You are here:   Home  /  الإذاعة  /  068 – 1 إبراهيم القباني

068 – 1 إبراهيم القباني

enar

 

012-IQB,-Ibrahim-Qabani,-Yaaeish-Wyeashaq-Qalbi-I-www

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”

أصدقاءنا المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، في حلقة اليوم نتحدث عن علم من أعلام الموسيقى العربية في نهايات القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، هو إبراهيم القباني، إبراهيم القباني ولد في “دمنهور” وعاش حياته في القاهرة، ومات فيها حوالي عام 1927.

“يعني حتسرق مني شوية المعلومات المتوفرة لدي”

“يا عم ما تسيبي الله، هو كل ما نستضيفك تقول انت كل حاجة واقعد أنا على جنب، ما ينفعش كدة”.

“طيب خلص قول قول قول”.

 

نستضيف اليوم كما سمعتم الأستاذ الدكتور فريديريك لغرونج الذي سيحدثنا عن بطل حلقتنا اليوم وهو إبراهيم القباني.

إبراهيم محمد حسن الوكيل الملقب بالقباني، وكما سبق أن قلنا أن المعلومات التي تخص القباني هي معلومات شحيحة للغاية، كل ما نعلمه عن حياة هذا الملحن الفذ جاءنا من خلال السيرة التي ألفها ابنه، والتي طبعها سنة 1977، وبعض المعلومات الإضافية التي أتى بها توفيق زكي في كتابه المنشور سنة 1990. غير ذلك ما نعرفه عنه نستطيع أن نستخرجه أو نستدل به من تسجيلاته، التسجيلات إما تكون بصوت إبراهيم القباني أو بصوت المطربين الكثيرين اللذين تغنوا بألحانه. فيبدو أنه ولد حوالي سنة 1852، طبعا عندما نقول 52 لا نعلم بالضبط إذا كان ولد في ”دمنهور” في هذه السنة بالضبط، المهم يقال  حسب هذه المصادر أنه ولد في “دمنهور” في عائلة متديِّنة، والده كان صارما ويكاد يكون متزمِّتا، وبعد هذه الولادة في “دمنهور” استقرت العائلة بعد ذلك في القاهرة، والقباني تتلمذ في شبابه لدى “الصهبجية” في الأحياء الشعبية، وفي نفس الوقت يقال أنه كان يحضر  حفلات كبار أساطين المدرسة الخديوية، معنى ذلك محمد عثمان وعبد الحامولي، والمعلومة الغريبة إلى حد ما أنه لم يتتلمذ في البداية لدى المطربين أو لدى عازفي العود أو القانون بل الرقاقة، يعني من علمه الكار/الشغل هو عازف الرق، وكان يذهب إلى الرقاقين في مختلف تخوت هذه الفترة لكي يتعلم الأوزان، ثم بعد تعلمه الأوزان تعلم العزف على العود. معلومة أخرى تؤكد أنه كان موظفا، أنا لا أفهم كيف يكون الشخص في شبابه موظفا من جهة ويتعلم العزف على الرق والعود من جهة أخرى، أنا لا أعرف رأيك في ذلك، الموظف في السنوات الأخيرة أو الثلث الأخير من القرن التاسع عشر أكيد ليس بمعنى موظف في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، هناك فرقا شاسعا. الموظف كان أفندي، في كتلوجات الأسطوانات هم يقولون عنه إبراهيم أفندي القباني، ولكن أفندي بكل معاني الكلمة سنة 1870 أو 1880 كلمة لها وزنها، في أي قدر نستطيع أن نعتبر شاب في العشرين من عمره أو في الثلاثين من عمره أفندي وهو يتعلم العزف والغناء في تخت؟ أشعر أن هناك شئ من التناقض.

أظن إذا قلنا أنه كان هناك “بهاوات”(جمع بيه) يتعلمون الموسيقى على يد كبار العازفين وكبار الموسيقيين في هذه المرحلة، فقد يكون هناك أفندي يتعلم، ولكن ما أشك فيه حقيقة هو أنه لم يتعلم من عثمان وعبده الحامولي وأنه بدأ في الأوزان إلخ، إذا كان فعلا بدأ بالأوزان ولم يتعلم عود إلا في مرحلة متأخرة فلماذا ليس لديه موشحات؟

هم يقولون أنه بدأ بالأوزان وبعد ذلك انتقل إلى العود، ولكن أنا معك في مسألة الموشحات، إن كان فعلا تخصص في الأوزان أولا فلماذا لم يلحن الموشحات؟ وثانيا لماذا لا  نستشعر المزيد من الانتقالات الإيقاعية في أدواره؟ هناك بعض الانتقالات في أدواره الأخيرة مثل “الفؤاد مخلوق لحبك” على سبيل المثال، لكن غير ذلك أدواره تكاد تكون على وتيرة إيقاعية واحدة أليس كذلك؟

نعم إذا استثنينا من ذلك دور الأقساق ودور “الفؤاد مخلوق لحبك” حسنا نعم، لكن لا أعرف أنا لدي إحساس أنه تتلمذ بشكل أو بآخر على يد محمد عثمان.

عندما انتقل إلى القاهرة، ولكن يبدو حسب المصادر التي ذكرتها أنه تبعا لمعارضة والده استقر لوحده في “بنها”، حيث صار تلميذا للشيخ سليم رزق وتزوج ابنته، ثم طاف مختلف مدن الدلتا كالزقازيق، ويبدو أنه كان يغنى سنة 1875 في قهوة الخواجة جورجي في الزقازيق، يعني أنه بدأ حياته يغني في المقاهي الشعبية. نعود إلى موضوع الموظف، هل هناك موظف يغني في المقاهي سنة 1875؟ 

“زيادة دخل يا سيدي”

“صح ما يضرش”، ثم جرب حظه في تلحين الأدوار، غالبا الأدوار منذ البداية مما يؤكد فكرة أنه لا بد من أن يكون تتلمذ إما لدى محمد عثمان إما على يد عبده الحامولي، ثم عاد إلى القاهرة بعد وفاة والده وصار ملحنا مرموقا ومطربا في نفس الوقت، فعلا هو صوته جميل وأداءه ممتاز، عندما مثلا نقارن تسجيلات داوود حسني بتسجيلات إبراهيم القباني أشعر بأن صوته مطرب أكثر، صوته شجي يهز المستمع. 

أنا بصراحة أحب صوت داوود حسني جدا لن أكذب عليك، لكن القباني نعم يغني بشكل جيد. 

“إنت أساسا قاصد تعارضني النهاردة مش عارف ليه”.

“مش عارف إنت نأرك من نأري النهاردة”، فعلا هو مطرب لديه إمكانيات صوتية وتحليات/زخارف أعتقد نعم أكثر من داوود حسني، ويبدو أنه فعلا امتهن الغناء أكثر مما داوود حسني امتهن الغناء، بمعنى أنه كما يقول سامي الشوا في مذكراته أنه أول ما بدأ العزف بدا في تخت إبراهيم القباني، وإبراهيم القباني هو الذي كان يغني في قهوة في الأزبكية.

عبارة تخت إبراهيم القباني فعلا تدل بشكل قاطع أنه كان يعتبر مطرب في الدرجة الأولى، وربما كان يُنظر إليه على أنه ملحن في الدرجة الثانية في البداية، ثم تحول إلى ملحن أكثر منه مطرب.

هناك بعض الناس يقولون أنه أصيب في صوته فتوقف عن الغناء، ولكن أنا لست مقتنعا بهذه الحكاية بصراحة.

إذا سمعنا التسجيلات الأولى التي سجلها، أول حملة تسجيلات سنة 1903، يعني هو ينتمي إلى الصف الثاني، يجب أن نقر بالواقع ليس من كبار المطربين اللذين سجلوا سنة ،1903 أول حملة تسجيلات في الشرق الأوسط، الصوتان المعروفين اللذين سجلا في حملة 1903 هما سيد السفطي وإبراهيم القباني، أما الباقي فيكادون أن يكونوا مغمورين مثل محمود التلغرافجي وغيرهم. سجل أربع  تسجيلات “بكل مرسوم” الموال الذي غناه يوسف المنيلاوي كذلك، قصيدة نحن لا نعرف عنها شيئا، الغريب أن الملصق لم يكتب عليه شئ أبدا كُتب فقط قصيدة.

إبراهيم القباني

إبراهيم القباني

إذا عدنا “لأوديون” آخر سنة 1904 سنجد أيضا أن محمد سليم قد سجل قصيدة، وعندما نضع الأسطوانة نكتشف أنها قصيدة “أراك عصي الدمع”، فيبدو أنه سجل قصيدة “أراك عصي الدمع” والله أعلم.

احتمال أن يكون قد سجل “أراك عصي الدمع”، نحن فقط نتمنى أن نعثر يوماً ما على الأسطوانة ثم نعرف بعد ذلك ماذا تحتوي، في سنة 1903 سجل “يعيش ويعشق قلبي”، دور الصبا الجميل الذي سجله أيضا الشيخ يوسف المنيلاوي على أسطوانة “سمع الملوك”، “والدلال مودة”.

حضرتك تقصد “الدلال موضة” نعم والله كما أقول لك، إثباتا على ذلك إسمع…

حسنا لنستمع من هذا الجيل إلى دور “يعيش ويعشق قلبي” لأنه يغنيه بشكل جميل جدا، الدور سُجل سنة 1903 والأسطوانة قفلت عليه في آخرها…

إذن اتصل إبراهيم القباني ببيت عبد الرحيم المسلوب وتزوج ابنته، ويبدو أنه في السنوات الأولى للقرن العشرين بعد وفاة عبده الحامولي ومحمد عثمان وبعد أن توقف المسلوب عن الإنتاج الموسيقي، الثنائي إبراهيم القباني وداوود حسني أصبحا أهم مؤلفَين في مجال الموسيقى العالمة أو الموسيقى الفصحى إذا جاز التعبير.
لكن ما حكاية أنه تزوج ابنته؟ في كل مرة تزوج ابنته….تزوج ابنته، عند عبده الحامولي تزوج ابنته وإبراهيم القباني تزوج ابنته.

ملاحظة قيمة، أظن أنهم ولو بشكل رمزي، الإشارة في كل المصادر القديمة إلى هذه الزيجات في الأوساط الموسيقية ربما تدل على عبارة عن التوارث الرمزي عن طريق التزاوج أليس كذلك؟

ربما وأيضا في الملك والحكم هناك أيضا تزوج ابنته، ملاحظة فقط في التاريخ لدينا.

كان القباني من عواميد معهد للموسيقى الشرقية، ويبدو أنه منذ سنة 1920 عندما تأسست نقابة الموسيقيين صار هو نقيب الموسيقيين، طبعا سنة 1920 هي فترة بداية نضوب خياله الفني لأن آخر التلاحين التي قام بها هي بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة، الأعمال الدميلة الأخيرة التي لحنها في الترتيب الزمني هي مثلا: “الفؤاد مخلوق لحبك”، “الفؤاد مخلوق لحبك” هو تسجيل سنة 1915 بصوت زكي مراد، لنقل أنه مثلا فكر في هذا اللحن ابتداء من سنة 1914، ثم تسجيلات سنة 1919 أيضا بصوت زكي مراد، وهناك لحن جميل وهو “يا قمر داري العيون” دور “النواأثر”، على فكرة يمكننا سماع هذين اللحنين، ولكن خلاف هذين اللحنين لا أظن أن هناك أي شئ لحنه القباني بعد سنة 1919 أو بعد سنة 1920، وإن كان هناك لا أدري من سجلها…

أنا لا أظن أن هناك كتلوجات لشركات تقول، لا أعرف النظام في الأداء الحي، وقتها كانت شركات الأسطوانات بالفعل قد أخذت مكانة أخرى، فبالتالي أي شئ كان يُلحن كان يُسجل ولم يعد هناك شئ يُلحن ولا يُسجل،فبالتالي أنا أشك تماما أن هناك شئ لحنه القباني وقتها ولم يسجل.

احتمال مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفترة ما بعد سنة 1920 هي إلى حد ما فترة أفول نجم شركة “غراموفون”، ما عدا أم كلثوم، لاحظ كمية تسجيلات شركة “غراموفون” في السنوات التي هي  قبل الحرب العالمية الأولى وبعد الحرب مباشرة لغاية سنة 1920، وإنتاج شركة “غراموفون” بعد سنة 1920، تقريبا توقف ما عدا أم كلثوم وعبد الوهاب، عبد الوهاب وأم كلثوم هما فرصة “غراموفون” في أن تستمر في السوق، غير ذلك “بيضافون” “وبوليفون” والشركات الأخرى هي فعلا التي كانت تقود السوق.

أنا بصراحة لدي اعتقاد آخر وهو أن “غراموفون” في آخر العقد الأول وأول العقد الثاني من القرن العشرين كانت تسجل ما لا يقل عن ستة أضعاف هذه الشركات، فإذا وجدنا مئة أسطوانة في كتلوج “بيضافون” سنجد ست مائة في كلوج “غراموفون” في العقد الثاني مثلا، في العقد الثالث أصبحتا تسجلان بنفس القدر، ليس هناك واحدة تسجل أكثر من الأخرى.

تماما وهذا ما يمكن أن يعطي انطباعا أن “غراموفون” قد فقدت تماما هذه المكانة المهيمنة على السوق التي كانت تميزها في الفترة ما بين 1906 لغاية 18/1917. نعود إلى إبراهيم القباني ابتداء من 20/1919 توقف عن التلحين، وصار فقط أحد أعمدة معهد الموسيقى الشرقية ونقيب الموسيقيين، بالنسبة لإنتاجه أي القوالب الموسيقية التي لحنها، الشئ الذي يمكن أن نلاحظه هو أنه مقل في كل القوالب الموسيقية ما عدا الدور، طبعا الموال لا يعتبر لحن، فالموال مرتجل، فقد سجل موالين هما “بكل مرسوم أمرني الحب ونهاني”، والموال السياسي لمصطفى كامل باشا، مصطفى كامل باشا توفي سنة 1908، فغالبا أن يكون قد غناه سنة 9/1908 على الأكثر، ولكن هذه أساسا قوالب غير ملحنة، هي قوالب ارتجالية في المرتبة الأولى…

وهناك هذه القصيدة الغامضة التي أشرنا إليها، وبعد ذلك كل ما لحنه أدوار، مقارنة بداوود حسني الذي جرب حظه تقريبا في كل القوالب الملحنة، الألحان المسرحية والطقاطيق والدور والمونولوج وخلاف ذلك، إبراهيم القباني وهو معروف عنه أنه فعلا منافس داود حسني الأول إنتاجه كله أدوار، ويا لها من أدوار!

نعم عظيمة طبعا، ولكن لا نستطيع أن نقول كيف كان يغني في الأداء الحي، سامي الشوا يقول بأنه كان ملما بألحان الموشحات وأنه كان يغنيها، وأنه هو بنفسه قام بتحفيظه العديد من البشارف والأعمال الآلية، فيبدو أنه كان ملما بها، مع أنه مقل جدا في عزفه على العود، وليس له سوى تقسيمة واحد خلال عمل ليس أكثر من ذلك، ولكن يبدو أنه كان ملما بهذه الأحوال، لماذا لم يسجلها أو يلحن فيها لا نعلم.

على فكرة لقد شوقتني، ما هي التقسيمة اليتيمة التي تتحدث عنها؟

تقسيمة في بشرف “قرابتاك” سيكاه هو يقسمها وينقل إلى “البمب”، جميلة جدا يمكننا أن نسمع العمل كله أو جزءا منه.

نسمع التقسيمة على الأقل. 

حسنا…

هو فعلا كان عازف عود، معروف عنه أنه كان عازف عود بارع، لدرجة أنه أعطى دروس العود لأم كلثوم، المعلومة هذه مؤكدة وليست إشاعة لأن ابنه في الكتاب الذي كتبه عن والده نشر صورة لقسيمة  تقريبا موقعة بيد أم كلثوم، تدفع إما عربون لدروس العود، أو تعترف بأنها مدينة للقباني بعدد من الدروس، نوع من التعاقد بينهما هو شئ مضحك جدا. 

كان يكتبون كل شئ في وقتها، لم يعد أحد يفعل ذلك الآن.

قد يكون أيضا أعطى دروسا لعبد الوهاب، في بداية عمر أم كلثوم وعبد الوهاب. 

بما أنه كان نقيب الموسيقيين ودرس في معهد الموسيقى الشرقية الذي درس فيه عبد الوهاب فمن الممكن فلما لا. 

تقول هذه المصادر بالنسبة إلى علاقاته مع المطربين غير المصريين أنه كان صديق للمطرب وعازف البزق اللبناني البيروتي محيي الدين بعيون، لأن محيي الدين بعيون كان يزور القاهرة، وأثناء إحدى إقامات محيي الدين باعيون في القاهرة تعرف عليه ونشأت هذه الصداقة المستمرة بينهما.

صديق مع فارق السن.

إلى هنا أصدقاءنا المستمعين نكون قد وصلنا إلى ختام حلقتنا الأولى في حديثنا عن إبراهيم القباني، إلى أن نلتقي في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ” نترككم في الأمان.

“من التاريخ”، فكرة وإعداد: مصطفى سعيد.

 

008-IQB-A, Ibrahim Qabani, Mustafa Kamel (Mawal) I010-IQB-1, Ibrahim Qabani, Eddalal Mouda 

 

 

  2014  /  الإذاعة  /  Last Updated يوليو 24, 2014 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien