You are here:   Home  /  الإذاعة  /  168 – الطريقة القبانجية 2

168 – الطريقة القبانجية 2

enar

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”.

سادتي المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، نواصل فيها الحديث ويواصله معنا الأستاذ حسين الأعظمي عن الطريقة القبانجية وصاحبها الأستاذ محمد القبانجي.

– نسبه أيضا إلى مهنة وليس إلى منطقة صحيح؟

– نعم طبعا، في بلداننا العربية يسمون من يشتغل بالقبانة “قبان”، فيصبح القباني كإسم، في العراق لدينا “الجيم” الأعجمية، تدخل في الألقاب، فأصبح القبانجي، في العراق القباني هو نفسه القبانجي، القبان هو الذي يزن السلع والبضائع، كان يعمل مع عمه عبد الجبار ووالده عبد الرزاق، كانوا يبيعون كل شيء، وكان هو يقف على القبان، أخذ اللقب عن أبيه عبد الرزاق القبانجي وأصبح محمد القبانجي نسبة إلى المهنة، هو في الحقيقة من عشيرة طي، إنه طائي أصله من الموصل، لكنه ولد في بغداد وعاش فيها طوال حياته. ظهوره الحقيقي كان في عشرينات القرن العشرين، ظهر المطرب الكبير في بغداد مطربا مثيرا للإنتباه بإمكانية كبيرة في غناء المقام، ليمسي بعد ذلك رائدا للأساليب الحديثة في الإبداع والابتكار المقامي، بعد أن استفاد من كل المؤدين السابقين له، فكان خلاصة لهم. وكان أول مطرب عراقي يخرج بكل جرأة من محلية الإبداع والابتكار إلى عالم إبداعي أوسع وأرحب في الرؤية والتفكير والذوق، بعد أن تأثر بموسيقات البلدان حوله. لقد قويت علاقة المقام العراقي حقيقة في تلك الفترة، فترة ظهور محمد القبانجي بالتعابير الوجدانية في هذه الحقبة، فكانت القصائد المختارة قصائد وجدانية، وتنوعت الخيارات في القصائد بين أنواع الشعر وبين أغراض الشعر في غنائهم للمقامات العراقية. تأسست فيما يبدو مناهج جديدة في أساليب الأداء والعرض والاستماع والنقد المقامي الحديث والمعاصر مع دراسة وتحليل الأداءات القديمة التي أدركت التسجيل الصوتي في بداياته الأولى، مثلا مقام المحمودي المغنى من قبل القبانجي في فترة العشرينات “يا من جميع المحاسن حزت وانت بها سكران بمحبتك ما فِز وانتبها”، هنا يقول: يا من جميع المحاسن حزت وأنت بها “وانت بها”.

– هذا زهيري!

– نعم زهيري! “سكران بمحبتك ما فِز” بمعنى لا أقوم ولا أنتبه. هذه في مقام المحمودي… القبانجي يمكن أن نسهب في الحديث عنه، القبانجي مثلا أنا سميته في كتابي عنه “المصلح”، فهو فنان مصلح في أداءاته للمقامات العراقية، خاصة من النواحي الفنية، فنحن نقصد بالإصلاح ليس بالضرورة الإبداعات الجديدة التي يضيفها، وإنما في التعبير الفني أيضا هو مصلح. مثلا القندرجيون عندما كانوا يغنون مثلا مقام النوى وينزلون في “الجلسة” من مقام النوى إلى قطعة “العشيش” وهي من البيات “كجلسة” ثم تأتي “الميانة”، فكما قلنا سابقا “الجلسة” أشبه بالفعل “والميانة” برد الفعل، يأتي جواب “الميانة” ميانة مقام النوى، فكان القندرجيون عندما ينزلون في “الجلسة” إلى البيات لا يتوقفون، منها مباشرة بطريقة غنائية يستمر المغني ويصعد إلى الجواب في البيات كيف؟ سنقوم بذلك… هنا النزول إلى البيات، هم لا يتوقفون… يستمرون بعد ذلك والموسيقى تساعدهم إلى أن يكملوا “الميانة” كلها، القبانجي عندما غنى مقام النوى ونزل إلى “العشيش” فصلها، أعطى استراحة للمغني وقيمة للموسيقى، أعطى دور للموسيقى، فاصل إيقاعي، لكنه مستمر من بداية المقام، إنما أعطاه قيمة، مثلا… يبدأ “بالميانة”، فقد أعطى دور للموسيقى ونظمها تنظيم أجمل وأفضل، لا نريد أن نقول أجمل إنما أفضل من نواحي فنية، هذا التنظيم أعطى دورا للموسيقى وراحة للمغني، حتى عندما يأتي إلى “الميانة” وهي تحتاج إلى جهد لأنها في الجواب يكون مسيطرا عليها بشكل أفضل، فيها فوائد حقيقة، هذا نموذج واحد من النماذج التي لنقل أصلحها محمد القبانجي في أدائه للمقامات.

Qubbandgi,-youssef-Zaarour-and-others-www

– علاقته “بالجالغي”!

– “الجالغي”، يبدو القبانجي غير مقتنع من البداية أن يغني ولم يغني طبعا مع “الجالغي” لوحده.

– “الجالغي ميكس”

– خلط وكون التخت البغدادي، بين “الجالغي” البغدادي والآلات العربية، هذا التخت دون أي آلة أجنبية/أوروبية، هو تخت بغدادي مزج “الجالغي” البغدادي الجوزة والسنطور مع هذه الآلات، وسجل كل مقاماته، تصوروا! حتى المقامات الثلاثة التي تتمتع بإيقاع السماح، وهي رئيسية، النوى ليس رئيسيا إنما من المقامات الثقيلة، النوى والمنصوري والسيكاه، أيقاعها السماح، لا ينضج تعبيرها الحقيقي إلا مع “الجالغي”، لكن تجاوز هذا الشيء وغناها مع التخت البغدادي أي “الجالغي” مع الآلات، ولم يغنِ حتى هذا اليوم ولم أسمع القبانجي يغني مع “الجالغي” فقط.

– في العشرينات قبل مؤتمر 1932 كان معه كمنجة.

– طبعا كان معه، فقد قلت لك إنه خلط الآلات.

– أنا لا أقصد الجوزة.

– تقاسيم الجوزة والسنطور موجود في التسجيلات. 

– نعم ولكن في العشرينات كان معه كمنجة.

– الكمان دخلت وأصبحت كأنها تنطق العربية، وعلى أساس إن أصلها يعود إلى الرباط، فاعتُبِرت هكذا…

إلى هنا سادتي المستمعين نصل إلى ختام حلقة اليوم من برنامج “من التاريخ”، إلى أن نلتقي بكم في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ” نواصل فيها الحديث عن الطريقة القبانجية وصاحبها الأستاذ محمد القبانجي، نترككم في الأمان.

“من التاريخ” فكرة وإعداد: مصطفى سعيد.  

  

 

  2016  /  الإذاعة  /  Last Updated يوليو 14, 2016 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien