You are here:   Home  /  الإذاعة  /  083 – عوالم يغنين الأدوار 2

083 – عوالم يغنين الأدوار 2

enar

 

1112-VOCC A Al Sayyeda El Swaysiyya, Addak Amir I

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم:”دروب النغم”

أهلا وسهلا بكم سادتي المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “دروب النغم”، نواصل فيها الحديث عن نساء يغنين الأدوار، ويستكمل معنا الحديث الأستاذ الدكتور فريديريك لغرانج

أقترح أن نستمع إلى دور آخر، إلى نموذج أخر لصوت وعبقرية أداء أسمة الكمثرية، وهو دور “الكمال في الملاح صدف”، “الكمال في الملاح صدف” دور سمعناه من أكثر من مطرب، طبعا في المرتبة الأولى الشيخ يوسف المنيلاوي، ولكن أيضا الشيخ سيد السفطي ومحمد السبع، ونلاحظ أن كل واحد منهم يأتي بأشياء خاصة من عندياته، كل واحد منهم يكون مؤدي مبتكر في نفس الوقت، وغالبا ما يحاول أن يتفوق على الآخرين، وما نلاحظه عند أسمة الكمثرية أنها تماثلهم وتنازعهم، أراها في نفس المستوى وهناك أشياء في هذا الدور في تسجيل أسمة الكمثرية لم نسمعها عند أحد منهم إطلاقا، “الوحايد” التي تخترعها في الدور هي “وحايد” خاصة بها فقط، فقد أتت بصيغها الشخصية جدا للدور، والدور مليء بالحيوية، وإلى جانب ذلك هنا مسألة التخت المختلط، يعني الشيء الذي نلاحظه في آخر التسجيل، تقريبا في الوجه الرابع هو أن “الهنك” يقوم على أساس سؤال وإجابة بين المطرب والمذهبجية، لا أدري إن كان أكثر من مذهبجي أو مذهبجية، طبعا تقنيات التسجيل البدائية تحول دون تحديد عدد الأصوات، أظن أنك ترى أن هناك رجلا واحدا وسيدة واحدة، قد يكون أكثر من رجل وأكثر من سيدة، ولكن ما نلاحظه أنه من ضمن المذهبجية هناك رجال وعلى الأقل سيدة أو سيدات، وهناك مقطع غريب في الأسطوانة في “الهنك” لأن هناك إجابة تأتي من قبل الرجال، وفي جملة لاحقة تأتي من الصوت النسائي أو الأصوات النسائية والله أعلم، لا أعرف إذا كان هذا منظما وإذا كانوا يقصدون ذلك، أو أنها صدفة، ولكن هذا دليل على أن التخت كان مختلطا، فهل كان هذا التخت المختلط مثلا يحتوي على مذهبجية ضريرين؟ قد يكون، أو لأنها اشتغلت مع تخت “أوديون”، ولآنها أتت للتسجيل عند “أوديون”، وطبعا كانت تغني على تخت “أوديون” شأنها شأن كل اللذين سجلوا معها في هذه الفترة، هل فكرة التخت المختلط هذه كانت تحدث في الحفلات العامة، أو أتت فقط بسبب هذه الظروف الاستثنائية التي نجدها عند جلسات التسجيل، ما رأيك؟

هي تغني على تخت “أوديون”، وقد يكون المذهبجي هو عازف العود أو القانون أو لا أعرف، أما المذهبجية اللذين معها قد يكونوا من تختها، قد يكنٌ أيضا من العازفات الله أعلم، ولكنها أكيد تسجل على تخت “أوديون”، وأي شخص يسجل على تخت “أوديون” في هذه المرحلة، كان سيسجل على هذا التخت، اللهم استثناء وحيد وهو عبد الحي حلمي الذي كان يأتي بالتخت معه، وهو إبراهيم سهلون ومحمد إبراهيم.

وهي ربما اصطحبت اثنين من فرقتها ليغنيا معها، فأرجوا منكم جميعا أن تركزوا على  آخر أداء هذا الدور البديع… عودا إلى مسألة العوالم وبمبة كشر أو بمبة العوادة، هل بمبة كشر هي بمبة العوادة؟ كما سبق أن قلنا لن نستطيع حل هذا اللغز في أي يوم من الأيام، ولكن الشيء المؤكد أن هناك سيدة مغمورة كانت تلقب ببمبة العوادة، وسجلت لأكثر من شركة، وأذكر أن بمبة العوادة كانت تذكر في المراسلات التي حدثت ما بين ممثل أو مندوب شركة “غرلموفون” في مصر والشركة الأم  في إنجلترا، كانت هناك مراسلات وطبعا في بداية عصر التسجيلات كانت شركات الأسطوانات تحاول أن تعرف ما هي قيمة المطربين، وما هو ترتيب المطربين بالنسبة إلى جمهور المشترين، وكانوا يصنفون بمبة في المرتبة الرابعة من ضمن كل المطربين، كان هناك الشيخ يوسف المنيلاوي والشيخ سلامة حجازي وعبد الحي حلمي وبمبة العوادة ومحمد السبع، أظن أن محمد السبع غلطة، لأنه أساسا السبع مطرب جميل لكن لا أراه في نفس مستوى المنيلاوي أو حجازي أو حلمي، إنما العنصر المهم هو أن الست بمبة كانت تصنف في المرتبة الرابعة، وكأنها من الكبار، يبدو أنها كانت سنة 7/6/1905 من الأسماء اللامعة في الفن، ولكن مع الأسف وإن سُجلت من قبل أظن “زونوفون” “وأوديون” هي مقلة في تسجيلاتها، ولكن قد تكون من القلائل اللذين سجلوا دور “العفو يا سيد الملاح”؟

نعم “العفو يا سيد الملاح” على أسطوانة 30 سم من “زونوفون”  825c، يعني حوالي سنة 1906 أو بداية 1907، وهي أعتقد والمنيلاوي ومحمد السبع وعبد الحي حلمي فقط اللذين سجلوا 30 في هذه السنة مع “غراموفون”، سجلوا ما يسمونه بـ (Concert Record) مع “غراموفون”.

مما يدل على مكانتها.

هي فعلا تعد هنا في المرتبة الثالثة، لأن سلامة حجازي مع “اوديون” مستبعد من “غراموفون”، فبالتالي لدينا ثلاثة سجلوا (Concert Record)، أول ثلاثة هم في البداية  هي وعبد الحي مع بعض، ثم يوسف المنيلاوي ليس في نفس التسجيل ومحمد السبع معه، فهذا شيء يؤكد أن بمبة كانت مهمة جدا، أحيانا كان يُكتب بمبة العوادة، وأحيانا يُكتب بمبة، وأحيانا كان يُكتب بمبة وحيدة مصر.

فلنستمع إذن إلى وحيدة مصر… الحاجة سيدة السويسية لا نعرف من هي، هي أيضا مرة أخرى إحدى هؤلاء المطربات المغمورات، وبعلمي لم تسجل إلا عند شركة “فيفوريت”، وهي شركة ألمانية، ولكن لم تكن تسجيلاتها منتشرة مثل تسجيلات “أوديون”، ولكنها غنت دورا نعرفه تماما لأننا معتادين على صيغة صالح عبد الحي لهذا الدور، وهو دور “قدك أمير الأغصان”، سجله أيضا عبد الحي حلمي، لكن الصيغة المعروفة والمستحبة هي صيغة صالح عبد الحي، وما نلاحظه في هذا التسجيل أنها تقدم شيئا مختلفا تماما. 

نعم سجله عبد الحي حلمي، وسجله محمد سليم، وسجله محمد السبع وسجله سليمان أبو داوود، ولكن هي تقدم شيء خاصة بها جدا، جديد تماما في الآهات “والوحايد”، الحاجة: لم نعرف حاجات سوى اللاتي كن يسجلن التراث الشعبي، مثل زينب المنصورية وصبحة وكل تلك الحاجات، لكن حاجة في الموسيقى الفصحى، أنا لم أصادف إلا الحاجة سيدة السويسية، والشيء الثاني الملاحظ أن السيدة التي تغني صوتها لواحدة كبيرة في السن، ليس صوت لواحدة في ثلاثينياتها أو أربعينياتها أيضا، صوت واحدة كبيرة في السن.

هي فعلا تغني الدور في القرار مقارنة مع الأصوات النسائية الأخرى، صوتها ليس جواب، صوتها يعتبر في القرارات… وفي حلقة لاحقة لا بد من أن نتحدث عن النساء اللائي ظهرن في العشرينات، وأخذن على عاتقهن أن يغنين الأدوار مرة أخرى، ولكن بطريقة تخالف ليس فقط تختلف بل تخالف أعراف غناء الأدوار، كما غنت الأدوار أسمة الكمثرية أو بمبة العوادة، أعني الأدوار بصوت منيرة المهدية وبصوت فتحية أحمد وبصوت نادرة أمين وأخيرا أم كلثوم، ربما تكون أم كلثوم ونادرة أمين أقرب إلى روح بداية القرن، لكن عندما سنستمع إلى الأدوار بصوت منيرة المهدية، سنكتشف أن ليست كل العوالم قادرات على أداء الأدوار بنفس هذه والحرفية.

ونعطي الحق لنجيب محفوظ قليلا.

“فعلا برافو يا نجيب”.

“برافو يا نجيب”.

إلى هنا أصدقاءنا المستمعين نأتي إلى ختام حلقة اليوم من برنامج “دروب النغم”، إلى أن نلتقي في حلقة جديدة نترككم في الأمان، والشكر الجزيل لعمنا فريديريك لغرونج، ولنجيب محفوظ أيضا.

“دروب النغم”

AKS-2-A MUS Asmaa Kumsareya, El Kamal Fel Milah I AKS-1-A MUS Asmaa Kumsareya, Oulli Ra'eit Eh I

 

  2014  /  الإذاعة  /  Last Updated أكتوبر 23, 2014 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien