You are here:   Home  /  الإذاعة  /  147 – الحوارات الغنائية 7

147 – الحوارات الغنائية 7

enar

 

ليلى مراد ومحمد فوزي

ليلى مراد ومحمد فوزي

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “دروب النغم”

أهلا وسهلا بكم سادتي المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “دروب النغم” نواصل فيها الحديث عن الحوار الغنائي.

– أكثر الثنائيات التي نعرفها هي في السينما المصرية، وهي كثيرة.

– نعم السينما هي امتداد للمسرح الغنائي، بمعنى أن من كانوا على المسرح الغنائي أصبحوا في السينما، الفرق أن هناك صوت وصورة مُسَجَلَين، وليس لهما حد في الطول، هم لم يحبوا الإطالة لكي لا يمل الناس من المغنى، إلا إذا كان هناك استعراضات راقصة مع الغناء، من أول الأشخاص اللذين قاموا بهذه الثنائيات هو عبد الوهاب في “يحيى الحب” مثلا، قام بديالوغ جيد مع ليلى مراد “يادي النعيم اللي انت فيه يا قلبي”. واضح إنه استحضر فيه روح من يعتبره أستاذه وهو الشيخ سيد درويش في لحن “العربجية” في هذه الثنائية بينه وبين ليلى مراد، ثنائية جميلة “يادي النعيم اللي انت فيه يا قلبي”.

– نسمعها….

– وكما في المسرح الغنائي أيضا في السينما حصلت نفس الإشكالية، إشكالية وجود أكثر من نوع للثنائيات، شيء متكافئ كالذي بين ليلى مراد ومحمد عبد الوهاب، وشيء آخر غير متكافئ، بمعنى إن أحدهما يريد أن يصبح نجما على حساب الآخر مثل فيلم “نشيد الأمل” بين أم كلثوم وإبراهيم حمودة، إبراهيم حمودة تقريبا لا يغني يشتغل كورال لأم كلثوم، يغني جمل قليلة جدا، هناك تكرار لنموذج منيرة المهدية وهو أنه يجب أن تكون هي النجمة.

– ولكن إبراهيم حمودة صوته رائع.

– حرام والله كان يجب أن يُستغل صوته أكثر من ذلك بكثير.

– مؤسف أن يأخذ هذا الدور.

محمد عبد الوهاب وليلى مراد

محمد عبد الوهاب وليلى مراد

– نعم والله، “أكل العيش مر بقى حتعمل إيه”… وأيضا في الثنائيات كان هناك مثل المسرح الغنائي شيء مثبت تماما، كالذي سمعناه بين عبد الوهاب وليلى مراد، وشيء فيه من التنويع ما فيه، أيضا ليلى مراد ولكن هذه المرة مع محمد فوزي، محمد فوزي والله أيضا من الأشخاص اللذين ظلموا، هذا الثنائي “شحات الغرام” من السيكاه، فيه هامش من التنويع والابتكار من الطرفين، من محمد فوزي وليلى مراد. الشيء الغريب هو على الرغم من إن الفرقة التي تعزف فرقة كبيرة وليس تخت طبعا، بما أننا أصبحنا في أواخر الأربعينات أول الخمسينات إلا إن هذه الفرقة عندما يبدآن التنويع والزخرفة تسكت ويبقى فقط التخت، تسكت الفرقة الكبيرة ويبقى فقط التخت، فعلا ليس هناك ضوضاء بسبب التنويعات والزخارف التي يقومان بها محمد فوزي وليلى مراد، إلى جانب طبعا الحس الفكاهي الجميل الموجود عند محمد فوزي وليلى مراد….

– “الله الله الله حاجة حلوة خالص” غير معقول لحن متسولين حقا، إنه يصور حقا المتسولين الدراويش اللذين يمشون في شوارع القاهرة، يغنون بنفس الطريقة وعلى نفس المقام وبنفس الصوت ونفس النبرة، والناس يردون عليهم بنفس الطريقة “الله يسهلكو” والسيدات ترد بنفس النبرة الحنونة عند ليلى مراد، غير معقول هذا الرجل. لنختم الحلقة بثنائي لمحمد عبد الوهاب وأسمهان كان من المفترض أن يُصنع له فيلم، ويبدو إنه فعلا ظهر جزء مصور منه في فيلم من الأفلام، لكن عاد وظهر ثانية في فيلم “يوم سعيد” وهو قيس وليلى، نظم أمير الشعر أحمد شوقي ، وجزء من هذه الثنائية وهو قسم فردي كان قد نزل في أسطوانة كاملة لمحمد عبد الوهاب قبل هذا التسجيل بحوالي سنة أو سنتين، وبعد ذلك اختزل هذا الجزء وهو “سجى الليل” في آخر أسطوانة وهي أقل من وجه في التسجيل الثنائي مع أسمهان، معهما أيضا عباس فارس وفتاة أخرى وهي وصيفة ليلى، لكن عباس فارس “بيقول قوالة حلوة” تمثيليًا وغنائيًا، هذا الرجل مميز حقا، نسمع هذه الثنائية أو الثلاثية أو الرباعية سموها كما تريدون، ونلاحظ فيها أيضا التضاد، لأن هذه الثنائية فيها فرقة وتخت، فيها أوركيسترا فرقة كبيرة وفيها تخت، نلاحظ متى يوظف التخت ومتى توظف الفرقة الكبيرة، ونلاحظ هذا الصراع الحضاري المتجلي في هذه الثنائية، والرغبة في الحداثة، والحداثة بأكثر من طريقة، وطبعا كل ما يستطيع المرء قوله إن هناك تضاد بين الفرقة الأقرب للأوركيسترا الغربية وبين التخت، لنسمعه ونختم هذه الحلقة…

إلى هنا نصل إلى ختام حلقة اليوم من “دروب النغم”، إلى أن نلتقي في حلقة جديدة نترككم في الأمان.

قدم هذه الحلقة الأستاذ كمال قصار.

“دروب النغم”.

 

  2016  /  الإذاعة  /  Last Updated يناير 21, 2016 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien