You are here:   Home  /  الإذاعة  /  108 – التقسيم 2

108 – التقسيم 2

enar

 

004-ABZ-B, Amin El Buzari, Taqsim Sabaأهلاً وسهلاً بكم أصدقاءنا المستمعين في حلقةٍ جديدةٍ من برنامج نظامنا الموسيقيّ، نواصل فيها الحديث عن أنواع التقسيم وأشكاله:

يحتلّ التقسيم بكلّ أنواعه مكاناً مميّزاً في وصلة العزف الآليّة التي لا غناء فيها، ويبدو أنّ هذه الوصلات قد وُجدت قبل التسجيل، وأيضاً جزّأتها الأسطوانة كما فعلت مع الوصلة الغنائيّة. ويبدو أنّ كبار العازفين وأصحاب التخوت كانوا يقيمون بعض هذه الوصلات إمّا في حفلاتٍ مستقلّة، وهذا نادر الوجود آنذاك، أو بين وصلتين غنائيّتين، فكان يوجد التقسيم بين قطعتين، وكانتقالةٍ بين مقطوعةٍ وأخرى، وأيضاً بشكلٍ موقّع عند التسليم من دورةٍ إيقاعيّةٍ لأخرى.

يصعب على صاحب الخبرة في التقسيم تذكّر جملةٍ أدّاها بنصّها، فالانشغال بالفكرة أكثر من الجملة، إنّما يذكر فكرته ليطوّرها في الجملة اللاحقة لها، وعلى سبيل المثال، نستمع إلى تقسيمٍ في الصبا على الناي من أمين البُزَرِي، ويُرجى ملاحظة أحد الحاضرين في التسجيل وهو يرجوه ويستحلفه أن يتذكّر جملته ويعيدها، فيحاول أمين الاستجابة، على أنّ الجملة لا تخرج بنفس الوزن مع الاحتفاظ بنفس الفكرة النغميّة. يُذكر أنّه لم يصلنا تسجيلٌ لأمين البُزري يعزف فيه مع مطرب، كلّ تسجيلاته آليّةٍ معظمها بترتيب المصفوفات تأتي على هيئة وصلاتٍ آليّةٍ مجزّءة.

التسجيل الذي نستمع إليه لشركة الجراموفون على وجهٍ واحدٍ قياس 30 سم، يُفتتح بدولاب (مدخل) من الصبا من تخت أمين البُزَري المكوّن منه على الناي ومنصور عوض على العود وسامي الشوّا على الكمان ومقصود كالكدجيان على القانون ومحمّد أبو كامل على الإيقاع، التسجيل إصدار رقم 018011 مصفوفة 1695 c عام 1909

من أشهر تخوت النصف الثاني من القرن التاسع عشر تخت العقّاد، والذي عُرف أيضاً بتخت الحمولي، لأنّه كان التخت الذي يغنّي عليه عبدو الحمولي، أشهر مطربي هذا العصر وصاحب مدرسةٍ تجديديّة. يُقال أنّ عبدو كان يحبّ سماع الموسيقى الآليّة، وأنّ الخديوي إسماعيل قد أرسله مع التخت الذي ضمّ محمّد العقّاد على القانون، وأحمد الليثي على العود، وحسن الجاهل على الكمان، وعبدو صالح، أبو علي،  على الناي، ومحمّد أبو كامل على الإيقاع. في هذه الرحلة أخذ الموسيقيّون العديد من الأعمال الآليّة من نظرائهم الأتراك، وعادوا بالعديد من الوصلات الآليّة المعرّبة، ولنا في هذا الشأن حديثٌ في حلقاتٍ لاحقة. الشاهد، أنّ تخت العقّاد قد أدرك التسجيل على أقراس 78 لفّة، على أنّ عازف العود لم يُستبدل بعد رحيله، والكمان أصبح إبراهيم سهلون، والناي أصبح علي عبدو صالح. وفي هذه الوصلات المجزّءة، نجد تقسيماً بكافّة الأشكال لمحمّد العقّاد، وهو الذي كان يعزف على قانونٍ دون عربات، ما يجعل الانتقال النغميّ من نغمةٍ إلى أخرى أمراً شاقّاً. وفي هذا المثال، نرى كيف يتناول العقّاد تقسيمه دون أن يشعرنا بحاجةٍ للانتقال النغميّ، بل وكيف ينتقل إذا شاء دون أن يشعرنا بأيّ معاناةٍ في عزفه، من محمّد العقّاد نستمع إلى تقسيم في السكاه مسجّلة لشركة الجراموفون حوالي عام 1912 على وجهٍ واحدٍ قطر 25 سم، طباعة على الكهرباء، إصدار 30-4594 مصفوفة BG 490

 لم يكن فنّ التقسيم قاصراً على الموسيقى الفصحى فحسب، بل تواجد بوضوحٍ في التقاليد الشعبيّة والدينيّة أيضاً، فإذا وُجد نايٌ على سبيل المثال في حلقة الذكر، فإنّ فقرة التقسيم هي فقرةٌ أساسيّةٌ ومتكرّرةٌ خلال الحلقة، ويأتي ذكر هذا في أنواع التقسيم الموقّع، لكنّ معرض حديثنا هنا عن التقسيم الفالت أو المُرسَل، من أبرز التقاليد الشعبيّة في برّ مصر تقليد المزمار، (الزُرناي، في بعض الأقطار الأخرى)، وهو بالطبع موجودٌ في معظم الأقطار العاملة بالنظام المقاميّ في تقاليدها الشعبيّة. ومن المزمار نستمع إلى تقسيم راست من المعلّم سليمان حسن، التسجيل حوالي عام 1927 على وجهٍ واحدٍ قطر 25 لشركة هِز ماسترز فوييس، المنبثقة عن شركة جراموفون، طباعة على الكهرباء، إصدار رقم 7-219299 مصفوفة BF 1078

هناك تختٌ يبدو أنّه ظهر مع بداية التسجيل على اسطوانات 78 لفّة، عُرف هذا التخت بتخت أوديون، وكان يعزف لأغلب المطربين الذين سجّلوا لشركة أوديون الألمانيّة، كما سجّلوا العديد من الأعمال الآليّة. يأتي الحديث عن هذا التخت بسبب نوعٍ من التقسيم يبدو أنّه كان يتخلّل الوصلة الغنائيّة، هو المتقسيم المشترك، ونجد له صداً بشكليه المُرسل والموقّع دوريّاً في كمالة بعض أوجه الاسطوانات لبعض الأدوار أو القصائد، فنرى بعد انتهاء الدور، مثلاً، بعض تقاسيم للقانون، ثمّ للعود مثلاً، وحيث أنّ حلقتنا عن التقسيم المُرسل، فما سنقدّمه اليوم هو الشكل المُرسل من التقسيم المشترك، وتخت أوديون هو التخت الوحيد الذي أفرد لهذا الشكل من التقسيم وجه اسطوانةٍ أو اسطوانةٍ كاملةٍ أحياناً، ومن هذا النسق نستمع إلى تقسيم حجاز مشترك من تخت أوديون المكوّن من الحاجّ سيّد السويسي على العود، وعبد العزيز القبّاني على القانون، وعلي عبدو صالح على الناي، التسجيل لشركة أوديون على وجهٍ واحدٍ قطر 27 سم، عام 1904 إصدار رقم 31016 مصفوفة Ex 951

 

025-MAQ-A, Mouhamed El Aqqad, Taqsim Sigah I 3018-INSF-B, Seliman Hasan, Taksim Rast (Mezmar)

 

إلى هنا سادتي المستمعين نصل إلى ختام حلقة اليوم من برنامج نظامنا الموسيقيّ، إلى أن نلتقي في حلقةٍ جديدةٍ نواصل فيها الحديث عن أنواع التقسيم وأشكاله، نترككم في الأمان.

 

  2015  /  الإذاعة  /  Last Updated أبريل 16, 2015 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien