The Arab Music Archiving and Research foundation (AMAR), in collaboration with the Sharjah Art Foundation (SAF), presents “Durūb al-Nagham”.
مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم”دروب النغم”.
أهلا وسهلا بكم سادتي المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “دروب النغم”، نواصل فيها الحديث عن الحوار الغنائي.
من كبار المطربين، مثلا صالح عبد الحي، هل خاض تجربة الثنائي؟
الكتابات تقول إن صالح عبد الحي أيضا خاض غمار المسرح الغنائي، كان يمثل، منيرة المهدية في لقائها التلفزيوني الوحيد تقول: عندما تركني عبد الوهاب في “كليوبترا”، عرضت الدور على صالح عبد الحي، لكنه قال لي: “لا أستطيع أن أقف على المسرح أمامك، لو غنيتِ لن أستطيع أن أمسك نفسي عن قول الله ويا سلام”، فاعتذر منها بهذه الحجة، قد يكون هذا الكلام صحيح، قد يكون صالح عبد الحي رفض أن يمثل لهذا الغرض، وهناك أناس يقولون إنه مثل فعلا في بعض مسرحيات داود حسني. الأسطوانات تقول لنا إنه خاض غمار الغناء الحواري مرة واحدة فقط مع كولومبيا، مع مطربة من الصف الثاني آنذاك وهي الست فضيلة رشدي، صوتها جميل جدا، واللحن بياتي جميل جدا يمكننا أن نسمعه، اسمه “القلب ويا اللي يعزه”، ليس فيها رد كثير، أكثر ما فيها هو إن كل واحد منهما يقول “غصن” ويجود فيها كما يريد، الطرب غالب في هذا اللحن.
فيها إرتجال!
طبعا طبعا، وفيها صالح عبد الحي بكامل إرادته، وفضيلة أيضا تجود “بتقول قوالة كويسة”، لا يوجد فيها قصة، لا يوجد بداية ومتن ونهاية، إنما اثنان يحبان بعضهما يغنيان “القلب ويا اللي يغزه، نسمع هذا ونرى نوع آخر من الحوارات، أشبه ما يكون على فكرة بالست ألمظ وراحمين، لكن الطرب الذي عند صالح عبد الحي أنت تعرف لا يضاهى، شيء جميل، التخت سامي الشوا وعلي الرشيدي، كولومبيا سنة 1932، ثنائي متأخر نسبيا عن الذي سمعناه قبل ذلك… “يا سلام يا سلام شفت البياتي الجامد ده”
عظيم عظيم، من لدينا غنى أيضا ثنائيات؟ مثلا أنا أفكر بأحمد شريف.
أحمد شريف قصة مختلفة تماما، فكما قلنا إذا ما زلت تتذكر لا ينفع أن نهمل بأن هناك تأثر في الحوارات الغنائية آتٍ من اللون الشعبي، مثل الكراكوز وخيال الظل والحكواتي إلخ، هناك أسطوانة لأحمد شريف مسجلة لنقل سنة 37/1936 تقريبا، احمد شريف وحسين إبراهيم، الأسطوانة اسمها “مغرم بلدي ومغرم رومي”، الرومي هنا سنكتشف إنه يقصد اليونان، “فمغرم بلدي ومغرم رومي” هو شخص يشكي للخواجة من الحب إلخ، والخواجة يشكي له نفس الشيء في موال آخر، لكن المغنى كله موال، وموال كله على هيئة الموال الصعيدي، هناك مسحة شعبية أقرب ما تكون للحكواتي، وحتى الأراجوز عندما يغني أحيانا يكون هناك أشخاص يردون عليه بهذه الطريقة، عنصر الموسيقى فيه حاضر جدا، سامي الشوا يسميه أحمد شريف “معلم سامي”، ويقول له: “أيوأيوة يا معلم سامي”، سامي الشوا خرج عن ثوبه تماما في هذا التسجيل، مثلا يقول “أنا الذي في هواه شفت اللي ما حدش شافه وكوتش أمعائي من كتر الغرام طرقع”، لنسمع هذه الأسطوانة البديعة التي تأخذنا ثانية للجو الشعبي الذي لا يوجد فيها دراما إنما كلها مزاح، أناس يريدون أن يضحكوا فعلا، وأيضا لا يريدون أن يضحكوا بمشهد من مسرحية بوفا، هم فقط يضحكون، ومع ذلك هناك كم من الطرب في غناء أحمد شريف وفي عزف سامي الشوا، حتى حسين إبراهيم غنائه لا بأس به، لكن تُركت له آخر الاسطوانة ليغني باليونانية، العربي المكسر/ الركيك الذي كان اليونانيون يتكلمونه يبدو، هناك كم من الطرب في هذه الاسطوانة غير طبيعي، جهاركاه بلدي غاية في السلطنة نسمعها….
“فعلا مهضوم، فعلا لزيز” أحمد شريف غنى مع أشخاص آخرين؟
أحمد شريف أيضا غنى في النقد الاجتماعي، غنائه في النقد الاجتماعي شيء رائع جدا لماذا؟ لأنه لا يعطي درس، ولا يقول إن ما تقومون به خطأ، كالغناء الذي كان موجودا في مطلع العشرينات، أبدا، هو فقط يرصد الظاهرة ويرصد هذا الخطأ، يعرض كل شيء يحصل في المجتمع فقط، لكنه لا يعلق، لكن واضح مما يقوله إنه يعري المجتمع، يعري هذا الخطأ.
ما المثل على ذلك؟
أسطوانة ديالوغ “النونو” المسجلة مع صوت القاهرة في مطلع الأربعينات، حتى سنجد الأستاذ عبد الوهاب نفسه هو من يقدم الأسطوانة، ومع أنها في مطلع الأربعينات إلا أن من يعزف معه تخت وليس فرقة كبيرة، فيبدو إن هذا كان مذهب أحمد شريف، يغني معه أكثر من شخص، تغني معه الآنسة أوسا وأحمد عبدالله، والكلام عن شخص يريد ولدا، والقابلة تقول له كل ما يأتي من عند الله جميل، شخص يريد أن تلد ابنته عند الطبيب ثم يصرون وتأتي القابلة إلخ، هو مجرد رصد لهذه الظاهرة الاجتماعية، التي نستطيع أن نقول عنها ذكورية، بطريقة شعبية نسمع “السبوع” ونسمع لحن الزفة، فهم يزفون المولود القادم إلخ، يذهبون ليبشروا أباه، شيء شعبي جدا، نفس منهج أحمد شريف الدائم، ولكن أيضا هناك كم طرب جميل من كل اللذين يغنون، وفي ذات الوقت أوصل رسالته دون فلسفة، أقصد دون فوقية.
من الموسيقيين اللذين معه؟
الموسيقيون فاضل الشوا، وعلى الأرجح هو على القانون والنشار على التشيلو، ولا أعرف بقية التخت.
هو لحن شرقي؟
جدا قمة في الشرقية، بياتي جميل
وما الإبتكار فيه؟
الابتكار فيه أولا إنه متأثر بالألحان الشعبية الموجودة، مثل “حلوة يا بلحة يا مقمعة”، وألحان كثيرة من ألحان “السبوع” وألحان استقبال المولود من جهة، ومن جهة أخرى هناك دائما عنصر المفاجأة والتدخل الموسيقي، لوازم تُعزف لفصل المراحل، مرحلة التفاوض هل الطبيب من سيُولد هو أم القابلة؟ ثم مرحلة الشجار، أنا أريد بنتا، وأنا أريد ولد، ثم مرحلة استقبال المولود، هناك عناصر جميلة جدا لها علاقة بإدخال إيقاع مرح أحيانا وإيقاع بطيء أحيانا، وإيقاع فالت تماما حسب الحالة الدرامية، تنقل مقامي ينم إن التعبيرية حاضرة جدا عند أحمد شريف، وإنه وارد أن يكون هناك تعبيرية من أصل الموسيقى المقامية، رغم إنه دخل في الأربعينات، تيار التجديد عن طريقة الاستيراد أصبح السائد، مع ذلك هو يتمسك بهذا الموضوع، أنا لا أعرف لما لم ينل أحمد شريف حظه من الشهرة، مع إنه شخص له إسهامات لا تقل عن إسهامات أناس يؤلهون وسط النقد الموسيقي.
نسمعه…
إلى هنا نصل إلى ختام حلقة اليوم من برنامج “دروب النغم”، إلى أن نلتقي بكم في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن الحوار الغنائي، نترككم في الأمان.
قدم هذه الحلقة الأستاذ كمال قصار.
“دروب النغم”.
الحلقات الأخيرة
- 221 – زكريّا أحمد – 12 (1/9/2022)
- 220 – زكريّا أحمد – 11 (1/9/2022)
- 219 – زكريّا أحمد – 10 (11/25/2021)
- 218 – زكريّا أحمد – 9 (10/26/2021)
- 217 – زكريّا أحمد – 8 (9/24/2021)
- 216 – زكريّا أحمد – 7 (9/4/2021)
- 215 – زكريّا أحمد – 6 (8/28/2021)
- 214 – زكريّا أحمد – 5 (8/6/2021)
- 213 – زكريّا أحمد – 4 (6/26/2021)
- 212 – زكريّا أحمد – 3 (5/27/2021)
- 211 – زكريّا أحمد – 2 (5/1/2021)
- 210 – زكريّا أحمد – 1 (4/28/2021)
- 209 – والله لا أستطيع صدك 2 (4/6/2017)
- 208 – والله لا أستطيع صدك 1 (3/30/2017)
- 207 – بشرف قره بطك 7 (3/23/2017)