نظم الشيخ محمد الدرويش، تلحين محمد أفندي عثمان، مقام نهاوند، من فروع مقام العشّاق
مذهب:
كادني الهوى وصبحت عليل مثل النسيم في روض الأنس، حِبّي قمر
طالع على غصن، كلّه أدب وطرب وجميل، مالوش مثيل
دور:
للحسن ده بالطبع أميل ياللي تلوم دا شيء بالعقل، وانظر كدا
كلا تسجيلي هذه الحلقة لشركة الجراموفون، الأوّل للشيخ يوسف المَنيلاوي، على ثلاثة أوجه ثلاثين 30 سم حوالي عام 1907، مصنّف رقم 012192 012193 012194، مصفوفة رقم 1121c 1122c 1123c
والثاني للشيخ السيّد الصفْتي على ثلاثة أوجه لكن 25 سم هذه المرّة أي أن المدّة أصغر من التسجيل السابق بما يفوق ثلاث دقائق، التسجيل حوالي عام 1910، مصنّف رقم G.C.-14-12320 G.C.-14-12321 G.C.-14-12322، مصفوفة رقم 1311 y 1312 y 1313 y.
وبعده بثلاثين عاماً تقريباً سجّل الدور سامي الشوّا والذي شارك في التسجيل السابق ذكره يعزفه بكمانه مستبدلاً الكمان بالغناء لشركة هز ماسترز فويس إصدار رقم S.E.23 ومصفوفة رقم OAC 96-1 OAC 97-1
والآن ننتقل إلى التحليل .
دور كادني الهوى،
هو من الأدوار التي انتشرت ليس فقط وقت تلحينه وإنما بعد ذلك وخصوصاً في الربع الثاني من القرن العشرين لسهولة عزفه (على آلة البيانو)، لأنه من وجهة نظرهم لا يحتوي على ربع صوت. لنتغاضى تماماً عن هذه الفرضية الآن ونرجع للدور كما لحن. من المؤكد أنه أثناء تلحين السيد محمد عثمان لهذا الدور لم يضع البيانو في الحسبان. وإذا ما كان هذا الدور سيعزف على آلة البيانو أم لا. لا أظن أن هذه المسألة كانت في خاطره أبدا.
دور كادني الهوى هو من الأدوار الأخيرة لمحمد عثمان. يبدو أنه يحتوي على فكرة المسار الإلزامي التي لم تظهر في بداية مدرسة عبدو الحامولي ومحمد عثمان. وإنما ظهرت في مرحلة لاحقة، بمعنى أن هناك مذهباً ثابت التلحين ولاحقا دور يسمح بالكثير من الإرتجال، ولكن هناك مسار إلزامي لهذا الدور مثلا إعاد جزء من المذهب في البداية ليكون بداية التفريد لاحقا الآهات أو الليالي. لا يُظَن أن فكرة المسار الإلزامي هذه هي نفس الفكرة المتطورة على يد ابراهيم القباني وداود حسني. فالتسجيلات المختلفة لهذا الدور تدل على أن هناك احترام ما للمسار الإلزامي ولكن هذا ليس ناموس. نجد مثلا أن الشيخ يوسف المنيلاوي يلتزم بشئ السيد الصفتي لا يلتزم به والعكس صحيح. فلنحلل هذا الدور خطوة بخطوة. المذهب في التسجيلين اللذين بحوزتنا تقريبا متطابقين مع اختلافات في الأداء الفردي للتصرف اللحني على كل جملة. هذا لا يمكن أبدا توحيده. نأتي إلى الدور، الدور عند يوسف المنيلاوي نجد فيه حيزا كبيرا من الإرتجال لأن الأسطوانة مسجلة على ثلاثة أوجه من القياس الكبير. أسطوانة السيد الصفتي مسجلة على ثلاثة أوجه أيضا ولكن من القياس الأصغر، فبالتالي نجد أن حيز الإرتجال أقل.
فلنلقي الضوء على أول ملاحظة وهي أن الشيخ يوسف المنيلاوي يؤدي الدور بطابع من المزاح حيث نشعر بأن أجواء المرح والسعادة تطغى على أدائه. يجب أن نذكر أن هذه هي أول أسطوانة سجلها يوسف المنيلاوي مع غراموفون. كان قد سجل قبلها بسنتين مع سماع الملوك ولكن هذه أول أسطوانة وصلتنا مسجلة مع غراموفون. السيد الصفتي يؤديه بجدية، فلنستمع من كليهما إلى “للحسن ده بالطبع أميل” الذي يؤدي فيها الشيخ يوسف جملة هابطة (غناء نغمات متلاحقة أو زحلقة) ونستمع إلى جملة مشابهة لها تقريبا، نلاحظ فيها جدية السيد الصفتي وعبثية أو مرح الشيخ يوسف المنيلاويٍ. إذن من البداية الفرق واضح جدا في الأداء وتعامل كل واحد منهما مع هذا القالب الذي يتناوله بالغناء. لننتقل إلى الملاحظة الثانية وهي أن الشيخ يوسف يؤدي جملة آهات تعالوا نستمع إليها. إذن هو يؤدي هذه الجملة التي يبدو أنها جزءا من المسار الإلزامي للدور. هذه الجملة لا يؤديها السيد الصفتي مع أنه في الجزء الذي يسبق هذه الجملة وهي قلبة\نقلة الراست، تعالوا نستمع إلي هذه النقلة من السيد الصفتي. نلاحظ أن السيد الصفتي أطال في هذا الجزء بينما أختصره الشيخ يوسف. إذن هذا أيضا فرق في مسألة المسار الإلزامي. أعود وأذكر بأن هناك فرق واضح جدا في أداء العزف. الشيخ يوسف المنيلاوي معه إبراهيم سهلون ومحمد العقاد وعلي صالح. هذا يعني الخبرة الجيدة لأنهم يصاحبونه منذ فترة طويلة. أما التخت الذي يصاحب السيد الصفتي فللتسجيل فقط ولا أظنهم يعزفون معه في الأداء الحي. فلنستمع إلى جملة ترجمة مع الشيخ يوسف المنيلاوي وجملة ترجمة مع السيد الصفتي.
ننتقل إلى الليالي في الدور، نلاحظ أن أداء يوسف المنيلاوي فيه نوع من التمكن ومن الإستعراض. أما السيد الصفتي فنلاحظ أنه يؤدي بجمود, هذا لا يعني أن الأداء ثابت لكن سبب هذا الشعورأنه يتعاطى في العمل الذي يتناوله بجدية. لا يتحلى بروح الدعابة في أداءه كالشيخ يوسف المنيلاوي. نستمع إلى مقطع صغير من يا ليل يا عين من الدور مع الشيخ يوسف والسيد الصفتي.
أما بالنسبة للختام فيختم الإثنين بأسلوب مشابه. عندما نستمع إلى التسجيل المنفرد سنلاحظ الفروق بينيهما. ونعود هنا إلى جملة الراست لنستمع إلى تسجيل معين سنتعرض له ولكن لن نستمع إليه بالكامل، هو تسجيل سامي أفندي الشوا لهذا الدور بعد تسجيل السيد الصفتي بما لا يقل عن 25 سنة. لنستمع إلى جملة الراست ونلاحظ أداء سامي الشوا الذي يوحي بأنه يغني لا يعزف. هذا درس لكل السادة الموسيقيين أنه مهما ما بلغ الشخص من القدرات التقنية فعليه أن يتعلم الغناء لأن موسيقانا قائمة أصلا على تفعيلة اللغة، حتى عندما نعزف التقاسيم فكأننا نقطع الكلام العربي. فلنستمع إلى جملة الراست وهي “للحسن دة بالطبع أميل” من سامي الشوا.
فإذن نستمع الآن إلى دور كادني الهوى لحن محمد عثمان أو مذهب لحن محمد عثمان. أولا بصوت الشيخ يوسف المنيلاوي. تفتتح الأسطوانة بتقاسيم كمنجة من ابراهيم سهلون لاحقا الليالي على العشاق أو النهاوند، يمكن تسميته بهذين الإسمين ولاحقا الدور. نستمع إلى الدور المصاحبة على الكمان إبراهيم سهلون كما سبق الذكر والقانون محمد العقاد والناي علي صالح.
أما الآن نستمع إلى الدور من السيد الصفتي. الدور يبدأ بدولاب مقام نهاوند، بعد ذلك يؤي السيد الصفتي الدور ولاحقا تقاسيم على الكمنجة من سامي الشوا. التخت المصاحب إبراهيم القباني على العود ومقصود كالكاجيان على القانون وسامي الشوا على الكمان.
ننهي حلقة اليوم من برنامج “سمع” على أمل اللقاء بكم في حلقة جديدة نترككم في الأمان.
الحلقات الأخيرة
- 221 – زكريّا أحمد – 12 (1/9/2022)
- 220 – زكريّا أحمد – 11 (1/9/2022)
- 219 – زكريّا أحمد – 10 (11/25/2021)
- 218 – زكريّا أحمد – 9 (10/26/2021)
- 217 – زكريّا أحمد – 8 (9/24/2021)
- 216 – زكريّا أحمد – 7 (9/4/2021)
- 215 – زكريّا أحمد – 6 (8/28/2021)
- 214 – زكريّا أحمد – 5 (8/6/2021)
- 213 – زكريّا أحمد – 4 (6/26/2021)
- 212 – زكريّا أحمد – 3 (5/27/2021)
- 211 – زكريّا أحمد – 2 (5/1/2021)
- 210 – زكريّا أحمد – 1 (4/28/2021)
- 209 – والله لا أستطيع صدك 2 (4/6/2017)
- 208 – والله لا أستطيع صدك 1 (3/30/2017)
- 207 – بشرف قره بطك 7 (3/23/2017)