You are here:   Home  /  الإذاعة  /  161 – التعلم الموسيقي 2

161 – التعلم الموسيقي 2

enar

 

008-ALM-1-A, Ali Mahmoud, Ya Nasim Elseba Iمؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “نظامنا الموسيقي”.

مرحبا بكم سيداتي سادتي في برنامج “نظامنا الموسيقي”، في حلقة جديدة نلتقيكم مع الأستاذ مصطفى سعيد وحلقة عن التعلم الموسيقي.

– نتكلم عن موضوع التعليم، فقد تطرقنا إلى المنهج والمنهج البديل الذي طرحت تصوره، ما هو التعليم المنتج؟

– التعليم المنتج هو أن أحترم شخص المتعلم المقابل، هو ليس ماكنة تدر علي المال كل شهر أو كل فصل أو كل مادة يدفعها في الجامعة، هو إنسان من لحم ودم، هذا ألف باء التعليم من وجهة نظري، الشخص الذي أمامي إنسان، ثانيا: أن أكون على علم وثقة إن الطبيعي وليس الاستثناء إن هذا الإنسان سيأخذ كل ما عندي ويتفوق، بمعنى إنه سيكمل وليس بمعنى أن يكون أحسن مني، لا، بمعنى أن يأخذ هذا العلم ويكمله، إذا عجز هذا الطالب عن إكمال هذا الشيء، سنبقى في مسألة إن كل واحد يفكر إنه يبدأ من الصفر، وستبقى محلك سر، فمهما بدأت من الصفر إلى أين ستصل؟ ستصل إلى مرحلة، والذي يليك يبدأ من الصفر وقد يصل إلى مرحلة متقدمة عنك، البداية من الصفر غير البداية من العشرة، فأنت أيها المعلم يجب أن تكون على وعي تام بأن من تعلمه سيكملك ولا تعلمه من أجل لقمة العيش، يجب أن تكون على وعي تام بأن الذي يتعلم سيكملك، الطبيعي أن تسلمه، وكيف تضمن أن هذا المعلم لن ينقطع رزقه لأجل تسليم جيل ثانٍ، هذه مسألة تتعلق بمنظومة الضمان ومنظومة التأمين الصحي وكل شيء، هذا موضوع آخر، ولكن أنت أيها المعلم يجب أن تكون عارفا بأن من تعلمه إنسان وإنه سيكملك. أعتقد إنه في كل المجالات ولكن أقله في الأشياء غير الملموسة الفنون لا يوجد فيها شيء اسمه منهج، لا يوجد شيء يقول إنك أخذت منهجك أو المقرر عليك لهذا الفصل، لا يوجد شيء فكره يرتكز على أنك تحاول أن تطيل قدر الإمكان عدد الحصص والدروس التي يأخذها الشخص الفلاني لتتحقق المنظومة التعليمية، أبدا كل حالة لها ظرفها الذي يجب أن تتعلم على أساسه، هذه موسقى أنت لا تعلمه استعمال المسدس، أنت تعلمه موسيقى، فيها ما فيها من الروح، يجب أن يتلقى كل شخص بناء على حالته وعلى أساس نفسيته، ليس كتاب ويجب أن تنتقل من هذا التمرين إلى هذا التمرين، أو من هذه القطعة إلى هذه القطعة المعدة مسبقا، لا مطلقا! أنت تريد النتيجة، تريده أن يُمسك القوس بشكل صحيح وموضع أصابعه صحيحة، أو يخرج صوته من صدره ومن حنجرته بشكل صحيح إلخ، وأريده أن يحفظ  رصيد أو محصول محدد ليكون منتجا ومأولا فيما بعد، الأدوات التي ستوصل إلى ذلك متغيرة من حالة إلى أخرى.

– والتمارين أيضا!

– نعم فلا ينفع أن تكون متكبرا على ذلك، لا ينفع أن تقول أنا تمرنت هكذا فيجب أن يتمرن غيري بنفس الطريقة،  أو الجامعة أعطتني هذا المنهج فيجب أن أدرسه.

– أو تجميع جميع تمارين الأقواس وجميع أنواع تمارين الحلية التي تحتاجها والتي لا تحتاجها.

– مثلا.

– وأنت مهمل للجسد الموسيقي الذي تشتغل على أساسه. حسنا ما رأيك في الأشياء المستعارة من أمم أخرى في التعليم أو في الأساليب أو في طرق تقديم التعليم في منظومتنا التي تكلمنا عنها؟

– هناك فرق بين الاستعانة بالخبرة وبين طبع النظام، الإرث الحضاري العالمي هو إرث عشرات آلاف السنين ومئات آلاف السنين من عمر الإنسان، وهناك بعض الناس تقول إنها مليوني سنة وأكثر، هذه الحضارة تسلم من مكان إلى مكان ومن جيل إلى جيل ومن منطقة إلى منطقة، سنة الحياة، فالاستعانة بأي خبرة ليس عيبا، أما أن ترى نفسك أقل من حضارة ما فتطبع شكل الحضارة التي تريد أن تكون مثلها ظنا إنها ستكون هي، هذا سيدخلك في متاهة أكبر من تلك التي أنت فيها، وهذا واقعنا حاليا كما ترى حضرتك، فبالتالي يجب أن تستفيد من كل الإرث الحضاري الموجود قدر المستطاع، لكن يجب أن تكون أنت، في هذه الحالة فقط تستطيع أن تكون منتج ومتعاون مع أي أمة من الأمم لأنه ببساطة ليس أن تتكلم لغة أشخاص أو تتصرف تصرفاتهم  أو ترتدي ثيابهم  هو حوار الحضارات، أبدا أبدا أبدا! حوار الحضارات هو أن تستطيع أن توقف العنصورية التي بداخلك وتجعل الآخرىين يوقفون العنصرية التي بداخلهم، وأن تكون لديك القدرة على التعاون والتفاعل وأنت تعرف نفسك وليس وأنت تجهلها.

– نعم، الآن مثلا لو أخذنا صورة قريبة من موضوع التعلم، نتخيل طالب يدخل إلى غرفة لمدة نصف ساعة مع مدرس طلب منه مجموعة من التمارين ومجموعة من القطع ومجموعة من التقنيات ليقدمها ويذهب ويكمل تمرينه للأسبوع التالي، هل يمكن تصور هذا الشيء في منظومة المريد أو مستحيل تصورها؟

–  أنا لم أنجح مع أحد في النظام، قد يكون العيب فيَ أنا لا أعرف، لكن لم أستطع أن أنجح بنظام الحصص الأسبوعية.

– على الأقل المتابعة. 

– لم أستطع فالأشخاص اللذين شعروا إنهم استفادوا عندما كنت أعلم هم الأشخاص اللذين لم يكن بيني وبينهم مواعيد منتظمة جدا، أو ربما كان هناك ولكن كنا نجلس ونعزف ولم يكن هناك انتظار لشيء، لا يوجد انتظار لامتحان، نحن فقط نعزف الموسيقى، أقول لهم إفعلوا كذا حركوا أصابعكم بطريقة معينة حركوا الريشة بشكل معين، يجب أن يخرج الصوت بطريقة ما، هل تسمعون الصوت الذي نريد أن نصل إليه؟ بعد ذلك كل حالة بحالتها، تعالى نحفظ عملا معين، لا أفضل العمل الثاني، يجب أن تكون مقنعا يجب ان لا تكون فارضا بل يجب أن تكون مقنعا.

– هل من المتوقع من المريد أن يكون قد أنجز تمرينا قبل الحضور التالي؟

– أليس هو من يريد! أليس هو من يريد التعلم! هو يريد التعلم أم يريد شهادة؟ إذا كان يريد التعلم فهو أدرى بمصلحته، وإذا كان يريد شهادة فالشهادات موجودة وما أكثرها!

– هل يكون لقاء المرشد والمريد بشكل يومي عادة؟

– ليس ضروريا.

– أم فترات صيف؟

– ليس ضروريا هناك أشخاص أراهم مرة أو مرتين في السنة.

– كم تطول مدة لقاء المرشد والمريد في الجلسة؟

–   لا أعرف أحيانا أسبوع وأحيانا ساعة لا مشكلة.

– علاقة شخص لشخص أو مريد لمجموعة؟

– أحيانا تكون مرشد لأكثر من شخص.

– في نفس الوقت؟

– نعم أحيانا يكون هناك اثنان أو ثلاثة يعلمان مجموعة كبيرة، وأحيانا يكون هناك تبادل كل واحد يتعلم شيئا من الآخر دون أن يشعر.

– ما هي شروط المرشد؟ من الذي نستطيع أن نقول عنه مرشد؟

– الشخص الذي لديه الاستعداد أن يتقبل إن الشخص الموجود أمامه سيسبقه في يوم من الأيام، سيكمل مشواره، الشخص الذي لديه الاستعداد أن يتعلم هو أيضا، وإنه لا يمتلك الحقيقة المطلقة، الشك مهم جدا في هذا الموضوع، لديه استعداد للإقناع والاقتناع، كل هذا من مَلكات الإنسان المرشد، ليس المدرس أو دكتور الجامعة.

– هل هناك أمثلة يمكن أن نأخذها في التاريخ القريب لأشخاص تعلموا بهذه الطريقة؟

– كثير.

– حضرتك واحدا منهم، أنا متأكد!

– مثلا! من تريد من الموسيقيين اللذين تحبهم، سامي الشوا هكذا الشيخ علي محمود هكذا.

– هل تستطيع أن تعطينا مثال؟ سامي الشوا تعلم على من؟ الشيخ علي محمود تعلم على من؟

– سامي الشوا تعلم على يد كمنجاتية، وتعلم على يد والده، وأكيد استفاد من إبراهيم سهلون وإلياس مشاطي وغيرهم، لكن من المؤكد إنه تعلم من المشايخ، مثلا لنستمع إلى تسجيل مثل “يا نسيم الصبا تحمل سلامي”، أو “كم أطال الوداد حبي أليا” سامي الشوا وعلي محمود، ستعرف مباشرة هناك علاقة مرشد ومريد، سامي الشوا مع إنه على مشاريف الأربعين إلا إنه مريد لهذا الرجل، واضح في هذا التسجيل… مثلا! لنسمع “إلهي إن يكن ذنبي عظيما من الشيخ طه الفشني، ستعرف إنه مريد، كان عند الشيخ علي محمود، الشيخ علي محمود هو المرشد، التأثير والتأثر…. للأسف ليس لدينا تسجيلات للشيخ أحمد ندى ومحمد أبو النور لنعرف وجه التأثر، التسجيلات تبين لنا الكثير من هذا، إسمع مثلا الست أم كلثوم وهي تنشد القصائد تعرف بسهولة إنها مريدة للشيخ أبو العلا، إسمع عبد الحي حلمي في دور مثل “إنت فريد في الحسن” أو مثلا دور في البعد ياما تعرف إنه كان مريد لعبده الحامولي، واضح جدا لا تحتاج إلى فطنة أو دراسة دكتوراه لذلك.

– هل هناك نجاحات خارج منظومة المريد والمرشد في هذه المجموعات؟ هل هناك أشخاص خارج منظومة المريد والمرشد في ذلك الوقت؟ 

– هكذا كان التعليم سابقا.

– قد نقول لا يوجد.

– ليس على علمي.

– لماذا نربط الموضوع بالمشايخ دائما؟ هل من الضروري أن يكون المرشد شيخا؟

– حتى لو لم يكن شيخا، الشيخ بمعنى المعلم، عبده الحامولي لم يكن شيخا، لكن كان له مريدين ربما لم يكن يقصد أن يعلمهم، لكن وجودهم معه في البطانة أو التخت ساهم في ذلك.

– وإرادتهم.

– نعم قد يكون علي محمود لم يعلم سامي الشوا أو محمد عبد الوهاب، لكن واضح جدا جدا إنهم كانوا من مريديه، ليس من الضروري أن تعلم شخص بأسلوب الألف والباء، لا!.

– ذكرت لي من المرشدين أبو العلا محمد والشيخ علي محمود ووالد سامي الشوا

– أنطوان.

– من أيضا من المرشدين الشهيرين؟

– حتى هؤلاء سامي الشوا وغيره ايضا أصبحوا مرشدين في فترة من الفترات، أكيد كان هناك أشخاص نعرفهم ولا نعرفهم، من أكثر الأشخاص المعروفين في مسألة التعليم درويش الحريري، درويش الحريري كان له مريدين كثر، أشهرهم عبد الوهاب ورياض السمباطي، كان له مريدين.

– القصبجي.

– القصبجي نفس القصة كان له مريدين، المرشد معلم دون أن يقصد.

إلى هنا نأتي إلى ختام حلقتنا اليوم من برنامج “نظامنا الموسيقي”، تحدثنا فيها عن التعلم الموسيقي، كنت معكم فاضل التركي والأستاذ مصطفى سعيد ونلتقيكم قريبا.

“نظامنا الموسيقي” برنامج من إعداد: مصطفى سعيد.  

 

  2016  /  الإذاعة  /  Last Updated أبريل 28, 2016 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien