You are here:   Home  /  الإذاعة  /  143 – الحوارات الغنائية 3

143 – الحوارات الغنائية 3

enar

 

2037-VOCC-B, Samha El Masriyya & Mahmoud Rahmi, Lahn El MuhdarinThe Arab Music Archiving and Research foundation (AMAR), in collaboration with the Sharjah Art Foundation (SAF), presents “Durūb al-Nagham”.

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “دروب النغم.

أهلا وسهلا بكم سادتي المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “دروب النغم”، نواصل فيها الحديث عن الحوار الغنائي.

الثنائي القادم هو “حلوين المشاط”، أيضا مع بوليفون، معه الست رتيبة أحمد، “حلوين المشاط” هناك شخص ينادي بأسلوب الندائين فعلا، لا يوجد منادي وقتها في مصر ولا شخص يبيع إلا ويغني بهذه الطريقة، كلهم كانوا يغنون، الذي يبيع فاكهة أو الذي ينادي على شيء. كلهم كانوا يغنون بهذه الطريقة، بلحن بسيط ومقام بسيط، وهنا هو السيكاه، الثنائي 4/4 وحدة عادية، ولكن أحيانا يتركون الإيقاع يفلت قليلا منهم، يقصدون ذلك لماذا؟ لأن الفرقة كلها تفلت الإيقاع، هناك عازف إيقاع معهم يعرف إن في هذا المقطع هناك فلتان في الإيقاع، لماذا؟ لأن الشخص الذي يغني سواء رتيبة أو زكريا يرتجل. إلى جانب الشغل الذي يقوم به مثلا سامي الشوا وعبد الحميد القضابي عندما يسخن المشهد، مثلا عندما يبدأ بمغازلتها، يتحول من مجرد شخص يريد أن يبيعها أمشاط إلى شخص يغازلها، “شرم برم الله أكبر نهار أبوك أبيض، أغبر”. هما يردان على بعض، عندما يسخن المشهد نسمع ما تقوم به الفرقة معهم، واضح إن الموسيقى لم تعد مجرد مصاحبة فقط إنما أصبحت عنصر درامي موجود في هذا المشهد، عنصر حاضر، لا نستطيع أن نقول إنه حوار غنائي (دويتو) بقدر ما فيه أيضا موسيقيين حاضرين في هذا الموضوع. إلى جانب إن هذا المشهد الثنائي عندما يأتي زوجها فيصبحون ثلاثة، ورغم أن الحوار يزدحم إلا إن عنصر الارتجال والتنويع والزخرفة لا يتوقف، يبقى كما هو، شيء بديع جدا من الشيخ زكريا إنه قادر على أن يسيطر على هذا العنصر المهم والضروري في الموسيقى العربية وهو عنصر الارتجال، وفي نفس الوقت لا يكون هناك ازدحام بسبب وجود ثلاثة يغنون مع بعض، نسمع “حلوين المشاط”، لأني أرى إن “حلوين المشاط” مرحلة مهمة جدا، ودرس في النغم قدمه لنا الشيخ زكريا أحمد….

زكريا أحمد

زكريا أحمد

“الله عليك يا شيخ زكريا، يا سلام”

“يا سلام”، على فكرة هناك من أخبرني إن الشخص الثالث الذي معهم، وأنا أيضا لا أستبعد هذا الاحتمال، الشخص الثالث وهو زوج رتيبة أحمد هو كامل الخلعي، والعهدة على القائل.

لكن الأغنية عظيمة جدا.

شيء جميل.

زكريا أحمد غنى ثنائيات أخرى مع أشخاص آخرين؟

أكيد غنى مع أشخاص آخرين، مثلا في فوازير أم كلثوم لفيلم “سلامة” هو يغنى.

نجيب الريحاني

نجيب الريحاني

نجيب الريحاني كان من أهم شخصيات المسرح المصري، ولا شك إنه بمناسبة المسرحيات قام بثنائيات.

كان يلحن له في البداية الشيخ سيد درويش، كلحن “السقايين” إلخ، وبعد ذلك لحن له داود حسني، وهناك بعض الأعمال مع باتيه لحنها له زكريا أحمد. كل الثنائيات الموجودة هي بينه وبين الست بديعة مصابني، أتكلم عن الأسطوانات وليس عن الأفلام التي قام بها بعد ذلك، والثنائيات التي غناها مع ليلى مراد إلخ. ألحان داود حسني لهذه الحوارات المسرحية حقيقة تثبت أن هذا الشخص فعلا يعرف ما يقوم به، ويعرف ما يقوم به حقا. لأن من يسمع داود حسني في دور “سلمت روحك” مثلا أو “كل مين يعشق جميل”، أو حتى الأدوار التي لحنها لأم كلثوم في نفس المرحلة أو بعدها بقليل، أقصد المرحلة التي لحن فيها ثنائيات  لنجيب الريحاني وبديعة مصابني، الأدوار التي لحنها لأم كلثوم مثل “شرف حبيب القلب” أو “البعد علمني السهر”، ألحان ثقيلة جدا بينما عندما يلحن لنجيب الريحاني وبديعة مصابني، تجد اللحن غير مشكوك بأنه لداود حسني، ومع ذلك لحن خفيف وسهل يستطيع نجيب الريحاني وبديعة مصابني بصوتهما المتواضع من حيث المغنى أن يؤدياه بشكل صحيح، وأن يؤديا ما طُلب منهما، وأيضًا لأن الكلام نفسه خفيف، “فكش كش بيه” هو مسرح كوميدي، الكلام خفيف، لكنه يتعامل مع الكلام الخفيف بطريقة مختلفة عن زكريا أحمد. لأن زكريا أحمد يغني هو ورتيبة احمد، والأثنان صوتهما ثقيل ولن يؤديا أي لحن، إنما الصوت الذي يتعامل معه داود حسني حاليا هو صوت متواضع من حيث الغناء، ورغم هذا داود حسني لأنه يعرف شغله تماما كما قلنا أخرج من هذين الصوتين شخصان يجيدان الغناء فعلا، فإذا استمعنا مثلا إلى ديالوغ مثل “بس بس نو” وهو مع فرقة فيها بيانو، فلوت وكمنجة، وهما يغنيان راست، ولكن يغنيان راست بشكل صحيح، سنلاحظ إن نجيب الريحاني وبديعة مصابني يغنيان بشكل صحيح، واللحن يفي بالغرض تماما، لا يوجد أي ثغرة، هو لا يهرج بل هو شخص يشتغل فعلا، طبعا هو اتبع تماما في الأسلوب سيد درويش في تثبيت كل شيء من البداية إلى النهاية، بل نستطيع أن نقول إنه سبق سيد درويش، فهو يتعامل مع مطربين متواضعي الصوت، فسبقه في أن بسط اللحن لدرجة عدم الزخرفة، ليست هناك حاجة للزخرفة لتجميل اللحن، اللحن جميل كما هو بكل تفاصيله البسيطة، غنيا فقط، نسمع هذا اللحن على بساطته وجماله من الست بديعة مصابني والأستاذ نجيب الريحاني….

اللحن جميل جدا، عبد الوهاب عندما بدأ السينما الغنائية في الثلاثينات، غنى الكثير من الثنائيات مع عدد كبير من المطربات

Abdel-Wahab-&-Sami-al-Shawa-&-Ali-al-Rachidi-www

عبد الوهاب وسامي الشوّا

وحتى غير المطربات على فكرة، ليلى مراد أكيد مطربة، لكن راقية إبراهيم ليست مطربة، ومع ذلك جعلها تغني، فعبد الوهاب أيضا من هذه الناحية محترف.

لكنه أكيد قبل السينما غنى ثنائيات.

صحيح، غنى ثنائي في الفترة ألأولى من تسجيلاته، حتى هناك أناس يقولون إنه ليس هو من لحنها، إنما محمود رحمي، سجل اسطوانتين، غنى أربعة ثنائيات مع سمحة المصرية، “حلوة بنت حلال”.

أنا أحب كثيرا “على كبري قصر النيل”.

“نوبة على كبري قصر النيل”، لحن الكشافة المصرية، مثلا هذا النوع من الأغاني هو رصد لظواهر إجتماعية لم تكن مألوفة. هم يعلمون إن من يقوم بحركات بهلوانية هو الجيش، أو ربما المهتار نفس القصة في تركيا إلخ، لكن أن تكون فرقة مدنية مثل فرقة الكشافة، فيقوموا بحركات كالقفز من فوق الجسر على النيل، أو يتسلقوا الأسدين وهذه القصص، هي ظواهر يبدو كانت جديدة في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، رصدها هذا العمل وأعمال كثيرة غيرها، لنسمع “نوبة على قصر النيل”، الثنائي جيد وجميل.

من لحنه؟

قلة التوثيق، لكن أعتقد إن محمود رحمي هو من لحنه، قد يكون عبد الوهاب شارك في تلحينه، لكن المصفوفات المحيطة به كلها لمحمود رحمي.

نسمعه… 

وبما أننا أتينا على ذكر محمود رحمي وسمحة المصرية، النقد الاجتماعي أيضا كان حاضرا في مثل هذه الأغاني، لذلك هناك ألحان كانت تتحدث مثلا كيف يتصرف البلطجية أو كيف تتصرف هذه الفئة من الناس. من إحدى الأغنيات الموجودة لسمحة أيضا لحن محمود رحمي، ويفترض إنه ثنائي بين سمحة ومحمود رحمي نفسه. لكن ما نسمعه غير ذلك، مثلا لحن “المحضرين”، المحضرين هم رجال الشرطة اللذين يقبضون على الناس اللذين لم يدفعوا الدين المستحق عليهم، ويصادرون أملاكهم، هذا اللحن يرصد كيف كانت البنوك تقرض الناس، وبعد ذلك الناس لا يستطيعون السداد، وبعدها يأتي البنك ويصادر أراضيهم أو شققهم إلخ، وكيف تحاول السيدة استجدائهم والقيام بأي شيء. فنجد محضرين يغنون أو مجموعة من الناس تغني وشخص يرد، وهي سمحة المصرية ترد عليهم، وسؤال وجواب دائم بين المجموعة وهذا الشخص المنفرد، والمجموعة يبدو إنها ترد بلسان واحد. أكثر من شخص يغنون بنفس اللسان وهي ترد وتغني على أنها صوت منفرد، أي نحن وأنا، أناس تقول نحن وشخص يقول أنا، ممثلو الحكومة وممثل الشعب يبدو، بالتالي نسمع هذا التضاد في الأصوات الرجالية الكثيرة، الأصوات الثلاثة أو الأربعة اللذين يغنون مع بعض، والصوت النسائي المنفرد. ملاحظة أخرى على هذا اللحن، لحن “المحضرين” إنه ملحن على قياس طقطوقة قديمة لم أكن أعرف قصتها إلى أن وجدت التسجيل في إحدى “الكبايات”، من مقتنيات المؤسسة أيضا، الأغنية واضح إنها لحنت على قياس هذه الطقطوقة وهي “لا للعتب لا لا”، تم أخذ نفس اللحن وبني عليه أغنية كاملة، نسمع لحن “المحضرين” والنقد الاجتماعي في الغناء أول العقد الثالث من القرن العشرين…

جميل هذا اللحن.

“حلو إبن حلال خالص ومرح”، مع أن فيه نقد إجتماعي إلا أنه سريع ومرح، وتشعر أن فيه شرطة وأناس يتشاجرون.

إلى هنا نصل إلى ختام حلقة اليوم من برنامج “دروب النغم”، إلى أن نلتقي بكم في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن الحوار الغنائي، نترككم في الأمان.

قدم هذه الحلقة الأستاذ كمال قصار.

“دروب النغم”

 

  2015  /  الإذاعة  /  Last Updated ديسمبر 24, 2015 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien