You are here:   Home  /  الإذاعة  /  109 – التقسيم 3

109 – التقسيم 3

enar

 

125-SSF-A, Saied Safti, Taal Ya Khayal I(1) 056-SSW-2-B, Sami Shawwa, Taxsim Tafradt El Asafir II

 

أهلاً وسهلاً بكم أصدقاءنا المستمعين في حلقةٍ جديدةٍ من برنامج نظامنا الموسيقيّ حيث نواصل الحديث عن التقسيم:

من حيث الإيقاع، وكما سبق الذكر، إن اعتماد التقسيم أصلاً ينبني على إيقاعٍ وزن الجملة اللحنيّة، الذي هو نفسه تفعيلة الكلام، في اللغة العربيّة مثلاً ؛ لكن كما حدث في القصيدة على الواحدة، كان للتقسيم نفس النصيب من محاولات تجزءة الجملة التقسيميّة المرتجلة على إيقاعٍ دوريّ. على أنّ التقسيم كان في هذا أكثر حظّاً من القصيدة على الواحدة، فللأسف، لم يتبقَّ لنا إلا القليل من النماذج على ارتجال القصائد في إيقاعاتٍ غير ثنائيّة،  إنّما الغالبيّة العظمى من التسجيلات لارتجال القصيدة على الواحدة هي في إيقاعاتٍ ثنائيّة، كالواحدة الكبيرة والواحدة المتوسّطة أو الواحدة السريعة، بغضّ النظر عن تسميات الإيقاعات. أمّا التقسيم، فأغلب ما وصلنا منه في الواحدة الكبيرة المعروفة ب(البَمْب) وهو نفس الإيقاع الضمني الذي صيغ منه تعليق ارتجال القصيدة على لازمة العواذل (آه يا أنا) خاصّةً في حال البحر الطويل (فعولٌ مفاعيلٌ) وهو ما يسهل قسمة ممدوده على ضغوط هذا اللحن، ولبيان هذا، نستمع إلى قُسمٍ من قصيدة أراك عصيّ الدمع من عبد الحيّ حلمي، ثمّ ترجمتها آليّاً من مصطفى سيّد أحمد الرشيدي وفرقة المزامير.

من هكذا فرضيّةٍ، وأيضاً لعدم وجود التقسيم على هذا الضرب الإيقاعيّ في أيّ تقليدٍ آخر، يمكننا الانتهاء إلى فرضيّةٍ أخرى وهي أنّ التقسيم على البمب خصوصاً، هو بشكلٍ أو آخر من نتائج حركة التجدّد الموسيقيّ العربيّ التي بدأها عبدو الحمولي ومحمّد عثمان.

كما يبدو أنّ التقسيم على البمب بدأ كفقرةٍ وسيطةٍ أو خاتمةٍ للوصلة مع التقسيم ليالي على البمب. هذه الفقرة فيها الحوار بين المؤدّي بصوته والمؤدّي بآلته وثالثٍ على أقلّ تقدير، إن لم يكن هناك بضعة مؤدّين آخرين يمسكون ما يعرف بالزنّة، أو نغمة الواحدة، وهي صيغةٌ نغميّةٌ تترجم دموم وتكوك الإيقاع على الآلة، وكنموذجٍ على هذا، نستمع إلى ليالي على الواحدة، من الشيخ السيّد الصفتيّ، وسامي الشوّا وعبد الحميد القضّابي وإبراهيم القبّاني ومحمود رحمي، التسجيل لشركة جراموفون على وجهٍ واحدٍ قطر 25 سم، حوالي عام 1918 رقم 7-212069 مصفوفة 5981 ak

يمكن بسهولةٍ ممّا سبق استنباط العروض المبطّن في ليالي الشيخ سيّد، وكذلك في الترجمة الآليّة، سيظهر هذا جليّاً في التقسيم الآليّ، ومن أحذق الناس للّغة كما يبدو من أدائه على آلته، هو محمّد العقّاد، فإنّ السامع ليستشعر حقيقةً كلاماً مبطّناً في تقسيمه على الإيقاع. ويبدو أنّه كان يستعيض بدقّة تقطيع وقسمة النغم، عن الانتقال والتنويع المقاميّ، ومنه نستمع إلى تقسيمٍ على الواحدة، ضرب بَمْب، على القانون في الصبا، التسجيل على وجهين قطر 25 سم، لشركة هِز ماسترز فوييس، المنبثقة عن جراموفون حوالي عام 1921 إصدار 7-218011 7-218012، مصفوفة BD 1691 BD1692 يصاحبه على الكمان سامي الشوّا وعلى الإيقاع محمود رحمي.

ومن التقسيم على الواحدة، بصرف النظر عن الضرب الإيقاعيّ، تبرز بعض المهارات الاستثنائيّة، أهمّها إمكانيّة الخروج عن قسمة النغم بالتساوي على الإيقاع، ثمّ إعادة القسمة للإيقاع. وقد استمعنا إلى هذا في تقسيم العقّاد، لكن، أشهر من برز في هذا الشأن هو سامي الشوّا. ومنه نستمع إلى تقسيم راست على البَمْب على الكمان، التسجيل لشركة جراموفون على وجهٍ واحدٍ قُطر 25 سم، حوالي عام 1919 إصدار 7-217902  مصفوفة 6297 ak يصاحبه على القانون عبد الحميد القضّابي، وعلى العود إبراهيم القبّاني وعلى الإيقاع محمود رحمي.

إلى هنا سادتي المستعمين نصل إلى ختام حلقة اليوم، إلى أن نلتقي في حلقةٍ جديدةٍ من برنامج نظامنا الموسيقيّ نواصل فيها الحديث حول أشكال وأنواع التقسيم، نترككم في الأمان.

 

  2015  /  الإذاعة  /  Last Updated أبريل 16, 2015 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien