مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”
سادتي المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ” نواصل فيها الحديث عن إبراهيم القباني. ما قصة “الحجاز كار كرد”، كنا قد تحدثنا عن “البستنكار” ولكن ما قصة “الحجاز كار كرد”؟
لو دخلنا في موضوع “الحجاز كار كرد”، مرة أخرى كل واحد منهما جرب حظه في دور “حجاز كار كرد”، سواء فعلا كان “حجاز كار كرد” أو مقام يقارب “حجاز كار كرد” أو مقام مستحدث، أو كما أنت تراه فهم خاطئ عند داوود حسني.
سنعود إلى ذلك في حلقة داوود حسني، أما “الحجاز كار كرد” عند إبراهيم القباني فهو فعلا “حجاز كار كرد”، والأغرب من ذلك أنه صنع صنيعة نسيبه محمد عبد الرحيم المسلوب ولحن دوراً في الأقصاق”.
في استخدام “الأقصاق”، استخدام إيقاع غير “المصمودي” في دور “أنا فؤادي يوم عشق”.
كنا قبل ذلك قد تحدثنا عن دور “في زمان الوصل” عند المسلوب، ذا تسع نبضات وهنا أيضا تسع نبضات، هنا يمكننا القول أنه امتداد للمسلوب. الدور مسجل على ثلاثة أوجه ودسم جدا، من بدايته “أقصاق”، والهنك والوحايد أيضا “أقصاق”، شيء جميل جدا، مسجل بصوت سيد السفطي، هناك إشارات تقول أن إبراهيم القباني سجله لأنه لدينا أسطوانة مكسورة لآخر وجه في الدور، لكن للأسف الأسطوانة بروفة فبالتالي لم تنشر، فبالتالي شبه استحالة الحصول عليها، ولكن من يدري ما يخبئ المستقبل، لكن لنستمع إليه بصوت سيد السفطي…
قصة سيد درويش يا سيدي، قصة سيد درويش وقصة “انتهى الهلس في البلد”. هذه قصة معروفة وهناك مصادر تدعي إما صدقا إما زورا أنه بعد وفاة سيد درويش قال في معهد الموسيقى الشرقية: “انتهى الهلس في البلد “، وهي تهمة طبعا يرُدُّها إبنه، ولكن ما رأيك في ذلك؟ وماذا نستطيع أن نستنتج من هذه المقولة المعزوة إليه؟ “انتهى الهلس في البد”، أولا لنرى الألفاظ، أن سيد درويش يكون رمز للإنحلال الأخلاقي في مصر سنة وفاته أي 1923، وكأن سيد درويش إما يكون مسؤولاً عن الطقاطيق التي قيل عنها إنها خليعة أو مسؤول عن اتجاه أخذته الموسيقى المصرية منذ العشرينات، وهو هذا الاتجاه إللي فيه شيء من التفرنج في القوالب وفي الأشكال وفي اللغة الموسيقية بحد ذاتها. وكذلك الاتجاه نحو المسرح الغنائي، هذا الاتجاه الذي يبدو أن القباني رفضه هذه فرضية. أو ربما نمط معيشة الموسيقيين والأوساط الموسيقية، لكن طريقة معيشة الموسيقيين كما هي أواخر القرن التاسع عشر والعشرينات لا يوجد أي فرق في الواقع، أو قد تكون هذه المقولة بمثابة التدليس، بمثابة تهمة موجهة معكوسة إلى القباني موجهة إلى القباني وليس سيد درويش، بحيث عندما أصبح سيد درويش أيقونة الأغنية الوطنية أو هذه النزعة الوطنية في الموسيقى المصرية، كان لا بد من تدمير رموز الإتجاهات الموسيقية المخالفة لروح سيد درويش وما يمثله سيد درويش، وبالتالي لا بد من الحط من شأن داوود حسني وإبراهيم القباني واختلاق مثل هذه المقولات التي تبدو مرفوضة تماما، خاصة من منظور اللذين يدافعون عن هذه الرؤية الوطنية لتاريخ الموسيقى في مصر.
بالطبع أنا أتفق جدا مع الرأي الثالث لأكثر من سبب، أولا إذا كان يعتبر أن سيد درويش رمزا للهلس، فهل ينتهي الهلس بانتهاء الرمز؟ خصوصا أننا نتحدث عن شخص في السبعين من عمره وأعتقد أنه يمتلك من الحكمة ما يجعله يراجع نفسه، حسنا أين كان هذا الهلس من أغاني بهية المحلاوية التي سجلت في أول القرن العشرين، قبل سيد درويش بخمسة عشر سنة، فهل كان الهلس مقتصرا على سيد درويش؟ محمد علي لعبة وطقاطيق عبد اللطيف البنا معظمها ليست ألحان سيد درويش، ومنيرة المهدية كذلك اللذين لحننا لها كانوا من اشباب.
والأبعد إخلالا للأخلاق الحميدة نصوص أغاني العوالم قبل عصر الاسطوانات.
أيضا، فبالتالي أنا أستبعد هذه المقولة ليس لأنه كان يحب سيد درويش، ليس من الضروري أنه كان يحب سيد درويش أو يكرهه، ليس هذا بيت القصيد وهذه مسائل شخصية، لكن أستبعد هذه المقولة لأنها ليست منطق، فالهلس لم ينتهي من وجهة نظره، لا أظن أن الهلس بدأ مع سيد درويش وسينتهي بموت سيد درويش، على العكس أعتقد أنه كان لديه وجهة نظر أخرى، والدليل على ذلك موقف آخر يذكر عن زكي مراد إلخ، ولكن لديه نظرة أنه يبدو أن الهلس بدأ حتى الهلس الموسيقي بدأ في هذه المرحلة ولم ينتهِ، فأنا لا أعرف أستبعد تماما مثل هذه المقولة.
فعلا هل يصد الهلس بالمعنى الموسيقي الجمالي للكلمة، إذا كان هناك معنى جمالي لكلمة هلس أساسا، أو هل يقصد الهلس في التصرفات الاجتماعية؟
في الحالتين الهلس لم ينتهي، أعتقد أنه شي يراد من خلاله القول أن إبراهيم القباني كان يكره سيد درويش، الموسيقى القديمة تكره موسيقانا الجديدة ليس أكثر.
بالضبط هكذا أنا أرى أن هذه طريقة من أجل الصراع الجمالي الهام الذي بدأ من العشرينات لكي يقدَم على أساس أنه صراع بين القديم والجديد.
هو هكذا.
حسنا يا سي مصطفى أريد أن أسألك سؤالا، هل ترى أن “أمر المحبة” محترم أم لا؟
“محترم قوي كلهم في التسديلات بتاعة الدور بيسكتوا عليه”
أظن أن “الكمال في الملاح صدف” سكون بالنسبة لنا مسك الختام.
مسك الختام وعلى فكرة أنا لا أعرف لماذا أنا متحيز لهذا الدور، دور دسم وخفيف في نفس الوقت، وطويل ولكن لا يوجد فيه أي سبب من أسباب الإطالة، لا تشعر أبدا بأنه طويل، الشيخ يوسف سجله على أربعة أوجه، أربع أوجه غنية لا يوحد أي شيئ غير مكتمل ، ومع ذلك لا يوجد أي إطالة، هل نسمعه من الشيخ يوسف ونختم به الحلقة؟
هكذا تماما…
إذن إلى أن نلتقي في حلقة أخرى من برنامج “من التاريخ”، نتقدم بخالص الشكر “لعمنا وعم عيالينا الشيخ فريد أبو شونة”، ونترككم مع الشيخ يوسف المنيلاوي
“والكمال في الملاح صدف”
“من التاريخ”، فكرة وإعداد: مصطفى سعيد.
الحلقات الأخيرة
- 221 – زكريّا أحمد – 12 (1/9/2022)
- 220 – زكريّا أحمد – 11 (1/9/2022)
- 219 – زكريّا أحمد – 10 (11/25/2021)
- 218 – زكريّا أحمد – 9 (10/26/2021)
- 217 – زكريّا أحمد – 8 (9/24/2021)
- 216 – زكريّا أحمد – 7 (9/4/2021)
- 215 – زكريّا أحمد – 6 (8/28/2021)
- 214 – زكريّا أحمد – 5 (8/6/2021)
- 213 – زكريّا أحمد – 4 (6/26/2021)
- 212 – زكريّا أحمد – 3 (5/27/2021)
- 211 – زكريّا أحمد – 2 (5/1/2021)
- 210 – زكريّا أحمد – 1 (4/28/2021)
- 209 – والله لا أستطيع صدك 2 (4/6/2017)
- 208 – والله لا أستطيع صدك 1 (3/30/2017)
- 207 – بشرف قره بطك 7 (3/23/2017)