You are here:   Home  /  الإذاعة  /  159 – الطريقة القندرجية 5

159 – الطريقة القندرجية 5

enar

 

حاج هاشم الرجب

حاج هاشم الرجب

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”

سادتي المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، نواصل فيها الحديث عن أتباع الطريقة القندرجية، المنسوبة إلى رشيد القندرجي، بالطبع في المقام العراقي.

اليوم حلقة استثنائية عن الأستاذ الحاج هاشم الرجب، هاشم الرجب له عندي معزة خاصة لأنني عرفته قبل أن أعرف إنه يغني مقام عراقي، وقبل أن أعرف إنه يعزف سنطور، عرفته كباحث حاول أن يزيل الغبار عن مخطوطات كثيرة وحاول أن يحققها، حاول أن يحقق صفي الدين الأرموي، وحاول أن يقوم بأشياء كثيرة جدا. نتفق ونختلف معه في نتائجه، لكن فعلا قام بمجهود كبير جدا في مجال البحث العلمي وفي مجال التحقيق وأيضا في توثيق المقام العراقي وإحياء آلة السنطور. لديه إنجازات كثيرة، ومع ذلك لم يأخذ حقه كعالم موسيقي وكباحث وكمنظر للمقام، وهو حقيقة من الأشخاص القلائل اللذين كانوا مجدين في شغل الموسيقى بشكل عام، والمقام العراقي بشكل خاص، ماذا تقول لنا عنه بعد يا أستاذ حسين؟

نجم آخر من نجوم الطريقة القندرجية وهو المرحوم الحاج هاشم محمد الرجب المولود عام 1920 والمتوفى عام 2003، 2003/12/8، كتبت أكثر من كتاب عن الحاج هاشم الرجب، الحاج هاشم الرجب هو أحد الأئمة العاملين في الوسط المقامي مغنين أو عازفين أو خبراء، الكلاسيكيين منهم أو غيرهم على مدى العصور، وهو إمامهم في القرن العشرين وخبير كبير. تاريخه حافل بالإنجازات الفنية، مطرب سجل العديد من المقامات العراقية بصوته في البداية، وهو عازف على آلة السنطور والذي يعود له الفضل في بقاء هذه الآلة. أريد أن أذكر هنا معلومة مهمة جدا، بعد رحيل وهجرة يهود العراق إلى فلسطين المحتلة في 52/51/،50 نوري السعيد يقال طبعا إنه لم يسمح لهم بالسفر وأخذ جوازتهم، منع سفر عازف السنطور وعازف الجوزة ، صالح شيميل عازف الجوزة ويوسف باتو عازف السنطور لم يسمح لهما بالسفر إلا بعد أن يعلما اثنين من العراقيين، كي لا ينتهي الجالغي. هذا كان فضل كبير، كان الحاج هاشم الرجب على آلة السنطور والأستاذ شعوبي إبراهيم على آلة الجوزة، تم تعليم هتين الآلتين وغادر العراقيون اليهود إلى فلسطين المحتلة، ومنذ ذلك الوقت فضل بقاء فرقة الجالغي واستمرارها حتى هذا اليوم بأحسن ما يكون يعود إلى الحاج هاشم الرجب وإلى شعوبي إبراهيم. وتوج هذا الشيء المهم تأسيس معهد الدراسات النغمية العراقي لدراسة المقام العراقي والجالغي البغداديٍ عام 1970، والذي خرج العديد من عازفي الجوزة والسنطور، هناك شباب كثيرون يعزفون على آلة الجوزة وكله بفضل استمرارية آلة السنطور من الحاج هاشم الرجب وشعوبي إبراهيم إلى هذا اليوم… 

ألحاج هاشم في البداية غنى بعض المقامات وكان لا بأس به، استمعت لها وقلت له في آخر حياته أريد أن أذكر هذه المعلومة لأنها غير مذكورة حقيقة، عاش عمره كله ضد يوسف عمر، خلاف مستديم ومعروف في الوسط الفني منذ بداية مسيرتهما الفنية في الأربعينات والخمسينات إلى أن ماتا. سألت الحاج هاشم آخر حياته فقلت له: يا حاج سجلت مقامات بصوتك في الخمسينات، وقد سمعتها وهي جيدة ولا بأس بها، لماذا لم تستمر؟ اتجهت للعزف وأيضا تركته بعد ذلك، واتجهت للكتابة والتأليف والتحقيق، أعطاني عذر لم أقتنع به. فقلت له سأعطيك أنا عذر وأرجو أن تصدقني القول إذا كان صحيح أم لا، قلت له هل بسبب ظهور يوسف عمر؟ قال لي: نعم، عندما ظهر يوسف جميعنا توقف عن العمل، عندما ظهر يوسف، ظهر بقوة كبيرة وشهرة وسيط سريع جدا بحيث غطى على كل الموجودين، فقال: جميعنا توقفنا، فلا جدوى من غنائنا بوجود يوسف عمر، تصور خلافه كله مع يوسف عمر، لكنه قالها حقيقة…  في البداية كان الحاج هاشم الرجب يغني ويعزف على السنطور، هناك تسجيلات عديدة لمغنين آخرين، هو يعزف على آلة السنطور مع شعوبي إبراهيم في الجالغي البغدادي، بعد ذلك اتجه للتأليف وألف كتب عديدة حقيقة فيما يخص المقام العراقي ومغنيه، المهم الحاج هاشم يطول الحديث عنه، استحدث أيضا برنامجا تلفزيونيا، طبعا هناك برامج سابقة قليلة، لكن برنامجه طال حوالي خمس سنوات، كل حلقة كانت أكثر من ساعة، خاصة وأيام الحرب العراقية الإيرانية مستمرة، بدأ تقريبا من 1984 إلى 1988، برنامج “مع المقام العراقي”، وبواسطته الحقيقة ظهر جيل الثمانينات كله من خلال هذا البرنامج “مع المقام العراقي”، كل مغني الثمانينات اللذين ظهروا، ظهروا من خلال هذا البرنامج، هذا فضل كبير للحاج هاشم الرجب على المغنين اللذين ظهروا في ثمانينات القرن العشرين.

هل ظهرت معه في هذا البرنامج؟

لا أنا أقدم منهم، أنا سبقتهم بدأت عام 1973.

ولم تساعده فيه!

بلى أنا ظهرت لاحقا، أول مرة رفضت وبقيت أرفض الظهور كثيرا، أخيرا ظهرت بعد إلحاح النقاد، مع العلم كان معه أحد المقدمين يسأله وهو يجاوب كخبير في المقامات العراقية، أول من أتى إليه كنت أنا وكنت مدرسا في المعهد، حين أتى إلى المعهد جاءني وأراد أن أكون مقدما للبرنامج، ولكنني لم أكن قد مارست هذه المهنة، مهنة التقديم التلفزيوني، فلم أجرأ على الموافقة على طلبه…

إلى هنا أصدقائنا المستمعين نكون قد وصلنا إلى نهاية حلقة اليوم عن الطريقة القندرجية، إلى أن نلتقي في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، نتقدم بخالص الشكر والامتنان للأستاذ حسين الأعظمي، ونترككم في الأمان.

“من التاريخ” فكرة وإعداد: مصطفى سعيد. 

 

  2016  /  الإذاعة  /  Last Updated أبريل 14, 2016 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien