لحنٍ أنّه موغلٌ في القدم كان من مقام البيّاتي، بصرف النظر عن كونه الأكثر استخداماً في كافّة التقاليد والطقوس الدينيّة في الأديان الإبراهيميّة.

من النماذج التي يتمّ فيها استعراض مقام البيّاتي بيسرٍ وبراعةٍ في ذاتِ الوقت نستمع إلى تقسيم من سامي الشوّا على الكمان والمسجّل حوالي عام 1915 لشركة الجراموفون ويحمل إصدار رقم 7-18022 ومصفوفة 4840 y على وجهٍ واحدٍ قياس 25 سم.

يوسف المنيلاوي

ومن تخت سامي الشوّى وعبد الحميد القضّابي وشحاتة سعادة نستمع إلى سماعي ثقيل بيّاتي والذي يُطلق عليه في الملصق الذي على الاسطوانة اسم السماعي البيّاتي المصري، وهو عملٌ مجهول المؤلّف غير أنّ استعراض مقام البيّاتي والمقامات المجاورة له من فروعه وخارج فروعه جليٌّ كذلك ما يَرتجله المودّون على هذا اللحن بشكلٍ أداءيٍّ فوريّ وهو مسجّل على وجهٍ واحد قياس 25 سم قبل عام 1930 لشركة بوليفون الألمانيّة ويحمل مصنّف رقم V.50641، مصفوفة 577 bn.

للبيّاتي أفرعٌ كثيرة، وكما سَبق الذكر فهو أكثر المقامات الأصليّة فروعاً في إجماع المنظّرين منذ القرن التاسع عشر، فعند مخايل مشّاقة في رسالته الشهابيّة يذكر واحداً وأربعين فرعاً نذكر منها: الحسينيّ والكارجهار والمحيّر والطاهر والبيّاتي أصفهان والبيّاتي الشوري إلخ، ولكلّ فرعٍ من هذه الفروع مسارٌ مستقلّ غيرّ أنّه مرتبطٌ بأصله لا محاله. وسنذكر عن أفرع البيّاتي في حلقاتٍ قادمة.

أخيراً نستمع إلى عملٍ تتجلّى فيه العلاقة بين أفرع مقام البيّاتي بأصله وهو دور من قبل ما أهوى الجمال مجهول الناظم تلحين إبراهيم القبّاني، نستمع إليه بصوت الشيخ يوسف المنيلاوي والذي سجّ عام 1908 على أربعٍ أوجهٍ قياس 30 سم لشركة الجراموفون وأتبعه بقصيدة لا جزى الله دمع عينيَ خيراً، نظم العبّاس بن الأحنف شاعرٌ عبّاسيّ، وهاتان الاسطوانتان هما إصدار رقم 012366 012367 012368 012369، مصفوفة رقم 129p130 p 131p 132p، وهذا التسجيل مأخوذ من مجموعة الأعمال الكاملة للشيخ يوسف المنيلاوي والتي أصدرتها مؤسّسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربيّة في أكتوبر تشرين أوّل من عام 2011.

شكراً لحسن استماعكم على أملِ اللقاءِ بكم مجدّداً في حلقةٍ جديدةٍ من برنامج نظامنا الموسيقيّ.

 

  2013  /  الإذاعة  /  Last Updated أغسطس 22, 2013 by  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien