You are here:   Home  /  الإذاعة  /  176 – العود 4

176 – العود 4

enar

 

004-OQN-1-B-Oud-Kanoun-Et-Flute,-Taqsim-Saba 003-OQN-A-Oud-Kanoun-Et-Flute,-Bashraf-Alsibar-I

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “دروب النغم”.

أهلا بكم أعزائي المستمعين في حلقة من حلقات “دروب النغم”، نواصل فيها الحديث مع الأستاذ مصطفى سعيد.

– أستاذ مصطفى، ما دمنا تكلمنا عن الأعواد حسب الجغرافيا، هل يمكن أن تقارن بين العود والقنبوس؟

– تقصد بالصوت؟

– نعم.

– حسنا يا سيدي، سأعزف لحنا واحدا على العود والقنبوس، ونسمع الفرق بين الاثنين، العود والقنبوس، هذا العود… وهذا القنبوس… كأن هذا جد هذا، أظنه واضح أن أحدهما مُطَوَّر من الآخر، واضح إن العود مُطَوَّر من ما يسمى اليوم قنبوس، كان سابقا يسمى عود، على كل حال نعود ونقول الأسماء ليست قصة.

– حسنا أستاذ مصطفى، هل يمكن أن تعلق على دوازين العود في المناطق العربية أو في الشرق عموما، من ناحية الصوت، والشد والتردد وأسماء الأوتار؟

– ما أفهمه من التسجيلات الأولى، وحتى من بين سطور كتب التنظير إنه لم يكن هناك دوزان ثابت أبدا، وإنما الدوزان كان يحكمه أمران: أولا المقام الذي تعزف منه النغمة، وثانيا الطبقة، فمثلا عندما يقول اليكاه تساوي “A” يكون هذا دوزان تركي، لا أبدا!، صحيح إن الدوزان في تركيا اليوم يكون معظمه على طبقة “البُلَهانْك”، ولكن هذا لا يعني أنهم فقط يدوزنون هكذا، لا أبدا، فكما يوجد لدينا أناس قرروا أن يوحدوا كل شيء ويعلبوا كل شيء لأجل الأكادمية، هم لديهم نفس القصة، بشكل أقل ولكن لديهم هذا الاتجاه أيضا، فبالتالي ليس بالضروري أن يكون هذا الدوزان تركي أبدا، لكن إجمالا التسجيلات تقول لنا إن الدوزان حسب المقام، إن كنت سأعزف من نغم الراست مثلا، أنا أتكلم عن العود ذو الستة أوتار، وهو الأكثر شيوعا، القرار راست ثم يكاه، توجد خامسة تامة بين الوتر الأول والثاني، فيصبح هكذا إذا كنت أعزف راست… اليكاه قرار النوى إذا أردت أن أعزف من نغم البياتي مثلا: هذا المقر… إذا أردت أن أعزف من نغم راحة الأرواح… أصبح القرار عراق، إذا أردت أن أعزف من نغم الصبا مثلا: القرار جهاركاه وليس يكاه… إذا أردت أن أعزف جهاركاه مثلا… وأيضا قبا عشيران…. هذه بعض الدوازين، كل دوزان حسب المقام الذي سيعزف عليه الشخص، كل شخص حسب الطبقة التي تناسبه، ليس بالضرورة هذه الطبقة، يمكن للشخص أن يدوزن اقل من ذلك بطنين أو أعلى من ذلك بطنين، أتكلم عن كل الدوزان، ليس فقط عن دوزان وتر معين، بل يمكن لكل العود أن يعلو ويُخَفَّض.

– التردد بشكل عام.

– الطبقة لا علاقة لها بما تدوزن، فمثلا هذا عود آخر بطبقة أخرى، أقل من العود السابق بحوالي طنين ونصف، هذه نغمة الراست.. الراست في العود السابق كانت أعلى، أما هنا فهي أغلظ… أو مثلا دوكاه أي بياتي… أو حجاز… هذه الطبقات ليس لها علاقة، فأنا لا أقول إن تغيير الدوزان يعني تغيير الطبقة، لا! أقصد بتغيير الدوزان نِسب الأوتار لبعضها، بصرف النظر عن الطبقة، الطبقة موضوع آخر، هناك سبع طباق نتكلم عنها في حلقة لها علاقة بالطباق وليس بالعود.

– شكرا لك على التوضيح! ولكن بهذه الحالة كم دوزان يمكننا أن نستخلص؟ وهل يكون بعدد المقامات؟

– لا! ببساطة كله يعتمد على مقر المقام وشاهده أو غمازه، الوتر الأول والثاني يتحكمان في هذه المسألة، فيكونا بمثابة الرنان للمقر والشاهد، يكونا حاضرين، سواء عزفت أم لم تعزف، على الصوتين أن يرنا، سواء ضربت بالريشة أم لم تضرب، على هذين الصوتين أن يرنا في أذنك وفي أذن من يسمعك، فتكون الظاهرتان المقاميتان وهما المقر والشاهد حاضرتين في أذن المستمع وفي أذنك.

– المقر هو قرار المقام، والشاهد؟

– الشاهد هو الغماز (Tonic).

– هل يمكن أن ننتقل إلى موضوع أرباب العود في التسجيلات الموجودة لدينا؟ من هم أرباب العود في التسجيلات الموجودة؟

– في التسجيلات دائما نقول هذه القصة، يبدو أن هناك أناس كثيرون يعزفون عود في كل الأقطار، لكن بما أن أول تسجيل في الوطن العربي كان في مصر، فبالتالي معظم الذين سجلوا هم عازفين مصريين، والناحية الأخرى في اسطنبول. في مصر هناك إبراهيم القباني، الحاج سيد السويسي، منصور عوض، محمد القصبجي، طبعا محمد القصبجي من أكثر الذين سجلوا أسطوانات عود منفرد في هذه الفترة، ومحمد القصبجي عليه أكثر من ألف علامة وقف، نقف عندها ونقدم عدة حلقات عنه، وعن كيفية تعامله مع التسجيل وفكره في التعامل مع الآلة نفسها أيضا، بعد القصبجي لدينا شحاتة سعادة، ويبدو أن شحاتة سعادة قادم من بر الشام، وعلى ذكر بر الشام في بداية بيضافون كان هناك شخص ليس لدينا له تسجيل منفرد أبدا، ولكن مع بيضافون مع فرج الله بيضا، أو مع أبو شهاب أو مع أكثر من شخص في البداية نجد شخص اسمه قاسم الدرزي يعزف عود أيضا، ويقال له أبو جميل، وقلنا شحاتة سعادة، ومع أمين المهدي رياض السنباطي، سجل أيضا في هذه الفترة في آخرالعشرينات أسطوانات عود منفرد، والكثير غيرهم، حتى محمد عبد الوهاب له تسجيلات عود، أكثر من شخص له تسجيلات عود في هذه الفترة.

– نعم، نسمع أمثلة مشكلة منهم؟

– حسنا، لنأخذهم بالترتيب، من البداية لدينا الحاج سيد السويسي، الحاج سيد السويسي أعتبره من المهمين جدا في عزف العود، ريشته جميلة، وعلى ذكر الريشة يمكن القول أنهم في البداية كانوا  يستخدمون مضارب من الخشب أو من السن ليضربوا بها على العود.

– ما هو السن؟

– السن هو العاج، بعد ذلك في فترة ما عند أبو الحسن الطحان كتب أنهم يحضرون ريشة من آخر جناح النسر ويعزفون بها، هذه لا تزال مستخدمة، بعد ذلك استخدمت عدة مواد سواء مواد طبيعية مثل القرن أو ظهر السلحفاة وغيرها، ومواد صناعية لاحقا كالبلاستيك. هذه أنواع الريشة المستخدمة في عزف العود ويستخدمها كل العازفين إلى وقتنا هذا.

– عودة إلى السويسي.

– ريشته في غاية الجمال، ومع ذلك لا يستعرض تقنيا أبدا، لديه جمل تميزه، أنا متأكد إن من يسمع سيد السويسي في هذا العزف يستطيع بعد ذلك أن يميز بسهولة أن هذا سيد السويسي في أي تسجيل آخر يسمعه. هناك أناس قد يكون تعلم منهم لكنهم لم يسجلوا، كالليثي والقمرقجي وغيرهما، لكنهما لم يسجلا ولو فعلا لا نعرف أنهما نفس الشخصين. مبدئيا نسمع له نموذج يعزف لوحده… (تقسيم صبا) والآن نسمعه يعزف في عمل جماعي مع تخت أوديون ومعه عبد العزيز القباني على القانون وعلي عبده صالح على الناي…(بشرف عرضبار)

نصل أعزائي المستمعين إلى ختام حلقتنا اليوم من “دروب النغم” عن العود، مع الأستاذ مصطفى سعيد، ونواصل  الحديث في الحلقات القادمة.

قدم لكم الحلقة: فاضل التركي.

“دروب النغم”.

  2016  /  الإذاعة  /  Last Updated أغسطس 18, 2016 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien