You are here:   Home  /  الإذاعة  /  105 – دور جددي يا نفس حظك 2

105 – دور جددي يا نفس حظك 2

enar

 

103-CON, Aziz Othman, Jaddidi Ya Nafs Hazzikمؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون تقدم: “سمع”

“سمع” برنامج يتناول ما لدينا من إرث موسيقي بالمقارنة والتحليل

فكرة: مصطفى سعيد

سادتي المستمعين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج “سمع”، نواصل فيها التدقيق والبحث في دور “جددي يا نفس حظك”.

آخر ما فعلناه هو أننا سمعنا تسجيلا كاملا للدور مع غراموفون بصوت الشيخ المنيلاوي، ماذا يفعل الزمن في الدور؟ الشيخ يوسف وعبد الحي حلمي تحديدا يقومان بما يشبه الشوري على سبيل الزخرفة في مذهب الدور. سنلاحظ أنه مع تطور الوقت أصبحت هذه النقلة الشوري عندعبد الحي حلمي أمر واقع، لدرجة أنه عندما تترجم الفرقة المذهب بعد انتهائه من الغناء يغزفون نقلة الشوري هذه بشكل متحد جدا جدا جدا، كما لو وأنها أصبحت الأصل في الدور، وكأن الملحن يريد ذلك. نسمع مذهب الدور من تسجيل بيضافون لعبد الحي حلمي، هو تسجيل متأخر. عبد الحي حلمي يغنيه  تقريبا نصف طنين أقل من التسجيلات السابقة، واضح أنه يغنيه بشكل أبطأ، سنلاحظ هذا في المذهب ثم نعود ونرى ماذا فعل أيضا….

لاحظنا الاتحاد في نقلة الشوري بين العود والقانون والكمنجة، واضح أن الأداء الحي فرض هذا التعديل في آخر مذهب الدور. في نفس هذا التسجيل أي تسجيل بيضافون عبد الحي يحاول أن يقوم بهنك جديد على “في الغرام”، يحاول أن يقوم بهنك جديد غير الذي يقوم به عادة، أو غير الذي سمعناه في تسيجلي أوديون وزونوفون، يحاول أن يقوم بهنك جديد لكن سرعان ما يعود إلى هنكه القديم “الغرام الغرام” الطبيعي الذي سمعناه في الحلقة السابقة مع زونوفون وأوديون، لنسمع أيضا هذه المحاولة لأن شيء كهذا يعطينا نوع من الصورة أو تخيل عن كيفية أداء هؤلاء الناس في الأداء  الحي….

عزيز عثمان

عزيز عثمان

في هذه الحالة سأحاول أن أرى الشواهد التي تأتي لنا من الأداء الحي، يا ترى هل كانوا يغنون هذا الكلام في الحفلات وكيف؟ حسنا سنتقدم حوالي عشرين سنة أو أكثر قليلا اثنتي وعشرين سنة إلى الأمام في مؤتمر الموسيقى العربية أو مؤتمر الموسيقى الشرقية  الذي عقد في مارس سنة 1932 في معهد الموسيقى العربية في القاهرة، طبعا أقصد المبنى القديم وليس المبنى الحالي ؛ المهم في هذا المؤتمر تم تسجيل العديد من الاسطوانات، وكان من ضمن من سجلوا عزيز عثمان، سجل مع مصطفى رضا دور “جددي يا نفس حظك”، حتى أننا سنلاحظ أن الشخص الذي يقدمه يقول: مصطفى بيه رضا وعزيز أفندي عثمان، نسمع التسجيل كله لأنه لدينا تسجيل آخر لعزيز عثمان وبين التسجيلين سنعلق، نسمع التسجيل هذا كاملا من أوله لآخره… التسجيل بدأ بليالٍ قصيرة جدا استعراض للمحير من عزيز عثمان ثم الدور، سنلاحظ هنا دور جديد غير موجود عند أي من الأشخاص اللذين غنوه ويقول: 

يا سلام من رمش عينك         الجبين ويٌا الحواجب

بالدلال احنا رضينا              أما البعاد ده ما كانش واجب

هذا الدور غير موجود في أي كتاب من الكتب التي كُتب فيها دور “جددي يا نفس حظك”، بعد غنائه هناك تقسيمة قانون صغيرة أيضا، استعراض وقفلة مفاجِأة جدا من المحير. في هذا التسجيل هناك بطانة والتي يبدو أنها مصطفى بيه نفسه يجيبه، ولكن نلاحظ أن الدور قصير جدا تقريبا دقيقتين إذا استثنينا الليالي والتقاسيم التي في الختام. دور مختصر وقصير جدا، ولكن مركز جدا في نفس الوقت، سنسمع نفس هذا الدور خمس عشرة سنة على أقل تقدير من فيلم “بنت المعلم”، يغنيه أيضا عزيز عثمان دون ليالي ومع فرقة كاملة هذه المرة. عندما نسمع الدور سنلاحظ أن هناك تطابق غريب بين ما يغنيه في المؤتمر وما يغنيه في الدور، أعتقد لو وضعناهما في مقارنة ستكون النتيجة متطابقة، تطابق غير معقول يبدو أنه مهد فيما بعد للشكل الذي تُغنى به الأدوار بشكل جماعي، ولكن سنسمع نوع آخر من أداء عزيز عثمان نفسه، يغني ربما اللحن نفسه لا يحتوي على أي تصرف أو ارتجال. لكن سنسمع نوع آخر من الأداء سنتكلم عنه بعد سماعه، التخت هنا تخت كامل فيه كمنجة وعود وناي وإيقاع، وأنا أظن حتى أنها ليست ناي أظن أنها سلامية ولكن لا يمكن أن نعرف ذلك لأن الصوت بعيد جدا وصعب أن نعرف، ولكن في أفلام مشابهة كان يستخدم معه السلامية وليس الناي، صوت عبد الفتاح القصري وهو يطلب المشاريب أثناء عزف اللازمة الموسيقية للدور، على فكرة اللازمة الموسيقى التي من الواضح أنهم قاموا بعمل المونتاج لها، مونتاج أربعينات أي مونتاج واضح جدا، اللازمة الموسيقى لم تكن معزوفة في المؤتمر أي مؤتمر الموسيقى العربية مع مصطفى بيه رضا، مصطفى بيه رضا لم يترجم اللازمة بعد مذهب الدور، نسمع إذن “جددي يا نفس حظك” عزيز عثمان من فيلم بنت المعلم….

صالح عبد الحي

صالح عبد الحي

سمعنا الصفارة في المنتصف وهو يقول “يا سلام يا سلام”، يبدو أن الصفارة كانت من شكوكو، على فكرة لأنه كان يقوم بدور القهوجي في الفيلم، كان يقوم بدور صبي عبد الفتاح القصري، مع أنه نفس الأدارء إلا أن صوت عزيز عثمان هنا مع أنه أكبر بخمس عشرة سنة إلا أن فيه حيوية زائدة عن ما هو عليه في المؤتمر، لماذا؟ الله أعلم لا أحد فعلا يعرف لما عزيز عثمان بهذه الحيوية. وأيضا مع أنه لدينا بعض التسجيلات للأدوار في الإذاعة في الخمسينات، إلا أنه فعلا ليس لدينا أي مرجع لكيفية غناء هؤلاء الناس في الأداء الحي ؛ حتى في الأفلام عندما كانوا يُظهرون أشخاص يغنون الأدوار أو الموشحات كانوا يظهرونهم بشكل مضحك وكانوا يسخرون منهم، يعني ماذا نقول! زمن الفن الجميل الغيتار الكهربائي والأورغ والأوركيسترا السينفوني والقومية العربية على الأوركيسترا، للأسف لم يحفظ لنا جانب كبير جدا من تراث الموسيقى العربية الذي فُقد ولن نستطيع أن نعرف أبدا كيف كانوا يغنوه في الأداء الحي. مع كل أسف سيبقى هذا ضائعا وسؤال يحيرنا إلى أبد الآبدين. الشيء الأخير قبل أن ننتقل إلى صالح عبد الحي هو هذا التطابق في الأداء، سألت بشأنه أكثر من موسيقي بغض النظر عن نفسي جميعهم أجمعوا أن طريقة عزيز عثمان يبدو أنه أخذها عن شخص يعرف كيف ينسخ، هذا الرجل غريب صراحةً ولا نعرف عنه أي شيء، حتى أننا نعرفه كممثل أكثر مما نعرف عنه كمطرب، وهو لم يسجل أي شيء كاسطوانات غير ما سجله في مؤتمر 1932، غريب هذا الرجل لا نعرف عنه شيئا إطلاقا. ننتقل الآن إلى “البرنسيس الكبيرقوي” الملك صالح عبد الحي الجميل، السلطان يغني الدور بالاعتبارات الإذاعية بشكل مختصر، الوصلة مدتها حوالي 25  دقيقة والدور يغني في آخر 7 دقائق من هذه الوصلة، الوصلة فيها سماعي محير وليالي وهناك تقسيم لكل آلات التخت تقريبا عود وكمنجة وقانون لأنه لم يكن معه ناي، صالح سجل الدور مع كولومبيا في مدة تقل حوالي دقيقتين عن تسجيل الإذاعة، الفرق ليس كبيرا، وكل ما غناه صالح عبد الحي في كولومبيا غناه هنا بشكل أبطأ وفي نفس الوقت صوته فيه سلطنة وخبرة أكثر. أنا لن أُسمع تسجيل كولومبيا لأنه فعلا لا يحتوي على ما يلفت الانتباه أكثر مما في تسجيل الإذاعة لأن تسجيل الإذاعة يبدو فيه خلاصة خبرة صالح عبد الحي مع هذه الأدوار، لن نسمع الليالي سنسمع الدور مباشرة، سنلاحظ أن صالح عبد الحي يدخل في الدور من الليالي وتستلم منه البطانة وتكمل مذهب الدور. بعد ذلك لا يوجد أي ترجمة للمذهب كما سمعنا مثلا مع عزيزعثمان أو كما سمعنا من قبل مع عبد الحي حلمي. لا يوجد أي ترجمة للمذهب يدخلون مباشرة بنوع من الزن ويكمل صالح عبد الحي المذهب دون أي ترجمة آلية تذكر، سنلاحظ وهو يغني الدور أنه يغني الدورين “من يلمني في غرامي” وأيضا “زاد وجدي من غرامي”، الدوران اللذان يغني جزء منهما يوسف المنيلاوي وجزء عبد الحي حلمي، هو الوحيد الذي غنى الدورين وهو الوحيد الذي لم يخطأ في كلام الدور الثاني، هو الوحيد الذي نسمعه يقول: “وجفى جفني منامي من نهار القلب حبك”، بطانته عتاولة يصعدون معه إلى الجواب. على فكرة هنا نذكر بطانة كولومبيا أيضا متمكنين جدا لا يهمهم إلى أين ينتقل،  يغنون معه باستمرار على نفس النهج التصاعدي. طبعا معه تخت عظيم عبد الفتاح صبري على القانون ولبيب حسن على الكمنجة ومحمد عبده صالح على القانون، أيضا فاسحين له المجال جدا، وإبراهيم عفيفي على الإيقاع يرافقه بشكل جيد جدا، عندما يبطئ يبطئ معه وعندما يسرع يسرع معه أيضا. رغم الإنسجام في هذه الفرقة إلا أنني أعود وأقول أن هذا لا يعكس الأداء الحي أبدا، نحن لم نسمع تسجيلا لهذا الرجل إلى وقتنا هذا مع جمهور مثلا، في حضرة جمهور مستمع وليس أي جمهور، جمهور أتى ليسمع صالح عبد الحي فقط، حفلات الإذاعة الموجودة حتى المسجلة في الإذاعة معظمها محذوفة، معظمها تم شطبها تماما مع الأسف، وما وصلنا منها ليس كثير، ما وصلنا ربما ما سجله الهواة وبعض الأشرطة المتبقية عند الإذاعة، حسنا سنسمع دور “جددي يا نفس حظك” من وصلة محير لصالح عبد الحي، وبه نكون قد وصلنا إلى نهاية حلقة اليوم من برنامج “سمع”، ونكون قد وصلنا أيضا إلى نهاية تحليل دور “جددي يا نفس حظك”، إلى أن نلتقي في حلقة جديدة من برنامج “سمع نتمنى لكم أعزاءنا المستمعين كل الخير ونترككم في الأمان.

قدمت لكم مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية “سمع”

 

  2015  /  الإذاعة  /  Last Updated أبريل 2, 2015 by Amar  /  Tags:
WP-Backgrounds Lite by InoPlugs Web Design and Juwelier Schönmann 1010 Wien