You are here:   Home  /  الإذاعة  /  155 – الطريقة القندرجية 1

155 – الطريقة القندرجية 1

enar

 

رشيد القندرجي

رشيد القندرجي

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”

سادتي المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، في حلقة اليوم نتحدث عن علم من أعلام المقام العراقي وصاحب طريقة مشهورة في هذا الفن وهو رشيد القندرجي، نستضيف في هذه الحلقة الأستاذ حسين الأعظمي ليحدثنا في هذا الشأن.

-قل لنا يا أستاذ حسين ما هي سيرة حياة الأستاذ رشيد القندرجي؟

-رشيد القندرجي ولد عام 1886 وتوفي عام 1945، عندما كنت مديرا لبيت المقام العراقي وبيوت المقام العراقي في المحافظات الأخرى، دعوت الهيئة الاستشارية في البيت واتفقنا على تسمية ألقاب فنية لبعض مغني القرن العشرين، أي مغني المقام العراقي ورفعنا هذا الشيء للوزير ووافقت عليه وزارة الثقافة، وكان من حصة رشيد القندرجي رائد الغناء المقامي المتقن في القرن العشرين… هذا اللقب الذي كان قد حصل عليه رشيد القندرجي

-وحقيقة متقن.

-نعم فعلا لماذا اخترنا هذا اللقب إذن لأنه يستحقه، حسب معلوماتي والمعلومات طبعا تتهاوى هنا وهناك، يقال إن أصوله كردية وأمه عربية، شيء من هذا القبيل.

-والقندرجي نسبة إلى مهنة وليست نسبة إلى مكان.

-إلى مهنة، وهنا ملاحظة جيدة منك أخي مصطفى، القندرجي في العراق هو صانع الأحذية وليس مصلح الأحذية، مصلح الأحذية هو الإسكافي، أما صانع الأحذية هو القندرجي، رشيد كان يصنع الأحذية وليس إسكافيا، هذا شيء مهم نذكره للتعريف. اختزن المطرب الكبير رشيد القندرجي في فطرته وعقله خلاصة ما سمع وتعلم من الطرق الغنائية القديمة التي كانت سائدة في عصره، الممتدة أسسها من القرن التاسع عشر وأبرزها طريقة أستاذه أحمد الزيدان، أدركها رشيد وعاش أعماقها وحلل أشكالها ومضامينها، واستنبط منها بعدئذ طريقته الغنائية الفذة التي وصل من خلالها رشيد القندرجي إلى ذروة كلاسيكية كل الطرق التي سبقته مجتمعة ؛ مما أحدث انعطافا كبيرا لدى المتلقي في التذوق الجمالي للأداءات. فهو في هذا العمل قلب كل الموازين الأدائية في زمنه، ليتوج بالإجماع أسطورة عصره بعد أن تبلورت أسس طريقته الرصينة التي أثرت في الكثير من المغنين اللذين جاءوا من بعده وتبعوا طريقته. ورغم كل ما كتب عن رشيد سيظل قاصرا إزاء طريقة متكاملة في أصول صناعة وصياغة الأنغام، فرشيد كان صائغ نغم ومهندس بارع في الوصول إلى الكمال. كان النتاج الفخم في تسجيلات المقام العراقي للمطرب رشيد القندرجي مؤثرا جدا في أوساط المغنين المعاصرين واللاحقين. هناك شيء مهم ذكرته في كتابي عن رشيد القندرجي وهو شيء يجب أن يذكر لأن الناس يتداولونه بقلة دقة، يقال إنهم قد شربوه كحول أو لا أدري شيء من تلك التي تؤثر على الصوت بحيث أفسدوا صوته وهو في قمة عطائه. هناك تسجيلات كثيرة لديه يغني بطبقة الزير وهي طبقة صوت مستعار عن الصوت الحقيقي الطبيعي للإنسان، كثير من أسطوانته غناها بهذا الصوت المستعار، ولهذا السبب عندما ظهر محمد القبانجي وهو لا يكبره رسميا بأكثر من خمس عشرة سنة، رشيد أكبر من القبانجي بخمس عشرة سنة، ولكن في عصر سريع تعتبر الخمس عشرة سنة كثيرة، مع ذلك القبانجي عندما ظهر واجه التسجيلات وهو في قمة عطائه، في حين رشيد القندرجي عندما واجه التسجيلات كان صوته قد واجه الكثير من الخراب، ومع ذلك سجل هذه التسجيلات بصوت مستعار يطلق عليه في العراق صوت الزير، هو مستعار كلمة مفهومة لكل اللهجات.

-الزير من إسم وتر الزير الحاد في العود كناية للطبقة العالية.

-نعم بالضبط هو يبدو من هذا المعنى، هناك شيء من هذا موجود في حالة رشيد القندرجي… مع ذلك رشيد القندرجي حقيقة أثر في الأوساط، من الغريب إنه أثر في الأوساط في وقته بشكل كبير وتبعه الكثير من المغنين، وأنا أتذكر عمي عبد الخالق كان من المتأثرين جدا برشيد القندرجي، وكنت أسمعه دائما يغني مقامات رشيد القندرجي، وجيل عمي أكثره يميل إلى رشيد القندرجي ولا يميل إلى محمد القبانجي أبدا.

-ربما من أجل قصة الحفاظ على الشكل.

-نعم بالضبط، لأن محمد القبانجي عندما ظهر بدأ يتغنج في الأداء في التحويلات في الحركة حتى على المسرح، أمور كثيرة غيرها محمد القبانجي…

-قبل أن ننهي هذه الحلقة أريد الإشارة إلى بعض الملاحظات، أولها أننا استمعنا إلى ثلاثة مقامات كل مقام ببستة، المقام الأول الذي استمعنا له تسجيل بيضافون وهو مقام عجم، ثم مقام ناري تسجيل أوديون، ثم مقام طاهر الذي غنى فيه قصيدة أبو فراس الحمداني الشهيرة ” أراك عصي الدمع” الذي استمعنا إليه في النهاية، وقد أنهينا الاستماع له قبل قليل، تسجيل بيضافون هو من أول المصفوفات التي ظهر فيها إسم رشيد القندرجي وهو مطلع عام 1924. وبعد ذلك سجل على أوديون في آخر العشرينات أيضا على الكهرباء حوالي سنة 1929، ربما له تسجيلات أخرى مع بعض الشركات وأيضا في الإذاعة، لأنه أدرك الإذاعة العراقية، لكن لم يصلني ولم يصل مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية إلى الآن سوى تسجيلات لبيضافون ولأوديون. 

3654-VOCC-A, Rachid El Qoundarji, Araka Asiyya El Damea 3637-VOCC-A, Rachid El Qoundarji, Ya Layimi Nari I

 

2231-VOCC-A, Rachid El Qoundarji, Ayankhaha Bi Mounarijin 2231-VOCC-B, Rachid El Qoundarji, Labiss Douraiba

وبهذه الملاحظات نكون قد وصلنا إلى نهاية حلقة اليوم من برنامج “من التاريخ”، نتقدم بخالص الشكر للأستاذ حسين الأعظمي، وإلى أن نلتقي بكم سادتي المستمعين في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن أتباع الطريقة القندرجية أو طريقة رشيد القندرجي نترككم في الأمان.

“من التاريخ” فكرة وإعداد: مصطفى سعيد. 

 

  2016  /  الإذاعة  /  Last Updated مارس 17, 2016 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien