مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”.
سادتي المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، نواصل ويواصل معنا الأستاذ حسين الأعظمي الحديث عن طريقة محمد القبانجي، والحديث عن مؤسسها الأستاذ محمد القبانجي.
– محمد القبانجي سافر إلى ألمانيا، واختلط بفنانين تونسيين وغير تونسيين، ثم عاد إلى العراق وسافر ثانية إلى القاهرة سنة 1932، ومكث هناك بضعة أشهر بعد المؤتمر ثم عاد معه فنانون مصريون وقتها سنة 1933، سامي الشوا وأم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم، ماذا حصل وقتها؟
– أستاذ مصطفى يبدو لي إن القبانجي كان لا يزال في القاهرة عندما وصلت أم كلثوم إلى بغداد، فقد وصلت قبله، وقد جاءت سنة 1932 وليس 1933، لكنها أيضا بقيت لفترة، كثير من المغنين المصريين عاشوا في بغداد ردحا من الزمن، وعملوا في بغداد ردحا من الزمن، من ضمنهم محمد عبد الوهاب، ولكن من اللذين عملوا محمد عبد المطلب الذي عمل كثيرا في بغداد والموصل، وكثير من المغنين الآخرين العرب من لبنان وسوريا مطربين ومطربات عاشوا وغنوا في العراق واحترفوا الغنا، ومن ثم غادروا عادوا إلى بلادهم بعد ذلك.
– القبانجي أضاف من هذه الثقافات لنفسه صحيح؟
– طبعا! حقيقة المنعطف الأكثر هو مؤتمر 1932 في القاهرة، لأنه أثار اهتمام الجميع بصوته القوي والمعبر وإمكانياته، سجل تسجيلات كثيرة، ومن ضمنها التسجيل الذي سجله في القاهرة، وهو أعظم تسجيل وقد ذكرته في كتابي عنه، إن القبانجي لو سجل فقط مقام المنصوري “كيف يقوى على الجفا مستهام” طوال حياته، كان يكفي أن يُخَلَد عبر التاريخ من خلال هذا التسجيل. سجله في القاهرة وهو من أجمل المقامات المعبرة، وهو أيضا من أصعب المقامات، مكثف بشكل غريب في تعابيره الشجية، وقد أطلقت على مقام المنصوري بالذات، المقامات العراقية كلها كذلك، ولكن مقام المنصوري يكاد يكون أكثر من غيره رواية العراقيين ومأساة العراقيين على مدى التاريخ، كُثِف في ربع ساعة كل تاريخ العراق في تعابير أدائية…. الكثير من المقامات حقيقة أداها محمد القبانجي وتعتبر منعطف كبير، والأهم من ذلك طريقته، تعتبر رومانتيكية متفجرة دائما ثورات، دائما إبداعات جديدة، سوف تبقى طريقة القبانجي على مدى الدهر، وكل ما يخرج من تجديدات أخرى فهي من صلب الطريقة القبانجية، لأنها الأصل في الحداثة التي خرجت لأول مرة عن طوق المحلية.
– على ذكر تسجيلات 1932 هناك تسجيل غريب لأبوذية “خذ العيش واغنم من زمانك”، سجلها دون آلات تماما، بصوته هو والمجموعة فقط، يعطونه زنة بأصواتهم مثلا….. هل هذا مقام؟
– لا هذا يسمونه قالب شعر مع أبوذية، شعر فصيح بيتين أو ثلاثة أو أربعة كما تشاء، والأبوذية هي شعر شعبي مكون من أربعة أشطر يعطي من حيث المعنى نفس مضمون الأبيات الفصيحة، والأبوذية هي نوع من أنواع الشعر الشعبي ذات أربعة أشطر، الثلاثة أشطر الأولى تنتهي بجناس، كلمة موحدة في اللفظ مختلفة في المعنى، والرابع ينتهي بكلمة تنتهي أساسًا بحرفي الياء والتاء المربوطة، مثلا “الأعظمية” “الوطية” “سوية” هكذا، هذه هي الأبوذية، فشعر الأبوذية مثلا… هذا نموذج من الشعر مع الأبوذية.
– هذا ليس مقام!
– لا ليس مقام، تستطيع أن تأخذه من حيث شئت من سلم البيات من الصبا، من أي سلم.
– أحيانا أشعر إنه إنشاد ديني وأحيانا أشعر إنه حداء.
– نعم يكاد يكون حزين فهو يؤدى في المناقب النبوية الشريفة، في المناقب الحزينة….
إلى هنا سادتي المستمعين نصل إلى ختام حلقة اليوم من برنامج “من التاريخ”، نتقدم بخالص الشكر للأستاذ حسين الأعظمي ولكل من ساعد في الحصول على التسجيلات التي أذيعت خلال هذه الحلقة، إلى أن نلتقي في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن الطريقة القبانجية ومؤسسها الأستاذ محمد القبانجي، نترككم في الأمان.
“من التاريخ” فكرة وإعداد: مصطفى سعيد.
الحلقات الأخيرة
- 221 – زكريّا أحمد – 12 (1/9/2022)
- 220 – زكريّا أحمد – 11 (1/9/2022)
- 219 – زكريّا أحمد – 10 (11/25/2021)
- 218 – زكريّا أحمد – 9 (10/26/2021)
- 217 – زكريّا أحمد – 8 (9/24/2021)
- 216 – زكريّا أحمد – 7 (9/4/2021)
- 215 – زكريّا أحمد – 6 (8/28/2021)
- 214 – زكريّا أحمد – 5 (8/6/2021)
- 213 – زكريّا أحمد – 4 (6/26/2021)
- 212 – زكريّا أحمد – 3 (5/27/2021)
- 211 – زكريّا أحمد – 2 (5/1/2021)
- 210 – زكريّا أحمد – 1 (4/28/2021)
- 209 – والله لا أستطيع صدك 2 (4/6/2017)
- 208 – والله لا أستطيع صدك 1 (3/30/2017)
- 207 – بشرف قره بطك 7 (3/23/2017)