You are here:   Home  /  الإذاعة  /  157 – الطريقة القندرجية 3

157 – الطريقة القندرجية 3

enar

 

Ahmad-Moussa-wwwمؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”.

أصدقائنا المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، نواصل فيها الحديث عن أتباع الطريقة القندرجية، أي طريقة رشيد القندرجي ويواصله معنا الأستاذ حسين الأعظمي.

  • من هناك أيضا ممن صنفتهم أتباع الطريقة القندرجية يا أستاذ حسين؟
  • نأتي إلى رشيد الفضلي، مطرب مقامي آخر من أتباع الطريقة القندرجية، ولد عام 1904 وتوفي عام 1969. وصفته وصفا غريبا، هكذا يخيل إلي عندما أستمع إلى رشيد الفضلي كثيرا، وكانت تذاع له بعض المقامات من الإذاعة، عند سماعنا للمقامات التي غناها رشيد الفضلي والتمعن في أسلوبه الأدائي لها أنا وضعته في كتابي ضمن أتباع الطريقة القندرجية، ولكن لا نستطيع في الحقيقة أن نضعه ضمن أتباع الطريقة القندرجية بصورة مباشرة ومطمئنة، ولا إلى غيرها من أساليب وطرق غنائية كانت لاتزال موجودة عند نشأته الفنية، ومنها الطريقة الزيدانية مثلا أو غيرها، والغريب أننا لا نستطيع وصفه أي رشيد الفضلي بأن له طريقة خاصة به، فغنائه للمقامات التي سجلها في إذاعة بغداد خليط مهجن غير مرتب من أساليب عدة تأثر بها عند نشأته الفنية. هذا كلام صريح كتبته في كتابي عن رشيد الفضلي، ولكن رشيد الفضلي لم يستطع أن ينظمها أو يضع لها منهجا واضحا، إذ يبدو أن التطورات السريعة لحقبة التحول التي عاشها رشيد الفضلي كانت سريعة جدا بحيث لم يدركها تماما، فغنى المقامات على هذه الشاكلة المحاطة ببعض الغموض في الأسلوب، ولكنه مع ذلك يبدو لنا من خلال بعض الصفات الفنية في أدائه إنه يميل إلى الطريقة القندرجية، وأهم هذه الصفات هي اهتمامه بالشكل المقامي والتزامه به، وكذلك اهتمامه بالمسارات اللحنية المقامية أكثر من اهتمامه بتوضيح مفردات الكلام الذي ورد ذكره أثناء الحديث عن صفات الطريقة القندرجية. وعليه فإن وضعه في هذا الكتاب أي كتاب الطريقة القندرجية أكثر منطقية نسبيا وأفضل من وضعه في مجموعة أسلوبية أخرى، ولهذا السبب أصبح من ضمن أتباع الطريقة القندرجية…. أريد أن أشير إلى صوت رشيد الفضلي، يعد المطرب رشيد الفضلي من المطربين المقاميين الجيدين من اللذين ولدوا وظهروا فنيا في حقبة التحول، حقبة التحول حددتها في كتبي الثلث الأول من القرن العشرين، سميتها حقبة التحول، وعاش حتى حقبة التجربة، حقبة التجربة هي الثلث الثاني أي من منتصف الثلاثينات إلى منتصف الستينات من القرن العشرين، سميت هذه الفترة بحقبة التجربة، وسميت الثلث الأخير من القرن العشرين بحقبة النضوج، ومهاراته الأدائية تدنو في أحسن الحالات من مهارة معاصريه الجيدين. ولكن لم يبلغ مستوى المطرب نجم الشيخلي في الأدا المقامي مثلا، إلا أن الكثير من جهده انصب على غناء المقام العراقي، وعليه يجب اعتباره من المغنين المقاميين الجيدين المعاصرين لحقبة كثرت فيها التطورات والتحولات في شتى ميادين الحياة. رشيد الفضلي يستغل هذا الماضي ويستغل هذا الحاضر البيئي بصورة تكاد تكون مميزة كصفات موضوعية لغنائه المقامي، إلا أنه في أسلوبه المغلف ببعض الغموض يتسم بتعابير شديدة الحزن، بحيث تغلب عليها في معظم الأحيان روح الكآبة والمأساة  نأتي إلى أحمد موسى، مطرب آخر ولد عام 1905 وتوفي يوم 1968/8/25، ما زلنا نجد إسم المطرب أحمد موسى يتردد بين الأوساط المقامية بالرغم من هبوط شهرته بعد وفاته عام 1968. بدأ أحمد موسى سيرته الفنية في الحقبة نفسها التي عاصرت ظهور الكثير من المغنين المقاميين اللذين كانوا يقيمون الحفلات في دار الإذاعة على الهواء مباشرة بعد تأسيس الإذاعة،. سبق أن ذكرنا أن الحفلات التي كانت تقام أسبوعيا للمقام العراقي كلها دون تسجيل وذهبت مع الهواء، هو واحد من اللذين كانوا يقيمون الحفلات من دار الإذاعة مباشرة، والتي لم يوثق معظمها وذلك منذ أن تأسست الإذاعة. استمرت هذه الحفلات دون تسجيل يذكر حتى منتصف الخمسينات أو بداية الخمسينات، ولكن في السنوات التي تلت ذلك وإلى حين وفاته كما يبدو لنا سجل العديد من المقامات في استوديوهات الإذاعة. أما أهم هذه المقامات التي تم الاستماع إليها من قبل الجمهور فهي مقامي العريبون، العريبون عجم والعريبون عرب مجتمعين في مقام واحد، ومقام الإبراهيمي ومقام الحسيني. وفي هذه المقامات يتميز أداؤه الغنائي بالتعابير البغدادية الأصيلة وتمسكه الدقيق بمبادئ الطريقة القندرجية التي تلذذ بتعابيرها كما يبدو عند سماعنا لهذه المقامات مستغلا هذه القيم ليعبر بحزن مهذب جميل تميز بالصدق، معلنا عن كونه فنانا ذو خبرة أطفأت على أسلوبه هذه التعابير، في مقام الحسيني يغني قصيدة، مقام حسيني جميل جدا، قصيدة للشاعر إبن مليك الحموي يقول: 

قسمًا بحفظ عهودكم وودادي     لم أقضي منكم في الغرام مرادي

وعليكم حسد العذول وما كفى     حتى العواذل في الهوى حسادي

ولشقوتي في الحب قد عز الرقا     لما تناءيتم وعز رقادي

ما ذاك إلا أن أميال الجفا طالت    وطرفي كحلت بسهادي    

فمروا جفوني بالكرى لتراكم    وتبيت على ميعادي…

إلى هنا سادتي المستمعين نكون قد وصلنا إلى نهاية حلقة اليوم من برنامج “من التاريخ”، استمعنا في هذه الحلقة من السيد رشيد الفضلي إلى مقامي مدمي ثم مخالف، واستمعنا من أحمد موسى إلى مقام الحسيني، إلى أن نلتقي بكم في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن أتباع الطريقة القندرجية نتقدم بخالص الشكر للأستاذ حسين الأعظمي ونترككم في الأمان.

“من التاريخ” فكرة وإعداد: مصطفى سعيد.

 

  2016  /  الإذاعة  /  Last Updated مارس 31, 2016 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien