You are here:   Home  /  الإذاعة  /  077 – داوود حسني 2

077 – داوود حسني 2

enar

 

004-CON, Daoud-Housni, Aachaq El Khales Le Houbbak I

مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “من التاريخ”

أهلا وسهلا بكم سادتي المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “من التاريخ”، نواصل فيها الحديث ويواصله معنا الأستاذ الدكتور فريديرك لغرنج عن داوود أفندي حسني.

فلنتحدث عن داوود حسني ليس فقط كملحن، ولكن أيضا كمطرب كمؤدي وكعازف، أنا لا أستسيغ صوت داوود حسني، ولكن أعترف أن أداءه كان فعلا عبقريا، بالنسبة لتسجيلات داوود حسني، داوود حسني سجل في أسطوانات “زونوفون”، هناك تسجيل “لسلمت روحك” بصوت داوود حسني، يمكن أن نقارنه بالصيغة التي سمعناها بصوت عبد الحي حلمي

يمكننا أن نسمع مقطعاً منه… لكن أنا بصراحة لدي خلاف مشروع معك في مسألة صوته، لأنني أحب أن أسمعه جدا بصراحة، أنا أسلطن على صوته، الرجل مطرب، أنا لا أستطيع أن أفهم، أولا أنا ليس لدي علاقة في مسألة أنه يجب أن يكون صوته جميلا لكي يطرب ، ولكن أنا أطرب جدا من هذا الرجل، صوته يطربني فعلا.

هناك تسجل جميل في مؤتمر القاهرة سنة 1932، يعني خمس سنوات بالضبط قبل وفاته، يغني دور الصبا “إعشق الخالص لحبك”، وأظن أنه فعلا أبدع في تسجيل هذا الدور.

صحيح، “إعشق الخالص لحبك” مع أن هناك أشخاص كثر قاموا بغنائه، مثل سيد السفطي وعبد الحي وغيره، لكن فعلا هو أجاد في هذا الدور.

والشيء الجميل أن دور “إعشق الخالص لحبك” ليس له، هو دور لأستاذه ومعلمه محمد عثمان… داوود حسني ليس فقط مؤديا ومطربا، داوود حسني هو عازف عود بارع، أنت كعازف عود محترف، ما هي ميزة عود داوود حسني؟

“يا عمي أنا غلبان”، أولا: داوود حسني هو من عازفي العود اللذين كان لديهم أكثر من آلة، وكل آلة مضبوطة على طبقة معينة، يبدو أنه كان يتعمد أن يعزف هذه التقسيمة بهذا العود الذي هو من هذه الطبقة، كل أعواده كانت خمسة، وكان دائما يصاحب نفسه من عود مدوزن قرار، يعني يعني مدوزن”سفارجا” أو “سيبيردا”، أو المنخفضة عنها قليلا الصغيرة المسماة بالتركية “يلدز”، ولديه أعواد أخرى مدوزنة أعلى “شاه” عالي، أي راست الفا (Fa) عندنا، “والسفارجا” أو “السيفيردا” هي “راست الدو” (Do) في التعريف الحديث، وكان كما قلنا يتعمد أن يقسم هذه التقسيمة من هذا العود، فهو كان على وعي جدا بالتأثير الناتج عن الطبقة على الأذن البشرية في التقسيم، ثانيا: ريشته كانت خفيفة وسلسة، وكان يصمت، كان يعرف متى يقول “إس” أي يصمت ويقطع الجمل، فجمله قصيرة وظريفة جدا ومستساغة، ودائما بعد كل جملة لا تستطيع إلا أن تقول “الله”، لا يمكنك أن تبقى صامتا. وهو في التقاسيم الموقع لديه قدرة غريبة جدا على التصدير خارج الإيقاع والعودة إليه، دون الاعتماد على إيقاع الريشة نفسه، يعتمد على إيقاع رأسه وإيقاع الجملة أكثر من اعتماده على إيقاع الريشة.

داوود حسني

داوود حسني

هذه مثلا النقطة التي تميزه عن القصبجي. 

صحيح، فالقصبجي يجرب دائما أن يوقع بالريشة، يعني أن يشعرك “بالدم” أو الضغط بالريشة، بينما هو يعتمد على رأسه، وهو أيضا كعازف عود يستخدم يده اليسرى كثيرا في استخراج نغمات لا تُعزف بالريشة، كان دائما يبصم كثيرا بأصابعه نغمات لا تُعزف بالريشة، وهذا لم يكن معتادا في عصره كثيرا.

لا شك أن داوود حسني كان مشهورا كعواد أيضا، بدلالة أنه سُجل من قبل شركة “أوديون” إما سنة 1920 إما سنة 1922، على العموم الاسطوانات صدرت سنة 1922، وهذه السلسلة من الاسطوانات هي كلها أسطوانات تقسيم، تقسيم “بياتي” وتقسيم “راست”، وهناك غالبا وجه تقسيم “عادة” أي إيقاع مرسل، ووجه تقسيم على “الوحدة”، هذا طبعا إلى جانب  التسجيلات  بصوته كمطرب لصالح شركة “غراموفون”، لشركة “غراموفون” أيضا سجل تقاسيم، فما التقسيم الذي سنستمع إليه؟

أرغب كثيرا بأن نستمع إلى تقاسيم “ججازكار” على وجهين، “لغراموفون” مسجلة على الأرجح سنة 1913، وجه تقسيم “حجازكار” عادة، ووجه تقسيم “حجازكار” على “الوحدة” والعود مدوزن عالي…

نعود إلى داوود حسني كملحن، الحقيقة أن إنتاج داوود حسني الفني في مجال التلحين ينقسم إلى ثلاث مجموعات، الأدوار والطقاطيق والألحان المسرحية، نبدأ بالأدوار أسلوب داوود حسني امتداد لمدرسة محمد عثمان. هذا هو القاسم المشترك بينه وبين إبراهيم القباني، في حلقة كنا قد خصصناها لإبراهيم القباني، تحدثنا كثيرا عن هذه المنافسة بينهما، وان كل واحد منهما كان يغني دور في مقام من هذه المقامات التركية، ولكن المعربة التي أتت بأسلوب مصري صميم، وكان الآخر يجرب حظه على نفس المقام، بدور مماثل ودور منافس، أظن أنه لا بد من أن نستمع إلى دور من هذه الأدوار التنافسية، (القلب في حكم الهوى) على سبيل المثال، وأظن أن مقاميًا “القلب في حكم الهوى” له ميزة معينة، وهي عدم فهمه واختراعه لشيء ربما يتفوق على المسار اللحني الذي كان عليه أن يتبعه لو نجح أداء هذا المقام.

صحيح، دور “الحجازكار كرد” أو ما يسميه هو “حجازكار كرد” قام بمسار يمكن جدا أن نقول  جديد لهذا المقام، وهو أنه بدأ “حجازكار” وقفل “كرد”، وهو ليس هكذا في “السازيندا” التركية، ولكن فعلا يمكن أن نقول أنه عقل ما عربي في صياغة هذه المسيرة اللحنية، لأنه كان أحيانا يقفله “بياتي” وليس “كرد”، فلنستمع إلى هذا الدور،ولكن بصوت سيد السفطي أو داوود حسني؟

بصوت سيد السفطي، فقد انتهينا من صوت داوود حسني.

“عشان خطرك انت بس، واللهي لو حد تاني قاعد قدامي دي الوقتي كنت شغلته بصوت داوود حسني، بس عشان خطرك انت بس”، نسمع دور “القلب في حكم الهوى” لسيد السفطي مع “غراموفون”؟

مع “غراموفون”

حسنا…

إلى هنا أصدقاءنا المستمعين نكون قد وصلنا إلى ختام حلقة اليوم من برنامج “من التاريخ، نتقدم بخالص الشكر للأستاذ الدكتور فريديرك لرونج، على أمل اللقاء بكم في حلقة جديدة نواصل فيها الحديث عن داوود أفندي حسني، نترككم في الأمان.

“من التاريخ”: فكرة وإعداد: مصطفى سعيد.

 

161-SSF-1-A, Saied-Safti, Alalb Fi Hob El hawa I021-DHS-A, Daoud Husni, Taqsim Hijaz Kar

 

 

  2014  /  الإذاعة  /  Last Updated سبتمبر 11, 2014 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien